28 فبراير 2009

قصة ليموزين الخيانة!!





وصلت للتو من المطار وعلي ارتداء الدشداشة والخروج مجددا لحفل زفاف صديقي أنور جاري العزيز، حتى أمي لم تستطع التمتع بالجلوس معي بعد غياب دام سنة بأكملها، خرجت من المنزل ودعوة أمي أسمعها في طريقي كانت تقول "يا رب تكتب له زوجة رائعة مثلما يتمنى ولدي"، وصلت للديوانية حيث حفل الزفاف وكم اختلفت الديوانية عما كانت عليه، كنت كثيرا ما أزور صديقي أنور الذي فضل البقاء في الكويت والعمل بشركة والده فهو ليس من محبي الكتب والدراسة، دخلت الديوانية واستقبلني شقيقه الأصغر مساعد ورحب بي خير ترحيب وأسرع بإيصالي للمعرس الذي ما أن رآني حتى قفز من مكانه فرحا بي وبقدومي، قال لي بانفعال "الحمد لله على سلامتك يا أخي وشرفتني بحضورك واسمح لي عدم استقبالي لك بالمطار.." أعلم أن هذا اليوم يوم كبير ولن أرضى بأن يكون صديقي العزيز في ذا اليوم إلا قرب زوجت التي آمل أن تكون جميلة كما كان يتمنى، جلست انتظر إتمام "الملا" إجراءات الزواج وما أن انتهى حتى انطلقت كلمات المباركة من أفواه الحضور باتجاه "المعرس"، اجتاز الخبر المكان ووصل لمن في البيت حتى راح "اليباب" يدوي البيت ويحاصرنا، كم كانت هذه اللحظة محفزة لي بأن أطلب من أنور أن يكون شاهدا على زواجي، أخبرته برغبتي وكاد يفتك بأصابعي من كثرة فرحته بي وبالخبر.

لم انتبه أن الزمن سرق مني ساعتين وعلي العودة للبيت والاتصال بحبيبتي لأخبرها بهذه الخطوة، كم أنا متلهف لسامع صوتها العذب ورؤية صورتها التي أرسلتها بمناسبة عيد حبنا السابع قبل شهرين فقط، استودعت صديقي وخرجت من الديوانية وكدت أصل لباب المنزل لولا دخول مجموعة من السيدات الذي شل حركتي وأخجلني، اعتقد بأنهن دخلن المنزل لكن ما أن نظرت حتى رأيت ذلك المنظر الذي لا أطيق تذكره، إنها هي رأيتها ولا مجال للشك لا يمكن أن أنسى عيناها العسليتين التي لم أرى مثلهما حتى في بلاد الغربة، يا ترى هل جاءت مباركة للعروس أم يا ترى هي العروس؟! خرجت مسرعا أريد الوصول للسيارة حتى أستطيع الاتصال بها أو على الأقل إرسال رسالة قصيرة لعلها تستطيع الإجابة على تساؤلاتي، وتطفأ نيران الشك التي أحرقت أفكاري، حاولت مرارا الاتصال ولكن لا احد يرد وأرسل ما يزيد عن عشرة رسائل من دون رد، عاودت محاولة الاتصال لكن الهاتف مغلق هذه المرة، أحسست بحرارة تجتاح جسدي ورغبة باقتحام منزل صديقي للتأكد، خرجت من السيارة وأصوات الموسيقى وأجواء الاحتفال حولت تلك الليلة إلى نهار حارق ألهب مشاعري.

ركضت لباب منزل أنور وقفت أمام منتظرا لحظة خروج كائن من يكون حتى أستطيع الدخول والبحث عنها، الساعة تجر الساعة..ثلاث ساعات مضت ولم يخرج أحد، اليباب يزداد حتى خلت أن جدار المنزل سينفجر وتتطاير منه كل من فيه من مدعوين، أخيرا فتح الباب على مصراعيه صديقي أنور وعروسه محاطين بالنساء والرجال لا أستطيع الاقتراب أكثر ولم أستطع رؤية عروسه كانت مغطاة بوشاح أبيض أخفى ملامح وجهها، ابتعدت عن الباب خجلا من أفكاري وانتظرت أن تقل السيارة العروسان، صعد صديقي وزوجته لليموزين الأبيض أمعنت النظر في عروسه بدت واضحة، إنها ..."أحمد..احمد..ماذا تفعل؟!" منيرة أهذا أنتي؟! خلتك العروس كاد قلبي يلاحق الليموزين كدت أجن؟!، لماذا لم تردي على اتصالاتي ورسائلي؟! لماذا أغلقتي الهاتف؟! كنت أصرخ بوجهها أما هي فكانت تسيل منها دمعة لم أستطع تفسيرها، قالت"هاتفي بالمنزل وممنوع أن اجلب هاتفي للحفل.." أحمد أنا احبك.. في هذه اللحظة أكثر مما أحببتك..عرفت الآن أنك تحبني، خجلت من نفسي وجعلتها تصفعني حتى أندم على كل أفكاري وخيالي الذي شك بحبيبتي المخلصة.

27 فبراير 2009

وين إبرتك يا الخطيب؟!





أنهيت قبل أيام قراءتي لكتاب "وقائع ووثائق دواوين الاثنين" وحتى الآن لم أشبع من القراءة عن تلك الفترة الحرجة في تاريخ الكويت السياسي، فهي وإن بدت فترة صعبة مرت بها الدولة إلا أنني في تصوري تعتبر فترة الربيع لقوى الفساد والردة التي وجدت بدستور 1962 هو "الطوفة" التي يجب هدمها مهما كلف الامر وبأي طريقة!!

من المؤسف أن يعود هاجس الحل "غير الدستوري" بعد كل تلك التضحيات التي قدمها المخلصون من أبناء هذا البلد، ومن المؤسف أن يسوق من كان بالأمس مدافعا عن الدستور أن يكون اليوم أول المحرضين على وأده، ولا نستغرب ذلك فأصحاب النفوذ لديهم ما يكفيهم ليغيروا القناعات، وكأن تلك القناعات أحذية بالية لا بد من رميها وارتداء قناعات جديدة تكفيهم لمواصلة العيش، خاصة وأن قناعاتهم القديمة يصدر منها رائحة لم تعد تستهويهم لأنها تذكرهم بالعرق والدم الذي سال منهم دون فائدة حسبما يعتقدون!!

ماذا طرأ على العمل الوطني؟ هل مايزال هناك من يحمل لواء تلك الجبهة العريضة والإرث التاريخي من النضال في سبيل وطن حر ينعم الإنسان فيه بكافة حقوقه؟ ماذا حل بحلم مجموعة الــ 45 الذين كانوا يؤمنون بأن الحفاظ على كيان الكويت لا يستقيم إلا بالحفاظ على دستور 1962 والعمل بنصوصه.

ففي كل مرة ألتقي فيها بالأصدقاء الذين شتتهم أسماء التجمعات السياسية كالمنبر الديموقراطي والتحالف الوطني الديموقراطي وغيرها من التسميات الحزبية، أراهم يتفقون على حب الكويت ولكنهم في الوقت ذاته يختلفون في طريقة حبهم لها، ولكن ما يختلج في النفس ذلك الإفراط في المنافسة إلى حد تبادل التهم بخيانة العمل الوطني والسعي لإقصاء الآخر وتشويه صورته، في حين يستثمر ذلك الخلاف "الشخصي" بقية التيارات التي لا تؤمن أصلا إلا بمصلحتها التي تعلو مصلحة الكويت وشعبه كما أثبت التاريخ ولكن من يقرأ التاريخ؟!

لقد خلف هذا التراشق والخلاف بين الإخوة أن تفرقت الكلمة، ولم يعد أحد ينصت لأي دعوة لعودة المركب إلى مساره، حتى بلغ ذلك الخلاف أن تراجعت قيمة العمل التطوعي وصارت جمعيات النفع العام معارك تصفية حسابات على حساب النفع العام نفسه!!

أعلم بأن طبيب العمل الوطني د.أحمد الخطيب فضل الصمت على أن يمد مشرطه ليعالج ذلك المرض الذي استفحل، وأنا على يقين بأنه ليس بعاجز عن وصف الدواء فهو يقدم النصيحة للشباب بعدما أدرك أن فتح حوار صريح هو "حوار الطرشان"، ولكن مع هذا أنا أحمل طبيب جدتي وطبيب الكويت بأنه لابد أن يوقف هذه المهزلة ويوقف ذلك النزيف حتى وإن تطلب الأمر أن نودع تلك الشخوص المتخاصمة "المخرفة" إلى دار العجزة لنحافظ على ما تبقى لنا من أمل في إنعاش العمل الوطني، وهذه المرة نعود بعد أن نتخلص من مشاكلنا النفسية التي نعيشها مع بعضنا البعض، لنبدأ في رسم تاريخ الكويت الجديد وهذا بتصوري ليس مستحيلا، وإن كان صعبا لكن ليس على الشباب الذين قبلوا التحدي في كافة الأزمات ونجحوا فيها.

23 فبراير 2009

ركبوا معاي .. النداء الأخير!!!




قررت في موضوع اليوم ألا أنضم لبقية المتحلطمن على حال البلد خصوصا خلال يومي الاستقلال والتحرير، واسمحوا لي القارئ العزيز أن أكون دليلك السياحي المعتمد في هذه الأيام الوطنية، واذا لم تعجبك رحلتي على متن خطوطنا اخذ برشوتك وانزل والتحق ببقية خلق الله المنحاشين عن هذا البلد الجميل!!

هل فكرت بطريقة جديدة في الاحتفال بأعياد الكويت الوطنية الخالدة، هل سئمت من "رش " الرغوة على خلق الله من دون سبب لتسبب الأذى للآخرين، هل "مليت" ازدحام شارع الخليج العربي و"زهقت" من فشل المؤسسات الحكومية وغيرها بدفعنا نحوهم والاحتفال معهم بالعيدين على طريقتهم "اللي تفشل"!!


سيادتي وسادتيأهلا بكم على متن طائرة عرفج المنطلقة بحول الله في أرضنا الحلوة الكويت، الرجاء من أم عزوز تسكر الدريشة وتخليني ميري تمسك البنت لا تطيح، كما نطلب من الشباب اللي ورا اخفاء رغوات الصابون لحين تخطي الدوريات الجوية!!

عرفج تتمنى لكم رحلة سعيدة والرجاء التدخين ممنوع ولا ترا نحذفكم من الطيارة ومن غير برشوت!!


أين تذهب في تاريخ 25 فبراير؟

اصطحب من تحب من الأطفال خاصة وانطلق معهم صباحا إلى ساحة الإرادة دعهم يتأملوا ذلك المنظر الخلاب ذلك الصرخ الشامخ، دعهم يسألونك "بابا انت ليش يايبنا اهني ماكو ألعاب؟!" اجعلهم يدققون النظر بذلك المبنى الأبيض انه مبنى مجلس الأمة، فهذا المبنى هو بيت الشعب، إنه البيت الذي بناه رجال ضحوا من اجل الكويت وبمباركة امير الكويت الراحل الشيخ عبدالله السالم الذي ترك الشعب يختار كيف يحكم نفسه، فصاغوا دستور 1962 الذي هو بالطبع "خطأ تاريخي" عند أعداء الكويت من الداخل!!

وقبل ان تخرج من ساحة الإرادة وجه سؤال مسابقة لمن معك..

لماذا نحتفل نحن أبناء الكيت المخلصين بتاريخ 25 فبراير من كل عام؟

تبي تعرف الاجابة انزل لآخر الموضوع!!

انتهينا من زيارة مجلس الأمة.


