15 يونيو 2008

لجنة وأد الحريات!!




في تاريخ 6 نوفمبر 2006 أقترح مجموعة من أعضاء مجلس الأمة "المنحل" تشكيل لجنة لدراسة الظواهر الدخيلة على المجتمع، مثل ظواهر انتشار المخدرات والمسكرات ، والعنف الأسري ، وجرائم الأحداث ، وسعي البعض لاستغلال الناشئة من خلال ترويج قيم بعيدة عن الدين الإسلامي الحنيف والأخلاق والعادات والتقاليد الكويتية الأصيلة.

ومنذ ذلك الحين ونحن لا نعرف مدى جدية وحقيقة تشكيل هذه اللجنة التي اعتمدت على نص المادة 44 من اللائحة الداخلية المنظمة لعمل المجلس، لتأت اليوم وبصورة أكثر وضوحا وبأسماء أعضاء يعرف عنهم تشددهم وتمزتهم ونظرتهم المسبقة في الكثير من القضايا التي يرونها خروجا عن "الملة" وعن الدين الإسلامي كما يفهمونه!!

د.جمعان الحربش "الاخوان المسلمين" - محمد هايف "حزب ثوابت الأمة" - عبد اللطيف العميري "التجمع الإسلامي السلفي" - محمد مطير "محسوب على السلف" - د.فيصل المسلم "إسلامي سلفي مستقل" - د.محمد الحويلة "إسلامي قبلي مستقل" - د.وليد الطبطبائي "الحركة السلفية العلمية" هؤلاء أعضاء اللجنة التي تحاول بشتى الطرق لزحف نحو الانقضاض على الحريات والمكتسبات الدستورية التي أقسموا هم جميعا على الزود عنها في القسم الدستوري، ومع كل أسف يعتقد البعض أن عمل اللجنة فقط يقتصر على الدراسة وهو ما أقر لها لكن خط سير عمل اللجنة ونوايا أعضاءها التي كشفت بتصريحاتهم تعدى كل الحدود بل وبدأوا يعتبرون أنفسهم أوصياء على أهل الكويت، ليختاروا ماذا نلبس وماذا نقرأ وماذا نشاهد من برامج تلفزيونية من دون أن نعترض أو نفكر بعقولنا التي يريدون سلبها واستبدالها بعلب سردين!!

يحق لكم كنواب أن تشرعوا ما يحلوا لكم، فأنتم تعتقدونأن بيدكم قرار الأغلبية من دون أن تنتبهوا بأن الديموقراطية الحقة هي قرار الأغلبية مع احترام رأي الأقلية، بل وعدم التعدي على حقوقهم الطبيعية التي يكقلها أي نظام ديموقراطي، هذا إن كانت الديموقراطية التي صعدتم على ظهورها تؤمنون بها ولا تعتبرونها "طاغوت" لا بد من التخلص منه مع مرور الوقت، ولا أعرف لماذا لا ينتبه أحد الإخوة أعضاء اللجنة لظاهرة التعدي على القانون وضياع هيبته عبر تنظيم الانتخابات الفرعية التي وصل من خلالها أعضاء في لجنتهم الموقرة!!

فإذا كان ما يعرف بوثيقة الدواوين سيئة الذكر قد ظهرت ونحرت بشجاعة منا فلن نتوانا عن قلب الطاولة على هذه اللجنة التي تريد أن تخترق الدستور بكل بساطة وسهولة، هي مجرد أيام ونتعرف على الوقت والزمان والمكان المناسب للمواجهة بين أعداء الحريات والمكتسبات الدستورية وبين المخلصين للوطن والشعب.

ليست هناك تعليقات: