29 ديسمبر 2008

يلا نبوق!! مهرجان خاص



مع اقتراب انطلاق مهرجان هلا فبراير

اخشى ان البلد عايش مهرجان خاص للحرامية ولا أحد حتى يفكر بالدعاء عليهم..

المطلوب من القراء الكرام اقتراحات لتطوير مهرجان يلا نبوق..

مع لعلم ان الحرامية مستعدين يدفعون من جيبهم الخاص ومن الأموال العامة للصرف على ضمان نجاح المهرجان اللي احتمال يصك على مهرجان دبي!!

الحرامية ناطرين مني افكار عشان ننطلق بتسويق المهرجان قريبا..

26 ديسمبر 2008

الأزرق يبي فزعتنا!!



أيام وتبدأ ليالي كأس الخليج ي نسختها الـ 19، في مسقط هذه المرة الظروف مختلفة لم تعد جميع المنتخبات كما كانت، المستوى متقارب وإن كان حال منتخبنا هو السيء والكل يعلم بالحال!!

في رأيي الشخصي لا يستحق لاعبينا أي إدانة على مستواهم ولا نلومهم إن خسروا وودعوا البطولة مبكرا، يجب أن نمنحهم ثقتنا ونقف معهم، صحيح لا نرغب بالخسارة ولكن في النهاية هذه كرة القدم وهذه ظروف أزرقنا المسكين، دعونا نتفائل فالأزرق كان يتغلب على الظروف لأن هناك من يؤمن بذلك، الأزرق عام 1986 فعلها بالمنامة والأزرق عام 1996 بمسقط عملها مرة أخرى، كل ما نريده هو أن نشجعهم حتى آخر دقيقة من آخر مباراة لهم في البطولة.

يجب أن نعترف بتأخر مستوانا مقابل التطور الهائل للكرة الخليجية، البطولات المحلية الخليجية مميزة بالتغطية الإعلامية وبالدعم الخاص والعام وبوجود استقرار إداري في الاتحادات أما نحن فالدوري أقرب للعب شوارع فيه نوع من التنظيم!!

حتى وإن فزنا بالبطولة "يارب" فهذا لا يعني أن منتخبنا أستاعد عافيته، فالمنتخب يحتاج لتحضيرات خاصة ومعسكرات خاصة وتفرغ رياضي حقيقي، ومدرب يملك كل ما يحتاجه ويحتاج لوقت لإثبات نفسه كمدرب يقود منتخب لتحقيق إنجاز وليس كجليس أطفال أو مدرب طوارئ كالعادة مع محمد إبراهيم.

تاريخ كأس الخليج لا يشفع للأزرق بأن يظهر نفسه كبطل أسطوري، ومسقط مرة تقف معنا ومرة ضدنا، فقط لنترك محمد إبراهيم يعمل فمعه أفضل ما في الدوري الكويتي ولا يوجد برأيي أفضل من هؤلاء.

عندهم شكسبير وعندنا والموناليزا تشرب شيشة!!



كتب – بدر بن غيث:

المكان: منطقة صبحان الصناعية – قاعة سلطان.
الزمان: الساعة السابعة من مساء الأربعاء 17 ديسمبر.
حالة الطقس: برودة قارصة تزيد من وحشة شوارع صبحان!!

"مثلما يفتخر الغرب بشكسبير ودانتي ومايكل انجلو وبالعديد من الفنانين والمبدعين..نحن أيضا لدينا من نفتخر بهم" كان هذا رد الفنان حمد الصعب على سؤالي له حول اختياره لكل من أسمهان، رشدي أباظه، أم كلثوم، هند رستم، صباح، فاتن حمامه، فيروز، عبدالحليم حافظ إضافة إلى محمود الكويتي ولوحة للموناليزا وهي تشرب الأرقيلة ولوحة لرقصة صوفية بتصميم مبتكر.

حمد الصعب وعلي سلطان مبدعان في مجالهما بعالم التصميم الجرافيك، قررا أن ينفذان أعمالهما بطريقة مبتكرة راحا ينتقيان الصور بطريقة تدل على صدق نيتهما في الإبداع، حتى أن بعض الصور قاما بشرائها من مجلات في إصدارات قديمة جدا.

الغريب في المعرض ليس فقط طريقة تنفيذ التصاميم التي من السهل الحكم عليها، فيقال بأن حمد وعلي قاما باللعب بأحد برامج التصميم واستغلال الصور لا أكثر ولا أقل، فهذا الحكم هو تقييم فقير ولا يتسم بالصحة والدقة، فمن يدقق النظر في أي عمل من أعمال المعرض في تلك الصالة الصغيرة سيجد أن هناك جهدا كبيرا في جعل كل لوحة تنفرد عن الأخرى في استخدام برامج الجرافيك وجعل الأعمال أقرب لأعمال فنية تم تنفيذها بألوان زيتية وببراعة فائقة، الغريب في المعرض أن جميع المعروضات تم تنفيذها من قبل الفنانين ولم تكن الأعمال منفصلة، فكل الأعمال ممهورة باسم حمد وعلي وكل الاعمال من إنتاج هذا العام.

سألت حمد الصعب لماذا لم يقدم هذا الإبداع لمؤسسات ثقافية مثل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أو الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، فقال بأن المجلس الوطني خذله ذات مرة وخيب ظنه كمؤسسة ثقافية، فسبق أن حصل على موافقة المجلس بأن ينظم معرضا لأعماله في المرسم الحر وتمت الموافقة، وتم ترتيب كافة ما يحتاجه لتنظيم المعرض من طباعة الدعوات وكتيب المعرض والإضاءة، إضافة إلى حجز الضيافة الخاصة للمعرض، وقبل افتتاح المعرض بأسبوع قرر المجلس الوطني إلغاء كل شيء!!






أما عن الجمعية وغيرها من الجهات الداعمة للفن، فلم يتوجه لهم لأكثر من سبب منها خيبة الأمل من المجلس، إضافة إلى أن تلك الجهات بحاجة إلى التزام دائم في الحضور والمشاركة، في حين أنا وعلي نأخذ الفن كهواية من دون قيود، لم تنته مفاجآت حمد فقال بأن هناك لوحة تشارك حاليا في العاصمة القطرية "الدوحة" بمعرض الصليب الأحمر وقدمناه كإهداء منا لذلك المعرض، كما أننا خصصنا نسبة 20 % من ريع المعرض لمساعدة مشروع إنساني لمنظمة بريطانية ستساهم في تكاليف رعاية متلازمة الداون في الكويت، وكل هذا في سبيل أن يساهم الفن بخدمة المجتمع، كما أننا سنخصص في المعارض والملتقيات المقبلة حصص من بيع الأعمال للعديد من المشاريع الخيرية التي تخدم المجتمع.

قررت العودة بجولة على الأعمال المعروضة، واستخلصت بأن ما قدماه علي وحمد يعد فن يستحق الدعم والتشجيع، بل أن فكرة تخصيص نسبة من ريع المعرض هو بحد ذاته إحساس فني خالص، وفيما يتعلق بالأعمال معظمها مميزة بألوانها المتناسقة وتميز كل منها باستخدام خطوط وأسلوب خاص في التنفيذ أقرب للمدرسة التأثيرية.




17 ديسمبر 2008

طين+ نار + ماء= فن !!




خزف علي العوض يكشف تناقضات الحياة!!

كتب – بدر بن غيث:

يفتتح السبت المقبل في قاعة بوشهري للفنون المعرض الشخصي للخزاف الكويتي علي العوض، حيث يضم المعرض أعمالا خزفية للفنان الذي يعالج فيها تناقضات الحياة.

وقال الفنان علي العوض حول المعرض " المشاعر المتناقضة التي نحملها في أنفسنا كانت فكرة المعرض ... فمن بين هذا الظلام الطيني نجد بريق من نور يعطينا الأمل فيما تبقى من حياتنا ..." ، وحول اختياره فن الخزف واللعب بالطين والنار والماء أجاب العوض " تأخذني الحياة لأصنع من الطين قصصا مروية وروايات فخارية وملاحم خزفية أبطالها يحيون بالنار ويموتون بالماء".

وعن استعداده للمعرض أشار العوض إلى أن ما سيقدمه خلال المعرض هو عدة أعمال نتاج الثلاثة سنوات الماضية، كنت أخوض فيها المواجهة بين النار والطين والماء وأتمنى أن يحوز المعرض على إعجاب محبي فن الخزف بشكل خاص والفنون التشكيلية بشكل عام.




من أعمال الخزاف علي العوض

12 ديسمبر 2008

تمثال الحرية في الكويت!!




في نقاش تابعته في إحدى المدونات حول فكرة تحرك شبابي لنقل تمثال الشيخ عبدالله السالم، من مقر جريدة الرأي العام في شارع الصحافة، كان الحوار يصب في اتجاه واحد تقريبا الجميع يؤيد الفكرة ولكن لم أسمع عن أي تحرك حقيقي بعدها!!

دفعتني الفكرة للعودة لصاحب التمثال النحات سامي محمد، الذي رحب بحوار خاص حول تمثال الشيخ عبدالله السالم (نشرته مؤخرا في المدونة)، وأثناء تفريغي لشريط اللقاء وصلتني رسالة من تجمع صوت الكويت، تناقش ذات الفكرة حول فكرة تحرك جدي لنقل التمثال لمجلس الأمة، وحتى لحظة كتابتي لهذا المقال لم أسمع أي رد حول وجهة نظري التي أرسلتها لهم.

تمثال الشيخ عبدالله السالم هو من ممتلكات أسرة آل المساعيد الكرام، وأعتقد بأنه آن الأوان لنقل التمثال لمكانه الصحيح من خلال أي خطوة تكفل حق ورثة المرحوم عبدالعزيز المساعيد صاحب فكرة تخليد أبو الدستور بتمثال من صنع النحات الكويتي سامي محمد، بإمكاننا أن نجمع التبرعات الكافية لشراء التمثال من أصحابه، بإمكاننا أن نخاطب أسرة المساعيد ليهدوا التمثال للشعب الكويتي، وننقله لمكانه المناسب أو على الأقل نمضي في مطالبة الشخصيات العامة وجهات مسؤولة للعمل على اقتناء التمثالين (التمثال الآخر للشيخ صباح السالم) ، فهذه الخطوة إن حدثت فإنها ستعد تجربة شبيهة جدا بقصة النصب التذكاري الشهير الموجود في ولاية نيويورك "تمثال الحرية".

فالمعروف في كتب التاريخ أن هذا التمثال الذي أهدته فرنسا للولايات المتحدة بمناسبة ذكرى الاستقلال الشهير عام 1776 ميلادي، كان مقررا أن يقف تمثال الحرية في قناة السويس أيام الخديوي إسماعيل والي مصر، بمناسبة افتتاح قناة السويس الشهيرة إلا قلة الميزانية لم تسمح بتنفيذ الفكرة، وقبل نقل التمثال للولايات المتحدة بدأت كل من فرنسا والولايات المتحدة تعيش حالة من النشوة الشعبية والحماس الذي بثه الإعلام، الذي اعتبر تمثال الحرية رمزا ستستفيد منه الأجيال القادمة، لما يحمله من دلالات تاريخية وإنسانية، وليس صنما للعبادة كم يعتقد بعض الجهلاء!!

راح الأمريكيون والفرنسيون كل في مكانه بجمع التبرعات من خلال تخصيص ريع الأنشطة الثقافية كل المسرح والمزادات وغيرها، ليجمعوا مبلغا ضخما نقل على أثره التمثال لولاية نيويورك، تلك الهدية أصبحت اليوم معلما أساسيا ليس فقط لولاية نيويورك فحسب بل للولايات المتحدة الأمريكية، التي تتباهى بأن مجتمعها حر يدعو لمفاهيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، إن تلك التجربة في تلك الحقبة من التاريخ تعد من وجهة نظري مثالا نموذجيا بإمكاننا أن نحققه في نقل تمثالين من البرونز كاد أن يدمرهما الغزو العراقي الغادر، ومتى ما تحركنا وحققنا النجاح فنحن بهذه الخطوة كسبنا الثقة بأنفسنا وعززنا من اهتمامنا بالفن التشكيلي الكويتي، وهي فرصة لنتعرف على مدى حبنا لتلك الشخصية الرائعة في تاريخ الكويت فالشيخ عبدالله السالم يحبه الجميع ووضع تمثاله في مجلس الأمة أو في أي ساحة عامة كساحة الإرادة هي تكريم بسيط لشخص أبو الدستور.

10 ديسمبر 2008

يوم واحد فقط..!!




ما أن انتهت الحرب العالمية الثانية وخلفت وراءها 50 مليون إنسان، وحتى البدء في مشروع إقامة منظمة الأمم المتحدة عاش العالم فقط 45 يوما بسلام لم يسمع في الكرة الأرضية عن أي نزاع او حرب خلفت دمارا كالدمار الذي خلفته الحروب العالمية، كان الأمل كبيرا بأن يعيش العالم يوما آخر على الأقل قبل أن يبدأ البشر من جديد في خسارة ملايين من جنسهم حتى يومنا هذا!!

هل الحرب وانتهاك حقوق الإنسان أصبحت من فطرة البشر، أم أن الحياة بسلام تتطلب أن نعيش حروبا أفظع من تلك التي عشنها لنتذوق طعم السلام بعد مرارة الحروب والمنازعات؟!

في العاشر من ديسمبر من عام 1945 أصدرت الجمعية العامة لمنظمة الامم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ذلك الإعلان الذي تحول إلى مصدر هام في صياغة أي اتفاقية دولية أو اقليمية تتعلق بحقوق الإنسان، بل مثلت بنوده الثلاثين نصوصا يمكن الأخذ بها في صياغة الدساتير المحلية للدول كما هو حال دستور دولة الكويت 1962.

رغم أهمية الإعلان ومناسبته السنوية إلا أننا كبشر لم نحرز أي تقدم في مجال حقوق الإنسان، كل ما نريده هو تطلعات وأمنيات نتبادلها إما بتنظيم مؤتمرات وندوات أو احتفاليات يحضرها ذات الوجوه التي نلتقيها كل سنة، فعندما أناقش الزملاء عن حقوق الإنسان ترفع "الحواجب" ويعتبر الحديث في هذا الموضوع هو الدخول في السياسة أو محاولة غربية لاختراق المجتمعات المسلمة بحجة حقوق الإنسان وتطبيق مفاهيمها التحررية اللا أخلاقية كما يعتقد البعض!!

دعونا نعيش يوما واحدا من دون نزاع في العالم، كم هو حلم جميل لا يتحقق بالدعوات فقط بل بالعمل، هل فكرت أن تقرأ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان؟..هل فكرت أن تقرأ أي وثيقة دولية معنية بحقوق الإنسان الكويت طرفا بها؟

ماذا تعني لك "حقوق الإنسان" لماذا هناك انتهاكات دائمة لهذه الحقوق، لماذا هناك من يرفضها؟..هل هي مثالية هل هي مطبقة فعلا ونتلمسها؟..هل نحتاج بأن نزيد من تلك الحقوق؟..

ماذا يعني ان نعيش من غير حقوق؟!..هل سبق أن تعرضت لانتهاك لبعض حقوقك وكيف؟! ما السبيل لحماية حقوقك وحقوق غيرك؟

تساؤلات أطرحها عليك عزيزي القارئ حتى تتذكر بأنك لا تعيش وحدك، لا أريدك أن تتسرع في الإجابة بل تأمل ما حولك؟ ..

فقط يوم واحد فقط أريده لك ولبقية من تحب وتكره!! فقط يوم واحد نعيشه في بسلام..أعتقد بأن العالم سيكون أجمل لو عشنا فيه يوما واحدا فقط بسلام..

05 ديسمبر 2008

عندما تنتصر" الأفكار العارية"..!!



لم يكن مقررا أن أكون على جدول برنامح حفل رابطة الأدباء بمناسبة تسيلم جائزة الأديبة ليلى العثمان للقصة والرواية لهذا العام، كنت مستعدا للجلوس والاستمتاع بهذا الحفل البسيط بتجهيزه الرائع الغني بحضور شخصيات فاعلة على الساحة الأدبية والإعلامية، اتصل بي الفنان سامي محمد وطلب مني أن أجهز كلمة بخصوص المناسبة، لم أتردد في قبول طلبه، ورحت أجلس لساعة تقريبا محاولا البحث عن كلمة تناسب الحدث، فهذه المرة المناسبة في مقر أصحاب الكلمات المؤثرة في عقر دار من يعرف فن الانصات.

مهمة صعبة جعلتني أعدل عن كتابة أي شيء، ولم يتبق سوى ساعة تقريبا من موعد الحفل، اتصل بي الفنان سامي محمد ليطمئن على تجهيزي للكلمة، قلت له بأني لم أحضر شيئا وسأرتجل أحسست بأنه "متضايق" لكنه عبر عن ثقته بي وبقدرتي على الارتجال بالشكل المطلوب، منذ ان أنهيت المكالمة عرفت من أين أبدأ في كتابة كلمة لابد منها.

وصلت رابطة الأدباء قبل موعد الحفل بنصف ساعة جلست بالديوانية بصحبة الزملاء الاعزاء الكاتب عقيل عيدان والأديبة الواعدة ميس العثمان، والروائي الواعد الصحفي محمد هشام المغربي إضافة إلى أمين عام الرابطة الأستاذ حمد الحمد، جلسنا نتبادل تعليقاتنا حول اهتمام الأديبة ليلى العثمان بتشجيع الشباب، وتناولنا على عجالة الاعتصام الذي نظموه في معرض الكتاب الـ33.

بحثت عن الأستاذ سامي محمد وجدته يقرأ بتأني لوحة الإعلانات، فاجأته بالترحيب به وقال "وينك اتصل فيك ما ترد..؟!" واعتذرت له بأني معتاد على وضع التلفون على وضع الصامت، متى ما كنت في مناسبة كهذه، أخرجت من جيبي الكلمة التي سألقيها محاولا أن أؤكد لأبوسامه بأني جاهز، انطلق بي يبحث عن الأديبة ليلى العثمان، تبادلنا معها التحية وشكرها على دعمها للشباب، وراح أبو أسامه يقدمني لها فلم تتردد في طلب منسق الحفل "ميس العثمان" أضافت اسمي على برنامج الحفل، وطلبت مني الكلمة حتى تنسخها.

عدت للديوانية وهذه المرة حواري كان مع أمين عام الرابطة الأستاذ حمد الحمد، تحدثت معه عن مكانة رابطة الأدباء في نفوس الشباب واعتبارها من أنشط جمعيات النفع العام، كان فخورا بقدرة الشباب وراح يسرد لي دعم الرابطة الواضح للشباب، فقال سبق للرابطة ان أسست منتدى خاص للشباب وها هي الرابطة تجني الثمار فيوسف خليفه وميس العثمان واستبرق أحمد وغيرهم من الشباب نالوا الشهرة والمكانة وتقلد بعضهم مناصب في مجلس إدارة الرابطة في السنوات الماضية.

غادرنا الديوانية باتجاه قاعة الاحتفال، جلست بالقرب من سامي محمد محاولا أن أهيء نفسي لما سأقرأه، أعلم أن صعودي لخشبة المسرح سيكون صعبا وغير متوقعا على الجميع، عل التوالي تحدثت الأديبة ليلى العثمان فنالت تصفيقا حارا ومن ثم د.أسامه طالب النقد وأحد أعضاء لجنة التحكيم فنال تصفيقا نظير كلماته المشجعة للفائز، وجاء دوري ووصلت للمنصبة.

"تسمرت" في مكاني فعدسات المصورين صوبت باتجاهي حتى كدت أفقد القدرة على التركيز بما سأقرأه، بدأت بقراءة الكلمة بسرعة فائقة أكاد لا أفهم ما أقرأه، لكن ما هي إلا لحظات حتى رفعت رأسي باتجاه الجمهور الغفير مرتجلا كل ما أتذكره بأني اقتبست بشكل غير مباشر ما كنت سأقرأه عليهم.

بعد تصفيق الجمهور عدت لمقعدي القرب من سامي محمد، قالها بارتياح "كلمة رائعة جدا..قواك الله" ارتحت كثيرا واستمتعت ببقية برنامج الحفل، صعد الفنان سامي محمد للمنصة مع الاديبة ليلى العثمان ليسلما الجائزة للزميل المبدع القاص يوسف خليفه جائزته، نعم كم أنت محظوظ يا يوسف نلت جائزة ليلى العثمان ونلت منحوتة رائعة من سامي محمد ونلت اعجاب الجمهور وتصفيقهم.

يوسف خليفه ذياب نال الجائزة عن مجموعته القصصية المميزة "أفكار عارية"، قرأت منها بعض القصص بالفعل يستحق الجائزة لأنه مبدع، والآن عرفت لماذا منعت مجموعته القصصية من النشر في معرض الكتاب الأخير، لأنها مجموعة رائعة فيها من الإبداع الكثير، وعلى ما يبدو أن الرقيب يرفض مثل هذا النوع من الإبداع في القصة القصيرة جدا ويفضل أن تكون قصص الأشباح وتحضير الأرواح وقراءة البخت "المايل" والأبراج هي النوعية الوحيدة من الكتب الذي يجب أن نشتريه ونقرأه في كل عام!!

كم نحن بحاجة إلى 1000 من ليلى العثمان و1000 من سامي محمد ليستمر الشباب المبدع في إبداعهم، اما مؤسسات الدولة فقد "شاخت" وكبرت ولم تعد قادرة على انجاب الإبداع وصقله نعم هم يجتهدون لكن هذا الجهد يحتاج"فزعة" حقيقية تعيد للشباب حقهم من الاهتمام بابداعاتهم في شتى المجالات.

04 ديسمبر 2008

تمثال الشيخ عبدالله السالم full story




لجأت "للصعايدة" لرؤية التمثال..التماثيل شهود على همجية الاحتلال
سامي محمد يروي حكاية تمثال عبدالله السالم

كتب – بدر بن غيث:

أن تفتح كتابا لتقرأ حدثا تاريخيا فهذا لا يغنيك عن تخيل نفسك تعيش ذلك التاريخ، فكيف وأنت تجلس مع من يصنع التاريخ ليحكي لك الحكاية دون رتوش، يسرد لكل التاريخ بطريقة مشوقة تجعلك تتمنى صناعة آلة الزمن والعودة مع صاحب الحكاية لرؤية ما يجري في حكايته، في الحقيقة أحسست بأنني انتقلت لفترة السبعينات من القرن الماضي رغم أني من مواليد 1981، وأنا ومعي عدد من أعضاء مجموعة سامي محمد للفنون التشكيلية الكويتية.

حيث كنا على موعد للاستماع لحوار خاص مع الأب الروحي للمجموعة والنحات العالمي الفنان التشكيلي سامي محمد، جلس أبوسامه وحوله أبناءه الفنانين الواعدين مستمتعين بأحاديثه، فمن النادر أن يحظى أي منا بفرصة للقاء فنان بحجم وتاريخ سامي محمد، فالمكان الذي جمعنا مقر جمعية السدو الحرفية أو ما يعرف ببيت السدو، المقر الدائم لمجموعة سامي محمد للفنون التشكيلية، كانت الساعة السادسة مساء والفنان سامي محمد عهدناه ملتزما بمواعيده فحضر هذا اللقاء على الموعد، لم يكن مقررا أن أسجل له هذا الحوار ولكن كانت فرصة سانحة لطالما طالبته مرات عدة بأن أحظى بهذه الفرصة لتسجيل حوار خاص ليروي لي حكاية تمثال الشيخ عبدالله السالم وتمثال الشيخ صباح السالم، اللذان نصبا في مبنى جريدة الرأي العام في شارع الصحافة.


كان الهدف من تسجيل هذا الحوار معرفة قصة تمثال الشيخ عبدالله السالم كاملة، بعد أن تزايدت المعلومات المغلوطة حول هذا التمثال، إضافة إلى رغبة العديد من المهتمين بالفن التشكيلي لمعرفة

في عام 1971 المرحوم عبدالعزيز المساعيد صاحب امتياز ورئيس تحرير جريدة الرأي العام، للمحبة المتبادلة بينه وبين الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم بحث عن طريقة لتخليد ذكرى هذه الشخصية العظيمة في تاريخ الكويت، من خلال عمل فني يضعه مقابل مبنى الجريدة في منطقة الشويخ (شارع الصحافة).

زار المرسم الحر بعدما سأل عن تكلفة عمل النصب التذكاري خارج الكويت والتي كانت تكلف الكثير، وقرر أن ينظم مسابقة بيننا نحن النحاتين وقتها خزعل القفاص والمرحوم عيسى صقر وأنا، وقدم كل فنان منا نموذجا يجسد فيه الفكرة من النصب التذكاري، بالنسبة لي قدمت نموذجا قريبا جدا من الشيخ عبدالله السالم نتيجة حبي للعمل على (البورتريه) حتى أنني اهتممت كثيرا وتمرنت على نحت جميع أجزاء الجسم كاملا، وأعود للنموذج الذي مازلت أحتفظ به في البيت على الرغم من الدمار الذي حل به من قبل الجنود العراقيين الذين قطعوا رأس التمثال، وفي مغامرة لي أيام الاحتلال العراقي الغاشم تسللت للبيت لإخراج بعض الحاجيات ومنها النموذج.


عاد المرحوم عبدالعزيز المساعيد لاختيار بين النماذج المقدمة، واختار التمثال الذي قدمته نظرا لتجسيدي أحداثا عدة في التمثال، حيث يجلس الشيخ عبدالله السالم على كرسي الحكم، نظرا لأن الكرسي يمثل مكانا للخطابة وهو مكان لا يعتليه إلا من يمكن من المكانة السياسية بين الناس وقادر على كسبهم، كما وضعت يده اليمنى على الدستور، كما أنني وضعت على الجانب الأيمن من الكرسي ملامح من التقدم في المجال الصناعي والتعليمي، في حين جسدت خلف الكرسي ماضي الأجداد والآباء من حياتهم في البحر، بينما خصصت الجانب الأيسر من الكرسي للتقدم العمراني الذي شهدته الكويت في عهد الشيخ عبدالله السالم.

بعد نجاحي في تلك المسابقة المصغرة طلبني عبدالعزيز المساعيد للحديث حول تفاصيل عملية تنفيذ التمثال، وقلت له بأني بحاجة لمكان لتنفيذ المنحوتة إضافة إلى الخامة التي أحتاجها لتنفيذها في مرحلتها الأولى، وبعد ذلك يمكننا العودة للحديث عن المرحلة الأخرى من تنفيذ المنحوتة، قام المرحوم بتخصيص مكان لي في مطبعة جريدة الرأي العام (القديمة)، وبدأت العمل في الجبرة الخالية من أي موظفين، وبقيت أعمل على المنحوتة ما يقارب العام تقريبا، حيث كانت الخامة التي عملت بها المنحوتة الطين وبعد ذلك حولتها إلى خامة الجبس.

في الحقيقة كانت تواجهني مشكلة كادت أن تفسد نجاحي في مسابقة المساعيد، وقتها كانت كافة الصور المتداولة للأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم بالأسود والأبيض، إضافة إلى عدم وجود أي تسجيلات يمكنني الاستفادة منها لمعرفة جسم الشيخ عبدالله السالم، وخاصة وجهه، كما يعرف الجميع فالنحت يعتمد على الدقة في نقل تفاصيل الوجه والحصول على وجه مقارب للشخصية الحقيقة بنسبة قد تصل إلى 100%، وفر المساعيد وقتها كافة الصور المتاحة وجلست أبحث بجد عن كيفية تجسيد هذه الشخصية، ففي كل مرة أردت أن أنحت شخصا ما أضعه أمامي وأقوم بنقله بسهولة، كما حصل هذا حينما كنت أنحت والدتي رحمها الله والعديد من الأشخاص الذين جلسوا أمامي لأنحتهم، لكن هذه المرة الصعوبة تكمن في أن هذه الشخصية لن تكون حاضرة أمامي، إضافة إلى أنه مطلوب مني تنفيذ التمثال بدقة عالية.

كانت بحق معاناة كبيرة جدا تتطلب التركيز وهي على كل حال ستكون اختبارا لي لتثبت بأني فنان تشكيلي ونحات، خصوصا وأن بعض الرسامين يقومون بنقل "البورتريه" من الصور ولا يمكنهم التعامل مع هذا النوع من الرسم عندما يكون الشخص موجود بالفعل أمامهم، في حد ذاته هذا لا يعتبر بأي حال من الأحوال فنا.

أثناء عملي على تنفيذ التمثال داخل الجبرة كان الشك يزورني مرات ومرات حتى أنني أحسست بأنني أخطأت في تنفيذه، أذكر بأني أسهر على التمثال حتى الثانية فجرا في منطقة الشويخ، حيث كان هناك تعليمات أمنية بفرض نوع من حظر التجول في تلك الساعات المتأخرة بتلك المنطقة، حتى أنه في العديد من المرات تصادفني بعض الإحراجات خلال نقاط التفتيش خصوصا وأنا أرتدي (بنطول وقميص) مما أجد صعوبة في إقناع رجال الأمن بأني كويتي ولست بعامل من جنسية أخرى.



قررت أن أجد من ينتزع بذرة الشك التي راودتني كثيرا خلال عملي، وخصوصا وأني أشرفت على الانتهاء منه ولا أحتاج إلا ضمان نجاحي في الوصول لنسبة عالية جدا من تمثيل الشيخ عبدالله السالم في هذه المنحوتة، في احد الأيام ترصدت في الشارع المقابل للمطبعة التي أعمل فيها، انتظر أي شخص يطوف بجانب الرصيف لأستدعيه كشاهد إثبات، وصدف أن أوقفت مقيمان مصريان "صعايدة" وطلبت منهما الدخول معي لرؤية التمثال، وبمجرد دخولهما تعرفا على الشيخ عبدالله السالم حتى أن أحدهما قالها بطريقة انبهار "هو ده الشيخ.." بهذه الطريقة تأكدت من نجاحي، كم أحسست يومها بأني نجحت وحققت ما كنت أخشى أن أفشله به، وطوال عملي لم يطلع عبدالعزيز المساعيد على العمل وبقي يترقب انتهاء التمثال.



عام 1972جاء يوم رفع الستار عن تمثال الشيخ عبدالله السالم وسط حضور أعضاء مجلس الأمة، وعدد من المسؤولين وجماهير غفيرة وصحافيين وفنانين ومهتمين، حيث رفع الستار عن التمثال داخل دار الرأي العام ولم نضع التمثال أمام مبنى الجريدة كما كان مقررا للأمر، والسبب في ذلك أن المساعيد أراد في البداية أن "يجس" نبض الشارع والمسؤولين عن وضع التمثال الأول من نوعه في الكويت، حيث انتشر الخبر عبر وسائل الإعلام والناس حتى تدخلت جمعية الإصلاح الاجتماعي في إيقاف هذه الفكرة عبر خطاب مرسل من قبلهم للمرحوم المساعيد مما كاد أن يحول هذه المناسبة لقضية سياسية دينية، وتشاورت مع المساعيد على هذا الأمر، فقرر المساعيد عرض التمثال داخل مبنى الجريدة من دون أن يقلل ذلك من أهمية الحدث، وخاصة وأننا لا ندري ما يمكن أن يتعرض له التمثال!!

ولجمعية الإصلاح دور أيضا في قرار بلدية الكويت في ضرورة إزالة التماثيل التي نصبناها على سور الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية في بداياتها عام 1967، في مقرها القديم "بيت النقيب" بالقرب من مجلس الأمة الحالي على شارع الخليج العربي، كنا نسعى لتزيين الشارع أنا والعديد من الفنانين فوضعنا إنتاجنا على واجهة سور الجمعية، كمساهمة منا للتعريف بقدرة الجمعية وقتها على المساهمة في تزيين الشوارع والميادين، للأسف صدر القرار من البلدية بإيعاز من جمعية الإصلاح التي اعتبرت هذه التماثيل خروجا عن العادات والتقاليد، قررنا الامتثال للخطاب "الإنذار" الذي لم يمهلنا سوى أسابيع وإلا قامت البلدية بإزالة أعمالنا، من دون التفكير بأن نقوم بالتصعيد الإعلامي والمواجهة آنذاك، لم أكن راضيا بهذا القرار فما قمنا به هو من صميم عملنا من جانب ومن جانب آخر كنا نود أن نزين شوارع الكويت..ولكن!!

صدى الاحتفال وصل للوطن العربي، خاصة وأنه لا يوجد تمثال يحظى بهذا الاهتمام في دولة عربية مثلما حظيت أنا به في ذلك اليوم التاريخي، الذي اعتبره من أبرز أيام الحركة التشكيلية الكويتية، ووقتها عمري لم أتجاوز الثلاثين عاما حيث كانت أسرتي صغيرة جدا أنا وزوجتي وابنتي هيفاء وكوثر، وفي نفس العام ولد ابني أسامه.


سافرت بعدها للدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية، فأنا من ضمن الفنانين الذين حظينا بالتفرغ الفني وحظينا بفرص لاستكمال دراساتنا في العديد من الدول، تجولت في بعض الدول الأوروبية للتعرف على أفضل المسابك وعلى العديد من التجارب الفنية في مجال النحت، وأذكر بأن تكلفة "المسبك" تتعدى الثلاثين ألف دينار وهو مبلغ باهض الثمن في تلك الفترة، وبعد عودتي واستكمالي الدراسة طلبني عبدالعزيز المساعيد مجددا لاستكمال المرحلة الثانية والنهائية من منحوتة الشيخ عبدالله السالم، فقررنا أن تكون مادة المنحوتة "القالب" من البرونز خاصة وأن التمثال على وضعه الحالي "الجبس" بدأ في التآكل وعمره الافتراضي لن تتجاوز السنتين في أحسن الأحوال، تم شحن التمثال عن الطريق البحر لبريطانيا، وهناك بدأنا العمل في سباكة التمثال بالبرونز وعدنا مجددا بالتمثال للكويت ولكن هذه المرة من دون أي ضجة إعلامية أو احتفال كما حظي به التمثال لحظة رفع الستار عنه.

قبل الغزو العراقي بعامين 1988 طلب مني المرحوم عبدالعزيز المساعيد هذه المرة، لمناقشة تنفيذ تمثال آخر وهذه المرة لشخصية أخرى وهي أمير الكويت الراحل الشيخ صباح السالم، خاصة وأن المرحوم المساعيد عرف مع من يتعامل وعرف دقتي في تنفيذ تمثال الشيخ عبدالله السالم قبل عشرة سنوات تقريبا، هذه المرة كانت تكلفة التمثال أعلى من المرة السابقة حيث وصلت قيمة التكلفة وقتها إلى حوالي خمسين ألف دينار كويتي، يصل ارتفاع التمثال للشيخ صباح السالم 4 أمتار ونصف، هذه المرة يحتاج التمثال لمكان يسمح لهذا الارتفاع خاصة وأن الجبرة القديمة لم تعد تصلح، هذه المشكلة تجاوزتها بالعمل في محترفي الخاص في منزلي بمنطقة الرقة، هذا المحترف الذي زاره الطلبة المشاركين في إحدى ورش العمل التي قدمتها في رابطة الحرفيين مع نخبة من الفنانين التشكيليين منهم المرحوم عيسى محمد، أذكر بأن الطلبة زاروا المحترف وكان من بينهم بعض الأسماء التي أصبحوا فيما بعد فنانين تشكيليين مثل الفنان التشكيلي الراحل محمد الأيوبي، في حين لم يكمل بعضهم الآخر المشوار.

قمت بتنفيذ الجزء العلوي من التمثال، المتمثل بالرأس والصدر فقط نظرا لصغر مساحة محترفي الخاص، على أن أكمل بقية التمثال في مكان آخر حتى أنني كثيرا ما ألجأ لأفراد أسرتي ليطمئنوني على وصولي لنسبة عالية من شبه الشيخ صباح السالم حيث كنت بمجرد أن أسمع من زوجتي أو من أحد أولادي بأن هناك جزء غير سليم، أمسك بالمطرقة وأبدأ في تحطيم التمثال والعودة للنحت مجددا، فذات المعاناة لاقيتها أثناء تنفيذي التمثال بحثت عن العديد من الصور في العديد من الهيئات الحكومية، حتى أني زرت الشيخ سالم صباح السالم رحمه الله في ديوانه بمنطقة المسيلة، لعله يسعفني بعدد من الصور التي أستفيد منها، ما زلت أذكر استقباله لي بحفاوة من مدخل الديوان، قدم لي كل ما يملكه من أجل أن أحقق غايتي المنشودة.

أخذت المرحلة الأولى من تنفيذ المنحوتة ما يقارب الأربعة شهور، قضيتها في محترفي ضحيت فيها بالعديد من الساعات من أجل إعادة نحت الأجزاء التي أراها غير موفق بنحتها، حتى حانت اللحظة الحاسمة تلك اللحظة التي سيحكم فيها المرحوم عبدالعزيز المساعيد على العمل، وصل المساعيد إلى منزلي كنت بقدر تلهفي لاستقباله بقدر ما كرهت لحظات الرهبة التي تملكتني كلما تقدم المساعيد خطوة باتجاه الطابق العلوي من محترفي حيث مكان التمثال!!


وصل المساعيد إلى الطابق العلوي كنت أراقب كل خطوة يخطيها بانتظار أن يحسم حالة الترقب، وبعد تأمله بالتمثال التفت إلى قائلا "قواك الله..تمام" هكذا أطفأ المساعيد نار التوتر، ونجحت من جديد في كسب ثقته وتعزيز ثقتي بنفسي، لحظتها أحسست بالراحة والسعادة تغمرني وتكتسح المحترف، بعدها قرر المساعيد أن أشد الرحال لبريطانيا لاستكمال بقية التمثال والعودة بعده مجددا للكويت، هناك حجزت مخزن خاص للعمل على استكمال التمثال وكان لزاما أن يكون العمل دقيقا إلى أبعد الحدود خصوصا وأن مسألة تركيب النصف الأول من التمثال مع النصف الآخر، بحاجة لحسابات دقيقة وعمل دؤوب استغرق مني ما يقارب الشهرين أمضيتها بصحبة تمثال الشيخ صباح السالم.