تستطيع ان تذهب في جولة بشوارع الكويت، وليكون سوق المباركية او السوق الداخلي، وجهتك الثانية، فهناك استرجع معهم عبق الماضي وليروا كم كانت الكويت بسيطة في حياتها ولكنها كانت تملك تجارا عرفوا بعقولهم المفكرة حتى حولوا الكويت في فترة قصيرة إلى واحدة من أكبر الأسواق التجارية وأرضا للأحلام، فما هي المجمعات التجارية الشهيرة الحديثة إلا صورة جديدة عما كانت عليه الكويت مع فارق أن في السابق "مافي شباب فارغ وحجابات بالون" ولا شياب يغازلون بنات كبرهم بناتهم ولا أي مظهر من الظواهر السلبية اللي نعرفها نحن ولا يعرفها محمد هايف وربعه!!

في فترة الظهيرة ابحث عن مطعم "ماراح احدد اسمه" شرط يكون قديم واجلس مع من معك اقرأ لهم او اقص عليهم قصة من قصص الماضي الجميل، وبعدها ارجع للبيت للراحة.

في فترة العصر اجمع من حولك وانطلقوا للقصر الأحمر في منطقة الجهراء، صحيح لا جديد يذكر هناك ولكن بإمكان من معك ان يعيدوا الحياة لذلك امكان الذي شهد واحدة من أشهد لحظات التاريخ على وطننا الصغير بمساحته والكبير باحتضانه للجميع، ولا بأس في أن يرتدي الاطفال ملابس العيد الوطني وتقوم بزيارة أصدقاءك وأهلك أينما كانوا لتشاركوهم وتدعوهم للاحتفال بالعيد الوطني.

في المساء دعهم يمرحوا في حديقة عامة حتى التعب، ولا بأس بعشاء جميل بعدها تلتقط لهم صورة جماعية وهم بغاية السعادة.




26 فبراير

ابدأ نهارك بزيارة مقبرة الشهداء فزيارة هؤلاء الأبطال في مثواهم أقل ما نقدمه، بعدها ادعو من حولك لزيارة البيت الذي شهد ملحمة التحرير والمقاومة الكويتية الباسلة، في بيت القرين تفقد البيت جيدا فهو يضم رجال اختلفوا بمذاهبهم وأسماءهم وميولهم لكنهم اشتركوا في الحب الكويت وسالت دماءهم لتروي هذه الأرض.




معلومة لك...

أول بيت يرفع علم الكويت قبل التحرير هو بيت القرين!!

أول جماعة من الكويتيين علموا بيوم التحرير هو مجموعة المسيلة الباسلة.

بعدها بإمكانك ان ترتاح قليلا، ثم تعاود مواصلة رحلتنا في رحاب الوطن، امامك عدة خيارات، اما ان تتوجه لمتحف الكويت الوطني او بيت الكويت للاعمال الوطنية، فلكل منهما مكانة هامة في التعريف بفترة من فترات التاريخ بالكويت.

وبعد ان تنهي هذه الجولة استرح قليلا وبعدها عد للبيت، وقدم لكل من شاركك هذه الرحلة كراسة رسم وعلبةألوان "سوق بو100فلس" ليرسموا ما شاهدوه خلال اليومين، حينها تأكد أنك زرعت في نفوس من كنت معهم حب الوطن الحقيقي وجعلتهم يعرفوا جمال هذه الأرض.

سيداتي سادتي من قمرة طائرة عرفج وصلنا لمطار الكويت الدولي، درجة الحرارة في الخارج جميلة والاجواء احتفالية بهيجة والرجاء من المسافرين البقاء في اماكنهم وربط الأحزمة لحين اتمام عملية الهبوط في أرض المطار.



هذه فكرة طرت في بالي وانا اطالع صوري مع الاهل لما كان الوالد "الله يول لنا بعمره" يفتر فينا كل مكان حلو بالكويت" وما كنا نروح المسيرة الا بعد ما يخلينا نشبع من المناظر الحلوة.


-------------------





















ان عيد الاستقلال الرسمي للكويت هو في تاريخ 19 يونيو والذي قام فيه يومها الشيخ عبدالله السالم بإنهاء اتفاقية 1899 مع بريطانيا، واعلن يومها الاستقلال، وتكريما لشخص أبو الدستور تم اعتبار يوم تسلم الشيخ عبدالله السالم الحكم 25 فبراير 1950 هو يوم الاستقلال.

21 فبراير 2009

عصيان مدني في الكويت اعتبارا من الغد!!



كتب-بدر بن غيث:

حينما تحل ذكرى الثوة الفرنسية يخرج الفرنسيون ليعبروا عما تحمله تلك المناسبة المميزة في تاريخهم، ليبتهجوا ويتذكروا من ضحى بحياته في سبيل شعار الثورة (حرية - المؤاخاة - المساواة)، أما في الولايات المتحدة حينما تحل ذكرى يوم الاستقلال فيستغل الأمريكيون ذلك اليوم البهيج للخروج للساحات العامة والوقوف على جانبي الشوارع الرئيسية لمتابعة كل مظاهر الاحتفال والتي تسير بشكل منظم دون وجود حاجز أمني يشوه صورة الاحتفال.

أما في الكويت ومع اقتراب الذكرى الـ 48 على الاستقلال من "المستعمر" البريطني والذكرى الـ18 على التحرير من "المحتل" العراقي، وقبل الاحتفال بتلك المناسبتين العزيزتين، يعلن سكان الكويت من المطلاع وحتى الوفرة من أم الهيمان حتى الدسمة، بأنهم سيستغلوا الأيام التي تسبق تلك المناسبتين في الغياب عن عمد وتغييب أطفالهم الطلبة بكافة المراحل، مما يعني شل الأعمال في هذه الدولة الصغيرة، وأما هذا العصيان المدني تصمت الحكومة وتكتفي فقط بأنها ستلاحق أصحاب "الطبيات الكاذبة" وأنها ستطبق مبدأ الثواب والعقاب على كل من عرقل عمل الدولة وتغيب دون وجه حق، بل أن المدارس نفسها والمدرسات "بعضهن" يدعون الله ليلا نهارا حتى لا يرسل أي ولي أمر لمدارسهن، ليسبب ذلك في تقصير ساعات الدوام الرسمي، وهكذا يتحول أسبوع الاحتفال إلى أسبوع هرب من العمل وهو ما يمكن اعتباره تملص من رد الدين لهذه الدولة المسكينة التي تعطي ولا تأخذ من مواطنيها سوى "الكسل والتخاذل" والتحلطم على كل مافيها دونما الاعتراف بأن دقيقة كسل في العمل تعني ضياع عشرة سنوات من عمر هذا البلد الراغب على الورق في التقدم والتنمية!!

