أن تغادر بيتك الذي ولدت فيه وترعرعت فيه
أن تضع خلف ظهرك ذكريات الطفولة أين اختبأت حينما كانت جدتك تسعى لضربك
أن تجبر على مغادرة غرفتك التي لطالما كانت مسرحا خاصا عشت فيه أحلام الطفولة، مرة تعتبر نفسك بطلا خارقا تقفز من السرير ومرة أخرى تختبأ تحت السرير حاملا بندقيتك البلاستيكية ومرة أخرى تقف مبتسما تحاول أن تكون بطول وحجم اللاعب المفضل لديك الذي لصقت صوره على حائط غرفتك
أن تخضع لأوامر والدك وتأخذ فقط ما تحتاجه وتترك خلفك كل ما تعتقد بأنه ثمين لديك من بقايا ألعاب جمعتها وأعدت تدويرها لتلائمك كل هذا تركه لأنه يوم الرحيل
لك أن تترك كل شيء خلفك إلا أمر واحدا ذكرياتك ستحملها أينما كنت، فلن تكون الكاميرا أكثر دقة في تصوير كل أركان البيت بغرفه وممراته ودهاليزه التي تحفظها عن ظهر قلب..لن يكون المخرج السينمائي أبرع من عينك وهي تطوف بسرعة خاطفة تدحرج فيها ذكرياتك في هذا البيت..
هكذا قرأت أعين أبي وهو يقلب ذاكرته وانا أناوله صورا عن منطقة شرق!!