عدنا بتمثال صباح السالم إلى الكويت لكنه لم دخل دار الرأي العام، في موكب صامت لا ينم عن فرح وبدأنا بتثبيته داخل المبنى حيث يصل عمق الخرسانة الاسمتنية ما يقارب الثلاثة الأمتار تحت الأرض إضافة إلى أسياخ وبراغي خاصة لضمان ثباته، كل هذا جرى قبل الغزو العراقي بأشهر قليلة جدا، فقط كانت علامات البهجة واضحة بين العاملين في الجريدة الذين حضروا لحظات دخول التمثال مع نشر الخبر وصور التمثال، لينضم إلى تمثال عبدالله السالم.



بعد التحرير استدعاني المرحوم عبدالعزيز المساعيد للمرة الثالثة، هذه المرة لترميم وإصلاح ما أفسدته أيادي الغدر الغاشمة حيث تم إطلاق قذيفة "بازوكا" حسبما أعتقد، بهمجية على العملين، فأصيب تمثال عبدالله السالم في خده بينما أصيب تمثال صباح السالم في قلبه، وكأن الغزاة يريدون الانتقام من الكويتيين بإلحاق الأذى بالتماثيل، وعندما سألني المساعيد طلبت منه إبقاء آثار العدوان كما هي لأنها ستبقى شاهدا على همجية الغزو العراقي وكيف كان يريد تدمير الهوية الثقافية والحب الذي يجمع الكويتيين حكاما وشعبا.

في الحقيقة أرى أنه إذا فكر أحد بإخراج التمثالين من دار الرأي العام، فالمكان المناسب لتمثال الشيخ عبدالله السالم هو مبنى مجلس الأمة، فهذا الرجل هو أبو الدستور كما يعلم الجميع ولا يستحق مكانا أفضل من ذلك المكان، أما تمثال الشيخ صباح السالم فمكانه تمنيت أن يكون في المتحف الوطني، وهذا ما ناقشته مع نجل المرحوم عبدالعزيز المساعيد "فهد" وقلت له في حينها أنني على أتم الاستعداد في نقل التماثيل، لكن لم أسمع الرد حتى الآن.



ما أن انتهى أبوسامة الفنان الكبير سامي محمد حتى تساءل الجميع إن كان، ما يزال التمثالان في جريدة الرأي العام، وهل بالإمكان زيارة المكان؟ .. بدا هذا السؤال الجماعي دليل على استمتاعنا بحكاية سمعناها من صاحبها، بحثت وقتها عن تساؤلات أخرى عديدة، بعضها اعتبرتها غبية وبعضها الآخر كان دافعها استمرار بقاءنا في المكان، فالوقت داهمنا ويجب أن نغادر بيت السدو لأن موعد إغلاق البيت قد حان، لكنني على المستوى الشخصي كنت لا أمانع أن أبقى مع الفنان سامي محمد أياما ليحدثني عن أعماله، فيكفي أن تنظر إلى أحد أعماله لتفكر كيف وصل إلى هذا المستوى، وفي أي زمن كان ليحظى بتلك الفرص وأي إرادة هذه التي تجعله يكمل المشوار، فالعديد من أعماله باتت رمزا فنيا يعرف فيه العالم بأن هناك في الكويت مبدعون أمثال سامي محمد.

وقبل وداعي للفنان سامي سألته إن كان هناك تمثال آخر قد نفذه بخلاف، الطلب الذي جاءه من قبل المرحوم عبدالعزيز المساعيد؟ .. قال بأنه نفذ تمثالا لشخصية تاريخية إسلامية هي "صلاح الدين الأيوبي" بعد أن طلب منه الفنان أيوب حسين، الذي كان يشغل منصب مدير"ناظر" لأحدى المدارس الحكومية، وافقت على طلب الصديق العزيز ورحت بمعاونة معلمين التربية الفنية بتنفيذ التمثال المميز، إلا أن الصديق أيوب حسين قام بعد سنوات وقبل تقاعده بتدمير التمثال بحكم تدينه وخوفه من أن يحسب عليه "أثم".

أعتقد بأن هذه الحكاية تجبرني على التفكير بمصير التمثالين، فعلا لماذا لا نخرجهما للناس ونخرج كل الأعمال الرائعة التي أبدعتها الأيادي الكويتية، فالميادين والساحات العامة هي أحوج لنصب تذكارية نخلد فيها ماضي الكويت ونؤكد من خلالها على وجود المبدعين، لطالما كانت النصب التذكارية هي ما يميز الدول الحضارية، تكاد ميادينهم تغص بالتحف والآثار والتماثيل، بل وتعتبر مزارا سياحيا ثقافيا يشد من أجله الرحال العديد من السائحين حول العالم، فكرة إخراج التمثالين وإن كانت فكرة تحتاج لنجاحها المادة وهذه يمكن توفيرها إلا أنها باعتقادي الشخصي هي تحد بين فريقين فريق يريد الانغلاق وتدمير كل ما صنعه المبدعين في الكويت وفريق يطمح بأن نعيد الكويت كما كانت منارة ثقافية وحضارية، حتى يكون امام شباب المستقبل المبدع الدافع للعمل والمضي في ذات الطريق الذي ارتضاه المبدعون في الكويت.





من اللقاء..

نسخة في الشارقة

احتفظ الفنان سامي محمد بالنسخة المصغرة "النموذج الأصلي" من تمثال صباح السالم في بيته بإمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، ولا يتعدى ارتفاعه المتر.

100 ألف دينار
يقول سامي محمد إن من بين الأقاويل التي سمعها بأن أسرة آل المساعيد لم تقبل ببيع التماثيل حتى لو بلغ المبلغ 100 ألف دينار!!

مهمة شاقة
ثبت سامي محمد أعماله الخالدة بالأرض بحمولة 2 طن من الاسمنت، وأكد على أنه في حال سمح بنقل التماثيل بيوم من الأيام ستكون مهمة شاقة.

بانتظار التكليف
أشار النحات العالمي بأنه في حال كلف بتنفيذ تمثال لأحد حكام الكويت وبعض الشخصيات، فهو على أتم الاستعداد.

إحساس بالضيق
اعترف سامي محمد بأنه شعر بالضيق في بداياته من تدخل جمعية الإصلاح، والداعين لوقف فن النحت في الكويت، لكنه الآن لا يهتم لهذا الأمر.

بحاجة للوق
يملك سامي محمد العديد من الصور الخاصة لبدايات جمعية الفنون التشكيلية، لكنه يحتاج لوقت طويل للبحث عنهم في محترفه.

احترام للحضور
سأل سامي محمد الحضور إن كان قد أسرف في الحديث، لربما كان هناك التزامات أخرى للحضور.

صبر وإرادة
أكد سامي محمد على أن فن النحت بالكويت ليس له جذور، وإن من يريد الدخول فيه بحاجة للإرادة والصبر حتى يصل لما يريده.

30 نوفمبر 2008

النحات سامي محمد يروي قصة تمثال عبدالله السالم!!



ترقبوا قصة تمثال الشيخ عبدالله السالم يرويها النحات العالمي الفنان الكويتي سامي محمد.

من القصة...

صعايدة قيموا تمثال الشيخ عبدالله السالم

جمعية الاصلاح حاربت التمثال!!

رفضت ترميم التمثال بعد إطلاق العراقيين النار عليه!!

المرحوم عبدالعزيز المساعيد تكفل بنقل نصف التمثال للندن!!

27 نوفمبر 2008

ورحل صاحب القلب الكبير...






كتب - بدر بن غيث:

فقدت الحركة التشكيلية الكويتية فنانا مبدعا تاركا خلفه أعمالا رائعة، وسيرة عطاء رجل مبدع وقلب كبير احتضن الجميع، يحزن لحزن الجميع ويفرح مع الجميع، هكذا رحل بصمت وهو يصارع الموت بابتسامته المعهودة..كان يرفض أن يشاركنا حزنه وألمه ويصر على أنه في أحسن حال حتى وهو في رحلة العلاج فضل أن يترك انطباعا بأنه يتقدم في العلاج بفضل من الله وثم بفضل دعاء المحبين له.

في آخر تواصل معه قال لزوجتي إنه يحضر لنا مفاجأة سارة فور عودته، ولكن أي خبر سار يعادل الخبر المؤلم الذي جعلنا نعيش حزنا أرغمنا على البكاء بصمت، فنان فيرض الدخول في الصراعات فنان لا يعرف سوى أن للفن رسالة يجب أن تصل فنان واضح في خطواته وبكلامه، لم يحتكر إبداعه وسر تميزه على أحد، يرفض وبشدة أن يكون للطائفية محل من الإعراب في حياتنا وحواراتنا وتقييمنا لأحد.

الفنان عيسى محمد رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ترك فيني أثر بلاغ بأن أهتم بالخزف اكثر من اهتمامي بالكاريكاتير، بل أعترف بأني تلميذ لدى هذا المعلم الرائع، حتى سطوري هذه لا أعرف كيف أواسي نفسه واواسي حزن من يعرفه، حتى هذه اللحظة أبحث عن طريقة أعبر فيها عن مكانة هذا الفنان من حولنا.

أعتقد بأني استنفذت كل الكلمات والحروف التي أعرفها لصياغة جمل وفاء بحق فنانا الراحل، ورغم ذلك لم أوفي حق ذكراه العطرة، حتى دموعي التي تسقط كلما أشاهد صوره وأعماله، لا تجف إلا وأنا أحاول البحث والتواصل مع من يحبون لنحيي أمسية خاصة كلمسة وفاء بحق عيسى محمد.

عيسى لن ننساك..

22 نوفمبر 2008

يا رقيب كن أديب!!


كتب - بدر بن غيث:

احتشد مجموعة من المثقفين والأكاديميين وأعضاء جمعيات النفع العام أمام قاعات معرض الكتاب الـ 33، أمس منظمين اعتصاما سلميا صامتا استمر لثلاث ساعات تخلله ولمدة دقيقتين قراءة لمجموعة من النصوص من كتب اختارها المشاركون، نظم الاعتصام مجموعة كويتيون مبدعون وتجمع صوت الكويت إضافة إلى جمعية الخريجين وعدد من الأكاديميين والأدباء والفنانين.


قدم الفنان خليفه ذياب نموذجا مبتكرا لمكتبة أطلق عليها دار الحرية، مقدما فيها بعض أغلفة الكتب الممنوعة إضافة إلى في مشهد ناقد وساخر لاقى استحسان الحضور والراصدين للحدث.


لقطات من الاعتصام

تجمع المشاركون بالقرب من سيارة اسعاف.

حضر النائب على الراشد قبل نهاية الاعتصام بدقائق معدودة.

وقف على بعد أمتار مجموعة من الراصدين للاعتصام.

بدء الاعتصام دون أي كلمة وانتهى بدون إلقاء أي كلمة.

لم يحضر عدد كبير للاعتصام رغم الحملة الاعلامية في الانترنت من قبل المنظمين.

افترش المعتصمون الأرض لقراءة كتبهم بصمت
.










خارج التغطية!!

تحاورت مع عدد ممن يتساؤلون عن رفضنا للرقابة معتبرين الرقابة أمر ضروري لحماية المجتمع، لم أتصور بأني سأتحاور مع أحد يخالفني الرأي ولم أتوقع بان هناك من سيتابع حواري مع المخالفين معي بالرأي، ولا يهمني إن اقتنعوا بل كان همي الأول والأخير أن اعبر عن نفسي وأوصل فكرة أن الرقابة التي يتعرض لها الكتاب والفكر في الكويت خطر أكثر من خطر ما يمكن ان يعتقد بأنه تلويث لعقول أفراد المجتمع!!

في حوار آخر جمعني مع أحد المدونين "اكتشفت ذلك فيما بعد" تطرق إلى مساوئ الرقابة وتساءل معي عن فكرة مراقبة الانترنت والمدونات، وأخذنا حادثة اعتقال المدون الزميل بشار الصايغ كمثال.

حوار آخر جمعني مع أشخاص لا أعرفهم ولا يعرفوني!! تناولنا باللقاء دور الرقابة في تخلف المجتمع وكان لإسم الشاعر فهد العسكر النصيب من حوارنا الذي انتهنا بأن أي كتاب بإمكانه يدخل ويصل لأي بيت حتى لو فرضت الرقابة!!

حوار مع المخرج السينمائي صاحب ثلاثية "عندما تكم الشعب" الاستاذ عامر زهير، قالها بأنه الآن آن الاوان بأن يخرج مخرجون شباب يكملون المسيرة، ومضيت معه في طريقه للسيارته محاولا التعرف على بعض التفاصيل عن دور الرقيب في فيلمه عندما تكلم الشعب.