إن فكرة العصيان المدني لا تنفذها أي جماعة أو شريحة اجتماعية او حتى الشعب كله، إلا في حل وقع ظلم عليهم ووصلت الامور إلى حد الاحتجاج السلمي والامتناع عن أداء أي عمل في سبيل الضغط على النظام الحاكم ليغير سياسته او جزء منها، ولكن كيف نفسر الحال في الكويت؟! هل نعتبر ما يقوم به الكويتيون هو سببه الضغط على القيادة من أجل منحهم مزيدا من "العطل" أو هو نوع من الاحتفال بطريقة فوضوية، وخصوصا وأن معظم المواطنين يفضلون استغلال الأعياد الوطنية بالهرب إلى البر أو البحر أو السفر جوا أو بحرا أو برا هربا من الكويت ومافيها!!

الخطر أن تزحف هذه الظاهرة السلبية وتتغلغل في نفوس من صمد عل رأس عمله، كالأطباء ورجال الشرطة والجيش وبعض الموظفين "الذين أعتبرهم يستحقون وعن جدارة، فيما عدا من يرى أن الدوام في تلك الأيام هو مجرد تسلية وفرصة لالتهام موائد الإفطار من كشري وفول وفطاير وبيض عيون!!

نحن بحاجة ماسة ليس لمحارة تلك الظاهرة، خصوصا وأن محمد هايف عضو مجلس امتنا غير متفرغ لمثل هذه المواضيع وأن العيد الوطني أصلا "حرام الاحتفال فيه وأنه رجس من عمل الشيطان"!!

قبل يومين تمكنت زوجتي العزيزة وهي حامل، من تصوير أحد الأطفال الذين يسرقون أعلام الكويت من أسوار أحد المدارس في منطقة حولي، وحتى هذه اللحظة الجاري البحث عن الطفل وعن تفسير ولو بسيط لسبب سرقته للعلم؟!

الصورة أعلاه لوسام التحرير الذي قدمته دولتنا الحبيبة لكل من ساهم في تحرير الكويت، وبالصدفة خلال زيارتنا لعاصمة الضباب لندن تمكنت وبعد جهد جهيد من الحصول على هذه الميدالية الغالية، خصوصا وأنها تباع في احد الأسواق الشعبية كمخلفات الحروب التي شارك بها جنود المملكة المتحدة!!

مخلفات!!

خلف التاكسي أنا وحدي!!




كنت بانتظارها أختلس الأنظار من المحل الذي أعمل به، لم تتخلف يوما عن الوصول لهذا الشارع في نفس التوقيت، حتى أن صاحب سيارة الأجرة ذاته يوصلها في كل مرة، كان رب العمل كثيرا ما ينبهني على ضرورة التركيز في الحلاقة للزبائن حتى لا أجرح أحدا منهم خلال مراقبتي لهذه الجميلة التي عشقت مشيتها ونظراتها البريئة.

ذات صباح قررت التوجه لها ومصارحتها بما املكه لها من حب جياش يكاد يجرح شفتاي كلما أردت الحديث عنه لأحد الأصدقاء، ترددت في البداية لكن لم أعد أقوى على الانتظار أكثر من ذلك، فأنا أكمل اليوم وأطفأ عامي 40 ولا أرغب بأن اخسر ما اعتقد قلبي بأنه ملك له منذ أول يوم رأيتها تهبط على بلاط هذا الشارع.

لقد وصلت وحانت اللحظة سأترك الزبون ورغوة الحلاقة تملئ وجهه، فتحت الباب بقوة وقلبي يخفق بقوة يكاد من حولي يسمعها، أخيرا استطعت الوصول لها أنا أقترب أقترب وسيارة الأجرة للتو ابتعدت أنا خلفها تماما سأناديها ولا اعلم كيف؟! يا.... اقترب احدهم منها وقال "أراك جميلة يا زوجتي العزيزة تعالي فوجبة الغداء بانتظار.."

بعد لحظات كان الجميع يحيط بي يراقبني لم أدرك أين أنا؟! كانت السيارات تحاصرني والمارة ينظرون إلي بغرابة اعلم أنهم يرغبون بتفسير وقوفي هنا، صرخت بكل وقاحة وقلت اسألوها هي لما أنا هنا؟!

















قصة من مجموعتي القصصية "قصص من الشارع" 2008

19 فبراير 2009

أحمد عيسى ما هقيتها منك؟!





كثيرة هي المقالات التي يتصدى أصحابها لفكرة الإنقلاب على الدستور، بل ربما راح البعض يحضر نفسه للعودة لتجمعات دواوين الاثنين، والسواد الأعظم من تلك المقالات وحتى التصريحات الصحافية والندوات يؤكد العديد ممن عهدنا بهم حبهم وولائهم للكويت كدولة يحكمها الدستور وأي دستور فقط دستور 1962، إلا أن هناك مقالا شاذا كتبه الزميل العزيز أحمد عيسى في جريدة الجريدة وهو بالمناسبة من الشباب الذين تعلموا في مدرسة الرمز الوطني المرحوم سامي المنيس وأحد الشباب الذين حملوا خلال سنوات دراستهم الجامعية فكر قائمة الوسط الديموقراطي، بل أعرف تماما أنه سعى مثل غيره في حملة نبيها خمسة ولياليها البرتقالية المجيدة.

في مقاله الذي نشر في يوم الأربعاء 18 فبراير الجاري راح الكاتب مدافعا عن الدستور بأسلوب جديد، لكنه حسبما أرى انزلق في منعطف الدعوة للحل غير الدستوري والانقلاب على الدستور، لا أعتقد يا زميلي العزيز أننا بحاجة لأن نعيش وضع غير دستوري للتعرف على من هم أعداء الديموقراطية، فهم معروفين وتعرفهم ربما أكثر مني وبدلا من الوقوف إلى جانب من يحرض للإنقلاب على إرادة الأمة كان من باب الأولى أن تكشفهم لقراء عامودك الصحفي، فالتاريخ زميلي العزيز أثبت في أكثر من مناسبة بأن أعداء الدستور هم ذات الشخوص والأفكار وتأثيرهم على بعض الناس زاد تأثيرا حتى وصل لعقول بعض نوابنا مع الأسف!!

هل نسيت أخي أحمد تزوير 1967 وانقلاب 1976 ومحاولة تنقيح لدستور 1981 وانقلاب 1986، ربما نسيت ولكن لا أتصور بأنك نسيت من كان ضد فكرة "نبيها خمسة" وضد ملاحقة سراق المال العام؟! وضد العديد من تطلعات من عشق هذا البلد ولا يدعو له سوى بالاستقرار والتقدم والتنمية المأمولة بتطبيق نصوص دستور 1962.

لم اكن راغبا في الرد على مقالك ولكني حزنت على دعوتك، رغم علمي بأنك صادق النية تريد الكشف عمن يلعب دور "جدة ليلى" لكني في هذه المرة أردت أن أكون من ضمن محيطك الذي يذكرك بدستور 1962 وبمغبة الحياة من غير دستور.


ما قاله د.أحمد الخطيب في إحدى التجمعات الشعبية فترة انقلاب 1986، قال بما معناه "لم نكن راضين عن دستور 1962 واعتبرناه دستور مؤقت وكنا نتوقع بأن هذا الدستور سيعطي الفرصة للشعب بأن يمارس حقوقه وفق ما جاء فيه، لنأتي بعد خمسة سنوات ليتم تعديله... رغم ما قاله طبيب جدتي إلا أنه لم يقف يوما ضد مبادئه بل كان ومايزال محاربا يملك قلب شاب شجاع وعقل حكيم.

والدعوة الحالية لعقد حوار وطني لن تأت بجديد، ما أهمية حوار وطني ونحن نعلم أن الحل في المصارحة وإقصاء من يتمسك بمنصب ولقب سياسي، وهو الىن لم يعد قادرا على العطاء بل وصل مرحلة الأخذ وإبعاد الآخرين من أجل البقاء في مكانه، ما فائدة الحوار الوطني والمشكلة هي تكمن في عدم مواجهتنا لمشاكلنا الحقيقية؟ لماذا يتم أصلا التسويق لفكرة الحوار الوطني وكأننا نعيش على بعد أمتار من حرب أهلية محتملة أو ما شابه؟ ما نحتاجه حوار خاص مع الحكومة نريد جلسة مكاشفة عن كافة القضايا هل الحكومة جادة في حلها وهل النواب أصلا يريدون السعي في حل تلك القضايا العالقة؟!

لأول مرة منذ ان وعيت على الدنيا لا أجد بأن الكويتيين مبتهجون بفرحة الاستقلال والتحرير، أعلم بأن الأوضاع تجرنا لتخيلات مخيفة ومستقبل مظلم لكن مادامت الكويت موجودة وهناك من يحبها دون مقابل فستبقى الكويت.

18 فبراير 2009

في زنزانة الحرية أعيش!!


لوحة فنية للنحات الكويتي سامي محمد

خرجت من منزلي باحثا عن لقمة العيش التي بالكاد تكفي لسد أفوا أسرتي التي تتكون من سبعة أطفال بالإضافة إلى زوجتي، ولأني أعمل لحسابي الخاص بعدما رفض المسؤولون في وزارة الدفاع عودتي للعمل كعسكري بحد التحرير، فهذا يعني أنه من الصعوية أن أنجح في إتمام صفقة تدر علي حفنة من الدنانير أشتري بها كسوة الشتاء للأطفال والطعام الذي أعم أنه سيختفي قبل إتمام اسبوع من شراءه!!

ذات يوم أبلغت زوجتي العزيزة بأن البقاء على هذا الحال سيجعلنا نعيش تحت خط الفقر، ولابد من البحث عن أي عمل آخر مضمون الراتب، لكنها كالعادة جعلتني أستعيد ذاكرتي لتذكرني بأني من فئة البدون وأني لن أحصل على أي وظيفة بسهولة كما هو في السابق، خصوصا وأني لا أحمل أي أوراق رسمية تثبت بأني رجل على الأقل!!

مضت الأيام واليأس يزداد في تحطيمي ومظاهر الجوع والبؤس بدت في التسلل إلى بيتي الصغير، ولم أجد سوى تلك الطريقة للحصول على المال، لن أسرق بطبيعة الحال ولن اخون البلد التي تربيت بها وكنت أحد جنودها يوما ما، ولكني سأتشارك مع أحد المواطنين في شراء سيارات مستعملة وأقوم ببيعها من جديد بعدما أجد من يشتريها خارج حدود الكويت.

كان كل شيء يسير كما خططت له، رغم العقبات التي اواجهها إلا أن الحال تحسن إلى حد ما، ولكن دوام الحال من المحال راحت السلطة تضيق الخناق على كل من ينتمي لفئة البدون، هذه المرة مختلفة فهم يطالبوننا بتحسين أحوالنا واصدار أي ورقة رسمية سواء من القمر أو من المريخ لا يهم المهم أي ورقة رسمية، حتى نرتقي لمستوى البشر كما يرون!!

بحثت هنا وهناك وفي نهاية الامر استسلمت لفكرة شراء جواز سفر لأحد الدول العربية، وبالفعل حصلت على الجواز "المزور" لأنني في الأصل لا أعرف إلا بلد واحد هي الكويت فهذه بلدي التي وضعت علمها على كتفي كعسكري طيلة خدمتي، بصراحة كنت أخشى أن يكتشف أمري وأتعرض للمساءلة القانونية، على الرغم من أني لا أعتبر موجودا وقفا للقانون!!