عجبها وايد!!
الأديبة ليلى العثمان عجبها واي الكاريكاتير اللي شاركت فيه بالاعتصام وقالت إن هاللغة أبلغ من الكتابات وشرحت مغزى الكاريكاتير للصحافة والحضور.

مشكور وايد
فعلا كان للزميل عقيل عيدان تحرك واضح في التنظيم بل رغم تواضع عدد الحضور وفعاليات الاعتصام إلا عفويته ودقائق القراءة الحرة إضافة رائعة.

اسعاف الكتب!!
تفاجئنا بتواجد سيارتين اسعاف بالقرب من بوابات معرض الكتاب، إما أن معرض الكتاب وما تحتويه الكتب ستصيب القراء بالجلطة!! أو بأن الكتب بحاجة لإسعافها بعدما قطعها الرقيب!!

شكرا ..عفوا

21 نوفمبر 2008

نبي الديموقراطية تنتصر!!


قريبا نسمع عن أخبار تسر
وكل ما تعدي أزمة غيرها علينا تخر
يا فلان عيب يا فلتان انثبر
استجواب يعفس ديرة بتندثر
الحرامي يلعب واحنا كل يوم ننقهر
نبي الكويت نبي الديموقراطية تنتصر
ندوات اعتصمات بيانات كل مكان تنتشر
والنتيجة "حل" ونعيد من الصفر!!

20 نوفمبر 2008

صمونة جبن كافي!!



لست مستعدا بأن "أزيد الطين بله" ولا أريد ان اكون "متحلطم" مثلما تحلطم الشارع الكويتي، فالندوات السياسية والاعتصامات بساحة الإرادة والناس في كل مكان أغرقت سماء الكويت بالكلام "الزايد" حتى أني فقدت القدرة على التركيز في إعداد "صمونة الجبن" التي لا أعرف وجبة أخرى غذائية أتقنها عندما اكون جائعا!!

قلتها قبل سنة تقريبا "حتى لانعود لساحة الإرادة" مشكلتنا الحقيقية ليست في النواب ولا في الحكومة، مشكلتنا في أنفسنا نحن خدعنا أنفسنا بأننا اخترنا الأفضل، نحن خدغنا انفسنا بان الطريق التي سلكناه هو الصحيح، أراهن على وجود كويتي واحد "ما يتحلطم" أراهن بنصف الدينار الذي تبقى من الراتب بأنه لا يوجد كويتي إلا وهو "لايعه جبده" مما يحدث، آتوني بكويتي واحد متفائل بتجاوز ما يحصل وأنا مستعد بأن امتنع عن الرسم 60 يوم عن الرسم!!

أتصور أن الوضع لا يحتاج سوى الاستماع للاغاني الوطنية الخالدة، والعودة لتصفح ألبوم صور العائلة وتذكر الماضي ويا حبذا لو أغاني "فصله" ونحن في طريقنا لنصب مخيمات بعيدة عن مشاكل الديرة التي لا تنتهي ولا يبدو أن أحدا من "اللي خبركم" يريدونها أن تنتهي حتى لو في "الحل"

نصيحتي "تمقل" بصورتك وانت صغير وقارن بين شكلك في السابق وبينك شكلك الحالي لتعرف أنك "كبرك على هالسوالف" ويجب أن تتوقف عن التحلطم من اجل الكويت!!

17 نوفمبر 2008

لعبة



ما عليه يا بلد!!

16 نوفمبر 2008

سوق الحمام ومعرض الكتاب والكتكوت الأزرق!!



لم أزر سوق الحمام منذ سنوات طويلة وتحديدا منذ أن اشتريت لأخي الصغير "الكتكوت الأزرق" لكن في المقابل حريص جاد على زيارة معرض الكتاب منذ آخر خمسة مرات أقيم فيها، وأهم هذه الزيارات مشاركتي في جناح الفنون بالمعرض مع الزميل رسام الكاريكاتير فاضل الرئيس خلال معرض الكاريكاتير 2006.

أذكر أن مجموعة من المثقفين العرب ومن بينهم مثقف عراقي معارض للنظام العراقي أيام صدام، دخل الجناح ووصل إلى رسوماتي المتواضعة راح يتأمل أول رسمة معروضة ثم قال لزملاءه أنه لا حاجة لاستكمال بقية المعرض ودور النشر ومافيها من كتب، لأنه باختصار واضح جدا أن هذه اللوحة تدل على أن المشرفون على معرض الكتاب مارسوا الرقابة على الرسام وأعماله فكيف هو الحال على الكتب ودور النشر.

كانت هذه الحادثة بمثابة "طراق" جعلتني أصحى واستوعب أننا نحن الكويتيون كنا نقيم أنفسنا من الداخل ولم نفكر أن نخرج من العلبة وننظر لها من الخارج لنكتشف الحقيقة أننا لا نختلف عن بقية دول العالم الثالث في فرض الرقابة ووجود تيار يريد أن يفرض وصايته على المجتمع أجمع تحت نظر الحكومة التي تدعم هذا النوع من القمع سواء بالصمت أو التدخل من خلال الرقابة على الكتب ودور النشر.

فمعرض الكتاب الدولي حينما يخرج مسؤول يؤكد على أن هذا العام يشهد المعرض زيادة في عدد الكتب المسموح بنشرها فالسؤال كم من كتاب وعنوان مرفوض لنشره في المعرض، وكم عدد دور النشر التي تراجعت عن المشاركة وكم من كتاب رفض وما هي عناوين الكتب المرفوضة، حتى لو كان عدد الكتب التي ستعرض يصل إلى 12 ألف كتاب فهناك بالمقابل آلاف الكتب المرفوضة وبمختلف اللغات.

إن التظاهرة المزمع تنظيمها من قبل تجمعات صوت الكويت وكويتيون مبدعون وجمعية الخريجين، ما هي إلا دليل على وجود رقابة تقيد حرية النشر والتعبير، وكذلك المؤتمر الصحفي الذي جاء لبيان استعدادات معرض الكتاب في نسخته الحالية ما هو إلا دليل على الانتقادات حول الرقابة كثرت وبانت مزاجية الرقيب في رفض عناوين عديدة.

للعودة لسوق الحمام كان اخي فرحا بالكتكوت الأزرق الذي اشتريته له، ولم أقل له ونحن في طريقنا للبيت أن بقاءه أسيرا هذا الكتكوت ستكون نتيجة الموت ليس لأنه مريضا بل لأنه مقيد وأسير في قفص لا يستحقه،وهو حال الكتب حتى إن خضعت للرقابة ومنعت فأفكارها لن تحبس وستصل لنا شئتم أم أبيتم، فالأفكار طيور حرة والكتب ماهي إلا براويز جميلة لتلك الأفكار.

معرض الكتاب الحالي سأتوجه لأني أريد "التجهيز" لإبنتي القادمة سأبحث لها عن كتب وقصص وروايات جميلة تستحق أن أقرها لها كما قرات كانت أمي تقرأ لنا ونحن صغارا، وعزائي بأن تقتنع ابنتي أن الكتكوت الأزرق سيعيش في ذاكرتي حرا طليقا لأنه مات حزينا أو ربما انتحر ليعبر رأيه في سجن أقرانه من الكتاكيت في سوق الحمام الذي أراه مشابها لمعرض الكتاب!!


شكرا لصوت الكويت ومبدعون كويتيون وجمعية الخريجين وكل من يتحرك معهم من اجل حرية التعبير..وشكرا للرقيب لأنك علمتني ماذا تعني الحرية لي!!

13 نوفمبر 2008

عيب عليكم..!!



حينما سقط مرسوم حقوق المرأة عام 1999 اعتبرها التيار الديني والمحافظ تطبيقا حقيقيا للديموقراطية وحينما اعيد طرح ذات القضية ونالت حقوق المراة موافقة البرلمان و"زعل" التيار الديني قلنا لهم هذه هي الديموقراطية، وبالامس سقط اقتراح إنشاء الديوانيات على أملاك الدولة ليس فقط لأن هناك ديموقراطية بل لأن هناك قناعة بان تمرير هذا المقترح ما هو إلا دفن واحدة من المحاولات في فرض هيبة القانون.

الديموقراطية ليست سلما ليصل عليه من يريد تخريب هيبة القانون وليس أداة لفرض رأي الأغلبية على رأي الأقلية بل هي نظام متكامل لا يتحقق إلا بتوفر عناصر عدة، منها الإيمان بهذا النظام وبتطوره الطبيعي القادم إضافة إلى القبول بأن النظام الديموقراطي يعني أن المساواة واحترام الحريات العامة وضمانها وتوفر الشفافية والاحتكام للدستور أي القانون الأعلى في البلد، هذا وغيره بحد ذاته امتثال للديموقراطية.

للاسف الديموقراطية في الكويت يراها "ربعنا" أنهم هم من صنعها لنا ويجب أن نظل طوال حياتنا أن نشكرهم ونمجدهم ونجعلهم على الدوام في مراكز النفوذ وقادة على التيار الذي احتكر على نفسه وصف "الوطني" اما الجماعة الثانيين فيرون بالديموقراطية "الطاغوت" ما هو إلا سلما وطريقا سهلا يوصلهم للنفوذ والسلطة ومن ثم الانقضاض على البقية وبالتالي تشويه الديموقراطية لتصبح في عيوننا جميعا "وباء" ومشكلة بحد ذاتها تعيق التنمية والإصلاح.

الدعوة للحل غير الدستوري وتصريحات رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد، كلها تنصب في إطار التهويش بالحل وبالتخويف من مصير الديموقراطية المسكينة البريئة من هؤلاء كلهم وبريئة حتى مني انا.

لهذا أتمنى ان يسمعني الاخوة والأخوات المدونين ونطلق حملة "عيب عليكم" لكل نائب يخرج عن أدب الحوار ويحول مجلس الأمة وقاعة عبدالله السالم إلى "ياخور" أ مسرح هزلي رخيص!!

12 نوفمبر 2008

ليش زعلان ما يحاجيني.. ؟!






ليش زعلان..ما يحاجيني؟!


خرجت من احتفالية "صوت الكويت" بيوم الدستور وانا بشدة التشاؤم من أن يأتي اليوم لنحي فيه ذكرى تأبين دستور 1962، فالكلمات والعبارات التي تكلم بها حضور تلك الاحتفالية كانت تنصب على تعرية قوى الفساد والراقضون للديموقراطية على طريقة دستور 1962، نفس الأشخاص وذات العبارات سمعتها وقرأتها منهم في الصحف والندوات لا جديد، سوى أن طريقة احتفال "صوت الكويت" كانت مختلفة وأشبه بكرنفال مصغر بهذه المناسبة السعيدة وهي فرصة لتوجيه الشكر لمن ساهم في إحياء هذه الاحتفالية الرمزية.

وسبب تشاؤمي يعود لكثرة المناداة بإلغاء الديموقراطية وبحل مجلس الامة "اللي ماله لزمه" عند الكثيرين، ولا ألومهم نظرا لما يعانيه أعضاء مجلسنا الموقر من ضياع الأوليات وتمسكهم، بأوهامهم التي اعتبروها من ضمن برامجهم الانتخابية "المخجلة" مثل إلغاء قانون تجريم الفرعيات ودعم كل من يطالب بكادر، وإيقاف إزالة التعديات على أملاك الدولة، وغيرها من الاطروحات التي في حد ذاتها نقيض ما يجب أن يكون عليه عضو في مجلس أمة سنة 2008!!

والعجيب أن المجلس بأعضاءه يلوم الحكومة ويعتبرها غير ملتزمة في تنفيذ القوانين، بينما بعض النواب وقبل أن يطول الكرسي الأخضر، كسر قوانين عدة في طريقة لمجلس الامة مثل الانتخابات الفرعية وإقامة ديوانيات على املاك الدولة وغيرها من الامور التي يعرفها المواطنون جيدا، اما الحكومة فهي لا تعرف كيف تمضي في قطار الإصلاح البطيء، وتعيش حالة من التخبط في أرضاء جميع الأطراف دون ان تسمع "كلمة حلوة" تطيب خاطرها على الجهد الكبير، وبالتالي تلجأ الحكومة إلى "ألتهويش" بالحل والمجلس يلجأ لاستجواب "أكبرها وأسمنها" لنعيش نحن المواطنين في حالة ضياع مع ما نعيشه من عجز المجتمع في إصلاح مشكلاته المتراكمة منها والطارئة.