مضت الأيام والسنوات دون أن يتغير شيء والحال بدت تتحسن إلا حد ما، إلا أن ذات يوم وجدت نفسي في قبضة رجال أمن الدولة ليتم حبسي في سجن الإبعاد بانتظار القرار الوزاري، وحسبما اعتقدت بأن تهمتي حملي لأوراق مزورة، قررت السلطات ترحيلي للبلد الذي أحمل جواز سفرها المزور، وعلى نفس الطائرة التي غادرت بها إلى ذلك البلد عدت للكويت!!، هناك رفض المسؤولون استقبالي كوني لا أنتمي لهم، عدت للسجن مجددا وبحثت السلطات عن حل آخر وتقرر إبعادي هذه المرة لبلد آخر ظنا منهم بأني أنتمي لهم حسب تخمين المسؤولين، وتكررت نفس الحكاية عدت للكويت لأني أيضا لم تقبل سلطات تلك الدولة الأخرى استقبالي، هذه المرة فقط اقتنعت السلطات بإرجاعي لسجن الإبعاد لأبقى هناك حتى يجد المسؤولين حلا لمشكلتي، قد يتساءل القارئ كم يوما عشت في ذلك السجن؟

20 يوم

لا

شهرين

لا

خمسة شهور

لا

ثمانية شهور

أيضا لا

سنة

لا

ممممممممممممممممم


















خمسة سنوات


لا تتعجب منذ عام 2004 وانا محبوس!!


مازلت محبوسا في سجن الإبعاد، من دون محاكمة أو حتى إطلاق سراحي لا أعرف كيف تعيش عائلتي الآن، ولا أعرف كيف يرتاح المسؤولين ويردقون في أسرتهم وهم يعرفون بأني متهم مسجون دون تهمة، لم أحكي حكايتي هذه لأجعلكم تتعاطفون معي أو تتعاطفون مع فئة البدون فأنا أعلم بأن هذه القضية بالنسبة للبعض لا تعنيه وربما يحن قلبه على قط مشرد أكثر من أن يلتفت لقضية إنسان "بدون" لا يريد سوى أن يعرف هل هو يستحق السجن من غير تهمة؟!


المتهم البريء : أ.م.ج
سجن طلحة
زنزانة الحرية!!
















قصة حقيقة وبطل القصة ما يزال قابع بتلك الزنزانة حتى الآن!!

17 فبراير 2009

المدينة والذئاب (قصة حلمت بها)!!





قبل أن تقرأ؟

هذه القصة برموزها وأسماءها وأمكنتها وأزمنتها لا تنطبق على أرض الواقع، بل هي خيال نسجه الكاتب من واقعه!!

إهداء

إلى كل من أحب وطنه...


مقدمة لا بد منها؟!

لم أكن أرغب في كتابة قصة بهذه السرعة، ولم أشأ أن أنشر قصة لي كما كنت راغبا وبشدة على نشر هذه القصة!!

ستسألني عزيزي القراء الكريم لماذا كتبتها؟

وجدت نفسي في صباح يوم الاثنين الموافق 7 يناير من عام 2008، مستيقظا من دون رغبة لإكمال نومي الذي أهرب به من صباح قارس ببرودته، وثقيل بمهامه حيث علي الاستيقاظ والتوجه لعملي كمعلم ومراقب على اختبارات نهاية الفصل الدراسي، فرغم قرب المسافة بين منزلي ومقر المدرسة التي تقع في ذات المنطقة، إلا أنني أجد المسافة كبيرة حيث تعد أيام الاختبارات هي الأكثر تعبا وإرهاقا لما أراه من جو خانق يعيشه الطلبة والجميع في المدرسة، وهو حال جميع المدارس في الكويت، وعشت ذات الوضع عندما كنت طالبا بنفس المدرسة!

عموما حتى لا أهرب من الإجابة، نعم وجدت نفسي بذلك الصباح راغبا في كتابة قصة عما دار ويدور في خيالي من قصة أراها وكأنها فيلم سينمائي أو مسرحية مرعبة يعم السواد فيها وصوت الذئاب الجائعة ينهش في أذني كل ما رأيته!!

أي ذئاب وأي مسرحية وأي فيلم؟! نعم عشت قصتي التي لم تطل سوى 10 دقائق تقريبا وكأنها 10 ساعات، حتى الزمن فيها تعطل أما المكان فكان مزجا غريبا موحشا بين الواقع والخيال المرعب، وما أن فقت من هذا الفيلم حتى استرجعت نفسي وذاكرتي ورحت أخرج بسرعة حتى لا أتأخر عن العمل، راغبا في إنهاء عملي بأسرع ما يمكن للعودة لغرفتي وكتابة ما شاهدت في ذلك الصباح الذي تحول إلى ليل أسود في وضح النهار.

ستجد في قصتي تناقضات عدة..ألغاز عجزت أنا نفسي عن حلها؟!..لا أعرف إن كانت نهاية قصتي حزينة أم سعيدة أو حتى كان لقصتي نهاية لأنها باختصار لا أعتقد بأن لها نهاية بل هي بداية لقصص أخرى، أخشى أن تراودني في أيامي القادمة!!

بدر بن غيث
7 يناير 2008
















تنويه القصة طويلة اعتذر ولكن ستقرأ كل ما سجلته دون مونتاج او إضافة مصطنعة!



الذئاب تتحرك لكني لا أراها، أسمع أصواتها تتحرك بسرعة خاطفة يشاركها الظالم في صنع هالة من الهلع والخوف، أما أنا فلست واقف أو طائرا كأنني أقف بعيدا أصور ما يجري!! احدهم يصرخ: أهربوا اهربوا.. إنهم قادمون!! اختبئوا ..اختبئوا؟؟ اااااااااا ماذا ذئب أين هنا لا هناك.. لا بل هناك.. يا آلهي إنهم ثلاثة ذئاب لا بل أكثر عددهم يتكاثر؟! أنا محاصر!! أنقذوني أنقذوني..

تقترب الذئاب منه وتهجم عليه بشكل جماعي لم تدع له سبيلا للهرب، أشلاء تتطاير ودم يسيل بغزارة، وما أن دققت النظر حتى اكتشف أنها ليست ذئاب بل شكل لا يوصف ذئاب ممسوخة أكاد اعجز عن إيجاد وصف لها، فعيونها الحمراء وأفواهها ذات الأنياب المتداخلة المرعبة المليئة بدماء ضحاياها، أما أجسادها فهي متعددة ومتنوعة في الطول والقصر، لا أملك مجالا لوصفها إنها تتحرك بسرعة وتنهش بطريقة مهما اجتهدت في تصويرها سأعجز!!

استيقظت الضحية وكأنا كانت نائمة، ماذا تحولت إلى ذئب ممسوخ كغيره من الذئاب، أكاد أجن ماذا يجري؟! أنا اكره أفلام الرعب وأخشى متابعتها والآن يبدو أنني أسير أحد هذه الأفلام!!، ثوان قليلة وتبدأ الذئاب بالانسحاب أو بالأحرى تبحث عن ضحايا في مكان آخر، موسيقى جنائزية أسمعها أما المكان فأشبه بقرية صغيرة وخلفها أطلال مدينة مدمرة شر تدمير، حتى قنبلة هيروشيما لم تخلف ورائها مثل هذا الدمار!!

أحدهم يقترب وبيده مصباح (سراي) يمشي بحذر كبير لا أستطيع أن اكشف من يكون، يحاول التأكد من رحيل الذئاب.. لحظة من قال بأنها ذئاب!! أوووه لا أعلم كيف أصفها!! يجب أن أتوقف عن التفكير؟ يقترب أكثر وبعد إحساسه بالأمان ينادي بصوت خافت..

-يا جماعة أخرجوا هيا لقد انسحبوا، أخرجوا المكان آمن.

بالفعل خرجت مجاميع من الناس أطفال وشيوخ ونساء ورجال بعضهم جرى ثكلى والبعض الآخر ممزق الثياب أو حتى نال منه الغبار، يتجمهر الناس ويشكلون حلقة شب مغلقة، أما من تكلم معهم وفظل في منتصف الحلقة ممسكا بإحكام بمصباحه، يتفقد الناس أنا نفسي لا أعرف كم عددهم أو من هم؟ .. أحدهم يصرخ من شدة الألم قائلا..

-آآآآآآه أكاد أن أموت لا أستطيع أن أتحمل أكثر، ساعدوني؟!

ما أن صمت حتى بدأ غالبية الحضور بالصراخ والبكاء، وعاد صاحب المصباح ليتحدث معهم.

-ماذا جرى لكم هل جننتم؟.. بعد قليل لن نستطيع الصراخ لأن الوحوش ستعود وتأكلكم جميعا.. اصمتوا علينا أن نفكر في طريقة نتخلص فيها من الوحوش؟! ليرد عليه الناس بعشوائية وغوغائية؟!

-إنك لمجنون؟! كيف سنتخلص منهم؟! نحن بالكاد نبرع في الهروب والاختباء، وليس جميعنا بل معظم من تبقى منا؟!، أما أصحابنا وأهلنا الضحايا فتحولوا إلى وحوش أكثر شراسة من الوحوش أنفسها!!

- أنا مجنون؟! نعم أنا مجنون الذي أريد تخليصكم من هذا العذاب، انظروا إلى أنفسكم ألا تشعرون بالخزي وانتم تهربون؟! إلى متى سنظل نهرب؟ وإلى أين سنهرب أو سنختبئ؟! كما تعلمون لم يعد بقريتنا مكان للاختباء، كل شي أصبح مساويا للأرض، حتى مدينتنا الكبرى، الحرائق تلتهمها منذ ثلاث شهور حتى المطر عجز عن إطفائها!!

- وماذا عسانا فاعلين؟! أخبرنا إن كنت تعرف مخرجا من هذا الظلام؟

وقبل أن يتكلم عادت أصوات الوحوش الضارية وكأنا اشتمت رائحة اللحم البشري، بدأ الجميع يرتجف خوفا الدم يتجمد في العروق حتى الصراخ البديهي من الأطفال والنساء، لم يخرج لأنم نسوا كيف هو الصراخ؟! لقد علمتم الوحوش ألا يصرخون وإلا لن يهربوا بل سيظل في أماكنهم حتى تأتي وتلهوا بالبشر.

أما أنا فوجدت نفسي مع هذه الجموع، حتى ظننت أنني أعرفهم حاولت الحديث معهم لكني كخيال الظل موجود لكن لا ينطق، وجاءت اللحظة الأكثر رعبا!! لم أجد من يقف بجانبي الجميع هرب إلا أنا.. لا اعرف إلى أن اختبئوا وكيف؟ ثلاثة وحوش أو ذئاب تحوم حولي بدأت أحس بأنيابها بقرب ساقاي!! أخذت نفسا عميقا وكأنني أغوص في البحر.. أي بحر هذا أتذكره الآن وأنا بين الذئاب.. إنها تستطيع الوقوف على قدماها كالبشر شعرت بأنني تتلذذ بتعذيبي تريدني أن أصرخ تريد مني أن أقول لها أرجوك اجعليني ميتا في الحال دون عذاب!!

يا الهي سأتحول لحفلة ها هو ذئب آخر ينضم للبقية، رغم أنه أقل هيبة من البقية في الحجم إلا أن مشيته المتعالية تدل على قوة كامنة ونظراته التي تبث السم في النفس، اقترب مني وراح ينفخ يكشر عن أنيابه الصفراء الملطخة بالدماء، لا أعلم كيف سجلت كل هذه الملاحظات الدقيقة عنه، إن يتحدث مع رفاقه أستطيع سماع ذلك لم تكن لغتهم خاصة بل استخدم اللغة التي أتحدث بها معكم بل يجيدها بطلاقة، ورغم هذا لم يكن كل الذئاب تتكلم كان هو المتحدث أما البقية فتنصت بخشوع!

- اسمعوا.. إنها فرصتكم لإثبات ولاءكم لي ولبقية الرفاق؟.. أعلم أنك نجحتم في قتل العديد منم، وبث الرعب في قلوبهم لكن هذا لا يكفي؟! هناك يقاوم أريدهم أمواتا أو تحويلهم لجنود لنا، لا يهم كيف تصلون إليهم..المهم عندي أن ننهي مقاومتهم..