مشاكل البلد تكمن في أمرين لا ثالث لهما، المشكلة الأولى عدم إقتناع المتنفذين بالديموقراطية وخوفهم على مصالحهم ونفوذهم من هذا التطور الطبيعي للمجتمعات، والمشكلة الأخرى عدم تطبيق القوانين وفقدان المواطن الشعور بالثقة بالأمن وبكل مؤسسة تعمل من أجله، أما عن المشكلة الأولى فتعلمون جيدا تاريخ الكويت السياسي ومن كان يقف بوجه الديموقراطية، حتى أن التيار الديني أصبح أفضل صديق لمن يدعم تخريب الديموقراطية وتشويهها، وفيما يخص المشكلة الثانية فهي حالة أصابت الكويتيين منذ عام 1965، ومن وجهة نظري رحيل الشيخ عبدالله السالم كانت فرصة لتوغل من حرمتهم الحركة الوطنية ويد الشيخ عبدالله السالم من اللعب بمقدرات البلد، فها هم نجحوا في تمزيق المجتمع إلى مناطق داخلية وخارجية رغم أن الفاصل بينهم شارع، وها هم يعبثون بالدستور وما يتضمنه من حقوق وصلاحيات واضحة لسلطات الدولة، وعمت الفوضى باسم الواسطة والمحسوبية لينعكس إلى هذا الشعور "الخايس" الذي أصاب المواطنين أيمكا كانوا!!

في مثل هذا اليوم
ولد دستور دولة الكويت عام 1962 لتبدأ بعدها الدولة طريقها نحو هيبة القانون وحماية حقوق المواطن وتعزيز مفهوم المواطنة، وفي مثل هذا اليوم لكن في عام 1992 رحل الفنان التشكيلي المبدع أمير عبدالرضا تاركا خلفه مسرح العرائس لتقف شخصيته المحبوبة تغني بحزن على حال البلد "ليش زعلان ما يحاجيني..؟!"

10 نوفمبر 2008

صديقي انت لا تستحق جائزة الدولة!!



بعد خوجي من قاعات المحاضرة في كلية الآداب أجده يجلس يطالع ما في يده من كتاب أو صحيفة، سجلت انطباعي الأول بأنه شكل منعزل عن الجميع هادئ الطباع حاد الذكاء وربما طيب!!

بعد سنة تعرفت عليه من خلال قراءتي لما يكتبه، كان طالبا مجتهدا حسبما عرفت بل تحول إلى طالب تسلط عليه الأضواء في أنشطة الكلية وعمادة شؤون الطلبة على مستوى الجامعة، اختار تخصصا صعبا ومجالا يحتاج للمثابرة والجهد للتميز فيه، وبعد سنة أو أكثر أصبح زميلا لي في ملتقى آفاق الأدبي الثقافي إضافة إلى زمالته لي في الكلية ولكن بتخصص مختلف.

ظلت أخباره أقرأها في الصحف بعد التخرج حتى تحول للعمل الصحفي وفي الجريدة التي كنت أعمل بها، أصبح محررا للشؤون الثقافية فهذا هو مكانه المناسب في شارع الصحافة، لم أتحدث معه يوما على الإطلاق وفجأة وجدته أمامي في معرضي الشخصي في جمعية الخريجين يونيو الماضي، راح يخصص مساحة كبيرة لمعرضي المتواضع، وزاد في كرمه ليخصص جزءا من تغطيته الصحفية لمعرض الصيفي التشيكلي لعمل متواضع شاركت به.

زميلي لم أتفاجأ بفوزه واستحقاقه لجائزة الدولة لتشجيعية لأنه يستحقها لجهوده فهو شاعر وأديب ومثقف، أستمتع كلما صعد على منصة مسرح وقرأ علينا بيتا من الشعر.

هو الصديق الزميل محمد هشام المغربي

الاخ محمد انت لا تستحق الجائزة بل هي تستحقك!!...

مبروك يا بوجاسم جائزة الدولة التشجيعية ومنها لجائزة الدولة التقديرية.

09 نوفمبر 2008

الطلاب الفشلة لقنوا معلمهم درسه!!



قبل كل اختبار للطلبة في فصولي الدراسية التي أدرسها تنتابني مشاعر متناقضة وهواجس تكاد تشلني عن الحركة والإحساس عما حولي، كان يوم الحد هو أول اختبار للطلبة ولي في مدرست الجديدة كانت جميع المؤشرات تقول بأن كارثة ستحل اليوم وسيكون يوما تعيسا لن أنساه في تاريخ عملي كمعلم، في مدرستي السابقة كان أي اختبار يؤديه طلابي أعتبره اختبارا لي أقيس فيه قدرتي وما فعلته بعقولهم وبداخل الفصل خلال الأيام الماضية.

لا أخفيكم كم كنت متضايقا وأنا استلم قرار نقلي لمدرستي الجديدة بل زادت تعاستي حينما طلب مني أن أدرس مجموعة من الطلبة المتعثرين "الفاشلني" كما اعتقدت ويراهم الجميع بل إضافة إلى كل ما سبق حرموا من تعلم محتوى المقرر منذ شهر لغياب المعلم عنهم، كانت مهمة صعبة مستحيلة أن تسيطر على 60 طالبا أضحوا ضحايا اليأس وكلمات الإحباط والإهمال في مدارسهم السابقة، وهم كذلك ضحايا لطيش الأيام التي لعبت بهم.

وقفت اليوم أمامهم أراقب ما يمكن أن يمنحوني إياه من درس لن أتعلمه حتى لو كنت طالبا في الصف الأول بأحد قاعات جامعة هارفورد، تعلمت أن أحترم من يجلس أمامي وتعلمتي أن أثق بنفسي وأتحدى نفسي قبل الآخرين، فها هم طلابي نجحوا وبدرجات عالية جدا، صحيح لم يستطع قلة منهم النجاح لأنهم لا يريدون النجاح لأنفسهم لكني فزت بالبقية، صرت الآن أعشق أن أمر بجانب مدرستي الجديدة بل أرفع رأسي مفاخرا بهؤلاء لقد حطموا أسطورة الفشل وكتبوا بدلا منها أسطورة النجاح.

ها انا اعترف لكم وأقولها ليس النجاح بأن تعلم المميزين ليحرزوا النجاح ولكن ان تتعلم ممن تراهم فاشلين كيف يتخطون فشلهم باتجاه النجاح!!

05 نوفمبر 2008

أول هدية للخال أوباما!!




تهنئ مدونة منع في الكويت شعوب العالم والأمريكيين على فوز "الخال" باراك أوباما بمنصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية " وتتمنى له مدة رئاسية خالية من المشاكل والتدهور في قيادة العالم.

"الخال" اوباما الوالدة تسلم عليك وتقولك مبروك وتوصيك إنك تحترم وعودك وتقوم بتطبيقها مو مثل "ربعنا" وكذلك توصيك إنك ما تقلب يوم من الأيام على خصومك وتتخلص منهم وكذلك توصيك شوي شوي والركادة زينه..ترا الأوضاع في المنطقة ما تحتاج تهور لا تسحب قواتك وجيوشك إلا بعد ما تضمن إن ما في اعتداء وأطماع من العراق على الكويت.

وبهذه المناسبة السعيدة أصدرت الوالدة قرارا لطباخ البيت الشيف بلال، بتجهيز كيكة بهذه المناسبة السعيدة وإطلاق اسم أوباما على هذه الكيكة وتعتبرها نقصة من أم بدر الغالية للرئيس الجديد "الخال" أوباما العزيز.

آخر سطر:
يقال بأن النائب السابق (م.و) يفكر في تقديم طعن للمحكمة الدستورية على خلفية خطأ في فرز الأصوات في الانتخابات الأمريكية!!

--------

الاخ صلاح لاتنصدم السياسة الخارجية للجمهوريين ولا الديموقراطيين هي نفسها لكن الشكل يختلف!!

04 نوفمبر 2008

الكويتيون يختارون "الخال" أوباما!!



يحسم في الساعات القليلة القادمة التنافس بين مرشح الحزب الجمهوري جون ماكين ومرشح الحزب الديموقراطي باراك أوباما للفوز بكرسي الرئاسة بالبيت الأبيض، ولمعرفة اسم الرئيس الامريكي الرابع والأربعون.

نحن الكويتيون نهتم الحقيقة بهذه الانتخابات وربما اختفلنا على تسمية الرئيس الأمريكي القادم، لكننا لا نختلف على مدى انبهارنا وإعجابنا بتلك الحملة الانتخابية التي يقودها كل حزب وتلك المناظرات الراقية بين المرشحين.

هل نفضل "الخال" اوباما أم نفضل "العم" ماكين؟! هل نحن الكويتيون بحاجة للتغيير؟! ماذا يعني لك أيها الكويتي أن يصل أول امريكي من أصل افريقي للبيت الأبيض؟ وماذا يعني لك أن يظل البيت الأبيض حكرا على "البيض"؟!

في حديث خاص مع والدتي العزيزة حول الانتخابات الأمريكية، قالت بكل ثقةأن اوباما سينتصر لأنه الأجمل والأكثر فهما لما يعانيه الأمريكيين بل عرف اوباما كيف يكسب شعوب العالم قبل الشعب الأمريكي لأنه باختصار ظاهرة جديدة وأمل جديد يتعلق به كل من يلوم أمريكا على تراجع بلده وتدهورها الاقتصادي.

كان كلامها هذا بمثابة الصاعقة بالنسبة لي فوالدتي ليست خريجة علوم سياسية بل هي ربة بيت ثقفت نفسها بنفسها وتتابع محطات التلفزيون بشكل متقطع لكنها بصراحة هزمتني في هذا التحليل السياسي، واجزم أن والدتي لو كانت تملك الجنسية الأمريكية لخرجت لحريم الفريج وشنت حملة دعائية للرئيس الأمريكي ووزعت "حلو" اوباما بل ربما نصبت خيمة انتخابية في ساحة البيت من أجل "الخال" أوباما الذي من وجهة نظري الكويتيون حبوه من أول نظرة!!

قبل سنوات حين اختلف جورج بوش وآل غور في المحكمة العليا حول من هو الأحق في منصب الرئاسة، كنت يومها في السفارة الأمريكية بمنطقة بيان، كانت هذه زيارتي الاولى لهذه السفارة الرهيبة المهيبة، وربما ستكون الأخيرة إلا إذا دعتني السفيرة عزيزة أقصد السفيرة ديبورا جونز للتصويت في هذه الانتخابات التي فعلا تعد نقيض لأي انتخابات في العالم الثالث.

لم أسمع بالانتخابات الفرعية ولا بشراء الأصوات ولا بنقلها ولا بالتحريض الطائفي أو القبلي او الفئوي من أجل الانتخابات ولا مساومة الناخبين بتمرير معاملات العلاج بالخارج او غيرها من أجل صوت عور في الانتخابات..اوباما إن فزت أتمنى ان يحن "عرجك" علينا و"تضغط" ربعنا شوي لأن الوضع ما ينطاق..

we need change!!

02 نوفمبر 2008

ممنوع في الكويت؟!



تقرير منع في الكويت

حرية التعبير في الكويت 2008
إعداد – بدر بن غيث:

تسعى مدونة منع في الكويت من خلال إصدار هذا التقرير توثيق بعض الممارسات التي تقيد حرية التعبير في الكويت، خصوصا وأن حرية التعبير هي من أهم حقوق الإنسان الأساسية التي لا يمكن العيش من دونها في مجتمع يتمتع بدستور يكفل هذه الحريات وغيرها التي تدعم نظام الحكم الديموقراطي.

فجاء بالمادة (36) من دستور دولة الكويت "حرية التعبير والبحث العلمي مكفولة، ولكل إنسان حق التعبير عن رأيه ونشره بالقول أو الكتابة أو غيرهما، وذلك وفقا للشروط والأوضاع التي يبينها القانون" ، ومن منطلق هذا النص الدستوري الصريح الذي يبيح حرية التعبير يمارس المواطن العديد من أوجه حرية التعبير مثل المناقشات العامة وتنظيم الملتقيات والندوات الشعبية، إضافة إلى توفر مساحة من حرية التعبير في المطبوعات الصحفية سواء اليومية منها أو غيرها، كما يتفاعل المجتمع مع العديد من العروض المسرحية التي تتناول قضايا متنوعة سواء الاجتماعية منها أو السياسية وغيرها، مما يسهم في تكريس ممارسة هذا الحق، إلا أن بعض الاجتهادات الخاطئة من قبل بعض مؤسسات الدولة تنتهك هذا الحق سواء بقصد أو من غير قصد من خلال إصدار بعض القرارات الارتجالية أو تصريحات بعض المسؤولين عن إمكانية فرض الرقابة على بعض أوجه حرية التعبير، مما يتسبب في انتهاك هذا الحق الذي يكفله الدستور بوضوح.

وفي هذا التقرير سعينا في توثيق بعض أبرز الانتهاكات التي أصابت الحق في حرية التعبير خلال السنة الحالية، وللأسف ورغم قلة حالات الانتهاكات التي تم رصدها إلا أنها تم انتهاكات صارخة تسبب بأي حال من الأحوال في تراجع حالة حرية التعبير في الكويت، والتي ترصدها المنظمات الدولية والإقليمية، خاصة وأن الكويت وفي آخر تقرير إقليمي صدر من عمان العاصمة الأردنية احتلت مركزا متقدما جدا في مجال حرية التعبير.


فيلم عندما تكلم الشعب – الجزء الثالث

للمرة الثالثة لا تسمح الرقابة بوزارة الإعلام بعرض فيلم عندما تكلم الشعب للمخرج عامر زهير، والفيلم هو من النوع التسجيلي الذي وثق فيه المخرج بعض القضايا التي أخذت مساحة من الجدل والنقاش في المجتمع مثلما هو الحال في أزمة الدوائر الخمس وحقوق المرأة، وسبق للمخرج الكويتي أن استلم جائزة المركز الأول عن فيلمه بأحد المهرجانات السينمائية في الخليج.

فيلم بين سطور الدستور

منعت الرقابة فيلما آخر تسجيليا للمخرج فيصل الدويسان، وهم من الأفلام القصيرة التي قام المخرج بإخراجها في الفترة الماضية، وقدم الفيلم قضية حرية التعبير في الكويت من خلال الاعتصامات التي شهدتها الكويت وما تعرض له د.عمران القراشي وما يجري في جلسات مجلس الأمة من نقاشات حادة، ولم يتمكن المخرج من عرض فيلمه إلا من خلال نادي السينما.

مقال د.نرمين الحوطي

أحال المعهد العالي للفنون المسرحية أستاذة النقد المسرحي د.نرمين الحوطي، على خلفية ما ذكرته د.نرمين في عامودها بجريدة الأنباء والتي انتقدت فيه حال المعهد، والغريب في الموضوع حسبما ذكرت د.نرمين في لقاء مع لجنة الدفاع عن الحريات في جمعية الخريجين إن تاريخ إحالتها للتحقيق سبق تاريخ كتابتها للمقال، والغريب أن موضوع التحقيق يتعلق في المقال وحسب ما ذكرته د.نرمين أنها تعرضت للفت نظر من قبل المعهد بقرار صادر من وزارة التربية، مع العلم أن المعهد العالي للفنون المسرحية يتبع وزارة الإعلام، مستند المعهد إلى قرار وزاري من "التربية" ينص على منع إبداء أي نوع من التصريحات الصحفية لكافة موظفين الوزارة فيما عدا المخول لهم بذلك، وهو قرار يتناقض مع ما ورد في الدستور.

بيان الشيخ خالد الأحمد الصباح

منعت بعض الصحف المحلية نشر البيان الذي نسب إلى الشيخ خالد الأحمد الصباح الذي انتقد فيه الأوضاع داخل الكويت واتهم فيه بعض أفراد الأسرة الحاكمة بعدم تحمل المسؤولية إضافة إلى انتقاده بعض الممارسات التي تشوه التجربة الديموقراطية في الكويت.

مقال للكاتب صلاح الهاشم

منعت جريدة الرؤية نشر بعض المقالات للكاتب الصحفي صلاح الهاشم، حيث انتقد فيها الهاشم التيار السلفي السياسي وهو ما فسره البعض تناقضا مع سياسة الجريدة التي يملكها أحد رموز التيار الإسلامي.

هذا وتم نشر المقال في موقع جريدة الآن الالكترونية.



مقال للكاتب أحمد الصراف

منعت جريدة القبس نشر مقال للكاتب الصحفي أحمد الصراف، حيث انتقد الصراف في مقاله الممنوع من النشر شراء الشهادات العليا وأشار في مقاله إلى ثبوت شراء أحد الوزراء الإيرانيين لشهادة علمية عليا، بالإضافة إلى انتقاده حصول بعض أعضاء مجلس الأمة لشهادات عليا.

هذا وتم نشر المقال في موقع جريدة الآن الالكترونية.


الرقابة تحذف مشاهد من فيلم كيوت

أقدمت الرقابة في وزارة الإعلام على قطع العديد من المشاهد من الفيلم السينمائي "كيوت"، الذي عرض على شاشات السينما في الكويت، وقال بعض العاملون في الفيلم أن ما قامت به الرقابة شوه العمل السينمائي.

"المواصلات" تراقب المدونات

ذكرت جريدة الوطن على صفحتها الأولى أن وزارة المواصلات ستراقب المدونات، كما أن الوزارة تنوي حجب موقع "يوتوب" من متصفحي الانترنت في الكويت على خلفية بعض ما يعرض في ذلك الموقع العالمي.

الإعلام تمنع كتاب لوزير سابق

منعت وزارة الإعلام نشر كتاب "اخوي تعال نتفاهم" للكاتب الصحفي والوزير السابق عبدالهادي الصالح، والكتاب الذي يتناول حوارا عقلانيا بين أبناء الطائفة الشيعية والسنية، وقرار المنع جاء من نصيب الطبعة الثالثة من الكتاب.

الصحف الالكترونية محرومة من ممارسة دورها

وصل عدد الصحف الالكترونية إلى ما يقارب الخمسة صحف الكترونية، وما يزال العاملون في تلك الصحف يعانون من صعوبات في العمل وتأدية واجبهم، وذلك لعدم وجود غطاء قانوني لعملهم كونهم صحف الكترونية لا ينطبق عليها قانون المطبوعات ولا يعامل الصحافيون فيها معاملة الصحافيين العاملين في الصحف المطبوعة، وسبق لبعض الصحف الالكترونية أن انزعجت من نقل أخبارها للصحف المطبوعة من غير إذنها أو نسب الخبر للمصدر.



مسرحية ممنوعة من العرض

منعت لجنة الرقابة المسرحية من عرض العمل المسرحي "من هو من؟" للمخرج أحمد الشطي، المسرحية سبق لها أن عرضت في مهرجان الكويت المسرحي الثامن عام 2005 وأحرزت ثلاثة جوائز فردية، وقامت فرقة المسرح العربي الذي ينتسب لها المخرج بعرض المسرحية مسجلة على قرص مدمج في قاعة جمعية الخريجين.

اعتقال أعضاء نقابة عمال النفط

أقدمت عناصر مباحث المنشآت على اعتقال 12 عضوا في نقابة عمال شركة البترول التابعة لوزارة النفط، بعد أن حاولوا الدخول للمنشأة وتبليغ عمال الشركة عن نية النقابة في تنظيم إضرابا عاما، وحسب ما جاء في الصحف أن هذا الخبر تم نفيه من قبل الجهات الرسمية بينما نددت النقابة بهذا الفعل واعتبرته اختراقا لأبسط حقوق العمال حسب ما جاء في الاتفاقيات الدولية.



أفعال تناقض أقوال

ومن خلال هذا الرصد يتضح أن الانتهاكات متنوعة، فبعضها يتعرض لحرية الفرد في التعبير عن رأيه كما هو الحال بالنسبة للكتاب الصحافيين، وبعض الانتهاكات حرمت مؤسسات المجتمع المدني من ممارسة دورها كما هو الحال بالنسبة لنقابة عمال شركة البترول وفرقة المسرح العربي، إضافة إلى تمادي فرض الوصاية والرقابة على شبكة الانترنت من خلال محاولة حجب مواقع عالمية عن متصحفي الشبكة داخل الكويت، وهي انتهاكات تتناقض مع ما صدر من الحكومة كمؤسسات أو مسؤولين من حرصهم على احترام الحريات العامة.

مواقف مشرفة

وعلى الرغم من قلة حالات الانتهاكات والتي تكاد تكون على مستوى فردي، إلا أن هناك بعض مؤسسات المجتمع المدني تبنت مسألة الدفاع عن بعض تلك القضايا، فلجنة الدفاع عن الحريات في جمعية الخريجين والجمعية الكويتية لحقوق الإنسان إضافة إلى رابطة الأدباء وجمعية المحامين الكويتية وجمعية الصحافيين الكويتية، ونقابة عمال شركة البترول كان لهم مواقفهم الواضحة تجاه بعض القضايا التي تمس أعضاء مؤسساتهم بشكل خاص، وبعض المواقف المؤيدة لقضايا حرية التعبير بشكل عام، كما أن لبعض الصحف موقفها الحاسم في الدفاع عن حرية التعبير.



مصادر التقرير:
جريدة الجريدة – موقع جريدة الآن الالكترونية – جريدة الوطن – جريدة الدار – لقاء خاص مع رئيس تحرير موقع جريدة الأمس الالكترونية – أمسية ثقافية في نادي السينما – أمسية ثقافية في جمعية الخريجين لعرض مسرحية من هو من وفيلم عندما تكلم الشعب.

مدونة منع في الكويت
www.q8icaertoons.blogspot.com

ترضاها يا عبدالسلام!!

بعد غياب طويل عن الانترنت وعالم التدوين أرجع لكم، وشكرا الحقيقة لكل من سأل عني ولكل من لم يسأل عني وشكرا لكل من كلف على نفسه ويقرأ هذه السطور الموجزة في أول موضوع أعود فيه لعالم التدوين الجميل.

كل ما استطيع قوله في هذا السياق إني بحاجة لدعمكم ..تعاني مدونتي من مشكلة فنية تكاد تحرمني من العمل على تحسينها وكتابة ما أريد بها وهي كالتالي

اختفت فجأة ومن شاشة المدونة وخصوصا في خاصية إنشاء الرسال أغلب اختصارات تنسيق النص من تلوين وترتيب النص وغيره وبعد كل المحاولات الفاشلة لمعرفة السبب وصلت لمرحلة اليأس من الاستمرارية على النهج السابق في المدونة مما اضطرني لتغيير لون خلفية المدونة والعودة للوراء ما ادري جم متر المهم ان المدونة أحسها أي كلام يا عبدالسلام.

عشان جذيه اتمنى انكم تجدون لي الحل قبل لا يحلون المجلس ولا لو ظليت على هالوضع ما راح اكلم عبد السلام ولا اهو راح يكلمني...

عندي كلام وايد ومواضيع وايده خاشه لكم بس ناطر فزعتكم

اخوكم

رفيج عبدالسلام

10 أكتوبر 2008

انا ونورية رايحين لندن بسيارتها!!




مالي خلق أكتب تعبان حدي والاسبوع باختصار اسبوع دايخ مريض يضيق الخلق والوناسة الوحيدة اللي فيه تضامن الأهل والاقرباء معاي سواء في مرضي ولا في قضيتي العادلة.


شكرا لكم جميعا كان المفروض الجمعة أكتب تلخيص للأسبوع والسبت أكتب حلقة جديدة من مذكرات طالب جامعي لكن للظروف اللي تعرفونها اتخذت قرار بعدم الكتابة لحين استعادة القدرة على ذلك.


بالمناسبة قبل ما اصحى من النوم لكتابة هذا "الشكر" حلمت إني مسافر مع وزيرة التربية نورية الصبيح وكانت تعبانة ما تبي تسافر لندن، كنت معاها بسيارتها الخاصة ورايحين في مهمة رسمية، وطلبت منها إذا كانت تعبانة انا اتولى القيادة بنفسي رفضت بلباقة وذكرتها بأنها تقدر تسافر بإجازة الصيف لقضاء وقت ممتع في استراليا مع الكانغرو..وصلنا المطار وصحيت من النوم وما ادري هل سافرنا أم لا؟! وطول ما احنا في السيارة كانت تتكلم معاي وتبوح عن كافة ما يشغلها، بصراحة كنت أخشى إنها تعرف ما كتبته عنها في عدة مواضيع سابقة في المدونة من مقالات!!



وينك يا النهام تفسر الحلم؟!





09 أكتوبر 2008

اعتصامات شلت شوارع مشرف؟!




قضية المعلم بدر تتفاعل بين صفوف أهالي المنطقة وأبناء المدرسة!!


خاص - مدونة منع في الكويت:


شهدت شوارع منطقة مشرف المؤدية لثانوية صالح شهاب اعتصمات حاشدة وجموعا قدرت بمئات الطلبة وأولياء الأمور، احتجاجا على نقل المعلم الفاضل "ولد المنطقة" بدر بن غيث من مدرسته ومن دون علمه و"غصبن عليه" إلى مدرسة فلسطين للمقررات بمنطقة الرميثية، بدأت الاعتصمام في تمام الساعة 10 صباحا بتواجد عدد من زملاء المعلم في ساحة العلم داخل المدرسة، وقبل "الهده" بدقائق خرجت الحشود الطلابية بانتظار خروج صاحب القضية الأستاذ بدر من حصته الأخيرة، وتم حمل المعلم من داخل المدرسة حتى رافقته الجموع إلى خارج المدرسة وهي تهتف "تسقط نورية..تسقط وزارة التربية..يسقط الظلم.." ... "يا ليي يا عيني يا استااااذ بدر..هااااااااااااااااااا" .. "كلنا معاك يا استاذ بدر" ... " ماضاع حق وراه أستاذنا بدر" ... " عاش استاذنا رمز الاخلاص والوفاء" ... " بتحبو مين استاذ بدر وحبيبكم مين أستاذ بدر".


قاد الاعتصام زميل الأستاذ بدر (ع.ف) والذي ندد بما تتخذه الوزارة والمنطقة التعليمية من قرارات في غير محلها لا تخدم العملية التربوية ولا يخدم العمل الذي هو أساس التعليم، بينما بلغ الاعتصام أشده بعد إغلاق دوار الجمعية المقابل للثانوية، حتى أن بعض أولياء الأمور وبعد أن عرفوا بقضية المعلم اغلقوا الشوارع بمركباتهم واصطفوا مع أبناءهم تعبيرا عن تضامنهم في هذه القضية التي لها تأثير بالغ على مستقبل أبناءهم، اما إدارة المدرسة فكان موقفها محرجا بين تأييدها لقرار الوزارة وبين ان تقف سدا منيعا لحماية معلمها الذي هو ولد هذه المدرسة البار، ومعلمها الذي أمضى فيها 3 سنوات بكل جد وإخلاص وخرج من تحت يده العديد من أبناء المدرسة الذين يتابعون حياتهم وهم يدينون بالفضل من بعد الباري عز وج لمجهودات المعلمين ومن ضمنهم المعلم بدر.


سجلت الاعتصامات حالات اغماء بسبب ارتفاع درجة الحرار بالهده، كما قام بعض الطلاب بتعليق لافتات ضخمة كتب عليها "احنا معاك يا استاذنا" ووزعت مجاميع طلابية وزعت منشورات كتبت بخط اليد عن قضية المعلم بدر، وتتلخص قضية المعلم بأنه أفنى 3 سنوات في مهنة التدريس داخل مدرسته التي يعتبرها بيته الثاني، ومن غير أي مقدمات يأتي قرار نقله لمدرسة أخرى بعد مضي شهر ونصف من بداية العام الدراسي، بل تم تكليف المعلم بالعديد من الأعمال مثل متابعة شؤون الطلبة كرائد لبعض الفصول إضافة إلى إعداده لفريق عمل يمثل المدرسة لمسابقة على مستوى الوزارة، ويحسب للمعلم أنه الأعلى في نسب تقدير الكفاءة بين معلمين قسمه والمدرسة بشكل عام، وبدلا من مكافأته تم نقله ظلما إلى مدرسة تعاني من اعتبارها محطة عبور للطلبة المتبقين من نظام المقررات والذين تم جمعهم في الرميثية.


منع في الكويت سألت صاحب القضية عن رأيه في الموضوع فقال " هذه ليست المرة الأولى التي أتعرض فيها لمثل الحادثة فقبل 3 سنوات حدث مع تقريبا ذات الموضوع، واحتويت الموضوع بحواري المباشر مع المسؤولين بعد توضيح الخطأ الذي وقعوا فيه والظلم الواقع على المعلم المتضرر، وفي هذه المرة تأتي الحجة بسبب حاجة العمل وبأن اختيارهم لي جاء بناء على أني الأجدد في التعيين!!" وماذا عن موقف زملاءك وهل تعتقد بأن هناك مؤامرة حيكت لإبعادك عن مدرستك المفضلة؟ استبعد نظرية المؤامرة بل هو نوع من التخبط المعهود من الوزارة وهو حاصل في بعض وزارات الدولة، أما عن موقف الزملاء فكان مميزا فكان لرئيس القسم تحرك في هذا الجانب إضافة إلى كلمات التشجيع من الزملاء كافة، حتى أن بعضهم أعتبر مثل هذه القضية تسم كافة المعلمين في المدرسة، بل وبارد بعضهم بالاحتجاج لدى إدارة المدرسة.



الله كريم!

08 أكتوبر 2008

لا تدخل الغرفة 77 ؟!




كان بانتظار المصعد الكهربائي ليوصله لأحد نزلاء الفندق المتواضع، هو لا يعرفه ولا ذاك النزيل يعلم بمجيئه لكنه كان يتوقع ضيفا يطل عليه في أي وقت، مضت أكثر من خمسة دقائق والمصعد حتى الآن لم يتحرك من موقعه.

لحظات حتى بدأ المصعد يتحرك نزولا باتجاه قاعة الاستقبال، يتوقف المصعد مجددا ثم يعاود النزول، الدور السابع الدور السادس الدور الرابع..احدهم يسأله كم الساعة الآن لو تكرمت؟ ..لم يجيب عليه!! يعاود المصعد بالتحرك لكن هذه المرة صعودا، بعض المنتظرين انفجروا غضبا يغادرون المكان والبعض الآخر بحث عن كرسي يرتاح فيه من عذاب الانتظار.

أخيرا وصل المصعد الجميع يقف وكأنها لحظة دخول مسئول كبير والجميع يقف احتراما له، وما أن ينفتح الباب حتى يتدافع الناس بطريقة مزعجة غير مهذبة نحو الباب.. انفرج الباب فانصدم الجميع!!

المصعد خال لا أحد فيه والحقائب متناثرة ممزقة بعض الملابس هنا وهناك، أما جدرانه الحمراء أصبحت مائلة للون الأخضر المسود ورائحة العطب والحريق تنسحب من المصعد، لا احد يقترب من المكان هذه تعليمات الشرطة الذين وصلوا إلى المكان، أما هو فيتوجه لمخرج الطوارئ يهرول لا يكترث لما حصل، المهم أن يصل بأسرع وقت، الوقت يداهمه.. يجتاز الأدوار الأربعة دون ملل في حين أن الفندق يشهد حركة غير المعهودة لرجال الشرطة والدفاع المدني والإسعاف وسيارات الإطفاء تملئ الشارع المقابل للفندق، حتى الناس اجتمعوا يترقبوا ما يجري بهذا الفندق.

الرؤية بالكاد واضحة..عيناه تنظر إلى رقم الغرف 69.. ليست هي ..70.. 71 ..72 73.. 74، أحدهم يهرب يتوجه نحوه مسرعا يحاول اصطياده..يختبأ !! وجد نفسه في منتصف الطريق بين أربع ردهات كلها متشابهة، مجددا يسعى للبحث عن الغرفة المنشودة.. 80 طبعا ليست هي 79.

أحد الغرف ينبعث منها نور غريب..يمضي مسرعا وكلما ازدادت سرعته احدهم يركض خلفه .. ها هي الغرفة غرفة 77 ، فجأة بابها يغلق يحاول فتحه مغلق بإحكام..ذلك الشيء يقترب أكثر فأكثر، يحاول فتح الباب بقدمه بكتفه..فتح الباب..يدخل ويغلق الباب بسرعة...

ممتاز... أحسنت ستوووووووووب ..انتهى المشهد المخرج يطلب من كادر التصوير الانتقال للمشهد الثاني، والممثل يبدأ بالاستعداد لتمثيل مشهد القفز من النافذة من فيلم الرعب "الغرفة 77".

07 أكتوبر 2008

ماذا يعني لك ذلك؟!



ماذا يعني لك أن يركض 20 لاعبا خلف كرة من الجلد الباكستاني مملوءة بالهواء، والكل يسعى لركل هذه الكرة باتجاه أحد اللاعبين الذي يتوسط قائمتين من المعدن وخلفه شبك كبير يصلح لصيد أفضل الأسماك من البحر.

ماذا يعني لك أن يتابع هؤلاء اللاعبين الآلاف سواء من على المدرجات أو من خلف الشاشة الصغيرة، وفي بعض الأحيان يصل عدد المتابعين للملايين؟

ماذا يعني لك أن تتنافس القنوات التلفزيونية على بث ذلك الجري غير المنطقي وراء تلك الكرة الجلدية ولمدة ساعة ونصف وكل قناة تحاول تحليل وتفسير ما يجري في ذلك المستطيل العشبي؟

ماذا يعني لك أن ينجح أحد اللاعبين العشرين من أن يركل الكرة ويوصلها داخل الشبك بعدما تتخطى آخر لاعب في ذلك المستطيل، ومن ثم يقفز المتابعين فرحا بما يحصل والمعلق التلفزيوني يكاد يخرج من التلفاز فرحا أو حزنا على ما جرى؟!

ماذا يعني لك أن يرفع احدهم بطاقة حمراء أو صفراء بوجه أحد اللاعبين لأنه لم يلتزم بركل الكرة الجلدية؟!

ماذا يعني لك أن تنتهي ما يسمى بالمباراة بإعلان فوز عدد من اللاعبين ليبتهجوا مع الجماهير بينما يبكي بقية اللاعبين حزنا على عدم فوزهم بتلك اللعبة؟!

ماذا يعني لك أن يقوم الكثير من رجال الأعمال والشركات العملاقة والدول بصرف الملايين على تمكين لاعبيهم من ركل الكرة الجلدية؟

ماذا يعني أن لك أن يسقط أحد اللاعبين أرضا ويعلن عن إصابته وخروجه مما يؤدي لدخول لاعب آخر مكانه؟ وخسارة الفريق لأرجل هذا اللاعب الذي يكلف الملايين!!

ماذا يعني لك أن يبقى اللاعب المصاب خارج الملعب ولا يمكنه العودة إلا بعد إجراءه لعمليات جراحية ويخضع لبرنامج خاص لإعادة تأهيله ليركل الكرة الجلدية ثانية؟!

ماذا يعني لك أن يرفع قائد مجموعة من اللاعبين كأسا ذهبيا أو فضيا نتيجة فوزهم بركل الكرة الجلدية أكثر من المجاميع الأخرى؟

ماذا يعني لك أن يقال مدرب مجموعة من اللاعبين لمجرد فشله في وضع خطة للاعبين لركل تلك الكرة الجلدية؟!

ماذا يعني لك أن تشيد ملاعب ضخمة تكلف الملايين بينما ما يزال معظم الشعب ينتظر مساكن حكومية؟!

ماذا يعني لك إن فاز فريق من اللاعبين بكأس من ذهب أو من الالومنيوم؟!

ماذا يعني لك أن تعتبر خسارة فريق في مباراة لركل الكرة الجلدية خسارة لوطن هؤلاء اللاعبين وجماهيره؟!

ماذا يعني لك أن يتوقف فريق يركل الكرة الجلدية عن تحقيق انتصارات منذ ما يزيد عن 10 سنوات؟!

ماذا يعني لك أن تتحارب وتتخاصم الناس فيما بينها لمجرد تنظيم انتخابات نادي مميز بركل الكرات الجلدية؟!

ماذا يعني لك أن يكون هناك سوق خاص لبيع وشراء وحتى تأجير لاعبين محترفين لركل تلك الكرات؟!

ماذا يعني لك أن تساهم شركات عالمية في بناء أكاديميات لتعليم ركل الكرة الجلدية بينما تفشل تلك الدول في تخريج مهندس نووي واحد فقط؟!

ماذا يعني أن يتحول أشهر راكلين الكرة الجلدية لقدوة للصغار بينما هو من أشهر متعاطين المخدرات من أكبر أبوابه؟!

ماذا يعني لك أن تظل تقرأ تساؤلاتي ولم تفكر حتى الآن متى سأنتهي من تساؤلاتي؟!

ماذا يعني لك أنني كتبت اسمك في أول خمسة تساؤلات؟!

ماذا يعني لك أنني جعلت تعيد قراءة التساؤلات الخمسة الأولى بكل بساطة؟!

ماذا يعني لك إن كنت مشجعا برازيليا أو انجليزيا ولا اتقن أي من لغات تلك الدول؟!

ماذا يعني لك إن كانت تكلف كرة الجلد المتطورة 25 دينار بينما يستلم صانعها الطفل الباكستاني نصف دولار بالشهر؟!

ماذا يعني لك لو عرفت أن اللاعبات الأمريكيات حققن كأس العالم بينما لاعبين أمريكا الرجال أفضل إنجاز لهم كان المركز الرابع عام 1930؟!

ماذا يعني لك إن كانت هذه الرياضة تسمى بكرة القدم بينما يسمح لبعض اللاعبين بلمسها باليد؟!

ماذا يعني لك أن تخصص بعض دول العالم الثالث طائرات خاصة لنقل فرقها في حين لا تستطيع تلك الدول نقل مواطن واحد للعلاج بالخارج؟!

ماذا يعني لك أنني تعبت من التساؤلات حتى أردت ان أركل كرة بحجم رأسي لأتخلص من هذه التساؤلات؟!

إنها بالنهاية تساؤلات لا أكثر وجهتها لكرة قدم اشتريتها هدية لابني المنتظر؟!