- سيدي بعضهم يتسلح بإيمان قوي، وقلب من حديد!!
- اوووووووه اسكت يا أبله.. أريدكم أن تدمروهم شر تدمير فروقهم لا تجعلوهم يختبئون مع بعضهم البعض.. هكذا أفضل سنضمن استسلام الضعفاء منهم، أما النساء والأطفال فلن أخبركم ما انتم فاعلين بهم؟!
- أجل يا معلمي نحن تلاميذكم ولن نخذلك..
-الآن علينا مهاجمتهم، عليكم بالقرية ابحثوا جيدا عن أبي سليمان!! لطالما أردته واحد منا!!
-سيدي.. أ..أ..أ..
-تكلم ماذا بك؟! يا أحمق؟!
-سيدي إنه قوي لا يخشى من أحد ولا يختبأ رغم كبر سنه!!
-اعلم هذا إنه مؤمن قوي صلب، يعلم نقاط ضعفنا يا له من رجل مدهش!!
-سيدي.. هل تعرفه جيدا؟
-نعم يا غبي أعرفه جيدا..كنت اعمل معه في مكتبته الصغيرة، كنت بشرا مثله اعمل لديه، كان مثاليا لا يحب أن يجرح أحد أو يخطأ بحق أحد مما كان صغيرا أو كبيرا..أما أنا فكنت مترديا أحيانا، رآني ذات مرة أسرق من الدكان المجاور بعض الأطعمة عندما كان عمري صغيرا، لم يوبخني بالضرب مثل أبي، بل راح يملي علي النصائح المواعظ، أحينا أبكي لأن حديث كسوط يؤلمني، لكن رفاقي كانا يتحدياني كثيرا، حتى هربت معهم من المدرسة ذات مرة، وهنا تحولت إلى عدو له رغم محاولاته إصلاحي، كان ينصحني بإتباع القوانين واحترام الناس إلا أنني لم أطعه كنت أرى في سلوكا قوة يخشاها الكثيرين من حولي، لا أعرف لما هو طيب مع الناس لقد كانوا قساة معه، غالبا ما أردت أن أكون الأقوى صاحب النفوذ، كبرت أصبحت شابا واستطعت أن أكون الساعد الأيمن لأحد المتنفذين، علمني ذلك المتنفذ إنه لا شيء يعلو على القانون سوى القوة والمال، حتى طيبة القلب بالإمكان استغلالها لتحقيق المصالح الضيقة، كنا نحول كل شيء جميل إلى قبيح لا يتم كشفه إلا بعدما نكون قد اجهزنا على الخير الذي فيه، ولطالما حاول البعض كشف شبكات التخريب، كنا نسعى لملاحقته سواء نشتريه بأموالنا أو نغريه بمنصب أو بغيرها من الوسائل كل هذا حتى لا يكشف مخططنا الكبير...

-لا اعلم لماذا ثرثرت معكم أيها الحمقى.. هيا هيا اذهبوا وابحثوا عن بشر هنا أو هناك، ولمن يجد أبو سليمان سأكافئه خير مكافأ’؟

انصرفت الذئاب أما أنا فبقيت في مكاني لا أصدق ما سمعته وغير مصدق كيف أنهم لم يجعلوني وليمة لعشائهم!! حاولت البحث عن احد المختبئين، لكن دون جدوى القرية شبه خالية كأن وباءا حل بها، كانت هذه فرصتي بالهرب لكن لا اعلم إلى أين فانا هبطت من موقعي كحالم إلى احد أبناء القرية، حتى أنني غريب بينهم والمدينة طريقها ليس بالهين اجتيازه، رغم هذا سأحاول الوصول إلى أي مكان آمن.

بين صمتي وانطلاقة جملتي الأخرى بيني وبين نفسي، أسمع الذئاب تنهش بأبناء القرية التي صرت أنا أحد أبناءها شئت أم أبيت، وعويل الذئاب يصعب علي التفكير بأي شي، لا مخرج من الظالم الحالك، كل شيء أسود وفي أحسن الأحوال لون البنفسج أو الرمادي هكذا كانت الألوان، وفي تجوالي رأيت القرية وهي تعيش لحظاتها الأخيرة قبل أن تدفن، فالركام والجثث لا تدع لي مجالا للتفكير بأن هذه القرية ستعيش أكثر مما عاشت من لحظات رعب خاطفة.

لقد عادوا مجددا أبناء القرية وهذه المرة معم شيخ كبير ممسكا بكتاب ومصباح (سراي) وخلفه أبناء القرية، بعضهم يقرأ من كتب تكاد تكون موحدة، وكأنهم موكب من التلاميذ يقودهم معلم، كنت أسمع ترانيم وتمتمات لا أفهمها، لكنها كانت ذي لحن يأسر السمع، كأنهم يعزفون على آلالات موسيقية عذبة الصوت وصاخبة التأثير على العقل والقلب، النساء والرجال والأطفال جميعهم متسلحين بتلك الكتب، لم يحمل أحدهم أي سلاح حاد، إنهم مجانين هل سيقاتلون الذئاب بهذه الترانيم والكتب، أخشى أنها نزعة انتحار جماعي تملكتهم!!

وقف الشيخ الكبير يخاطب من حوله يقول..

-لا أعتقد بأن الخطابات ستفي بالغرض إن التاريخ سيسجل اليوم صفحة جديدة لقريتنا ومدينتا، فمن يقوى على المضي فليقف أما من يجد نفسه في هذه اللحظة عاجزا عن مواصلة الطريق، فلن نحزن عليه فطريقنا لا رجعة فيه إطلاقا ..أطفالي اعلم أنكم سمعتم عن أجدادكم كيف صبروا وتحملوا وبنوا هذه القرية الصغيرة حتى تحولت لنواة لمدينتنا العظيمة رغم صغر مساحتها، اعلم أحبائي أنكم درستم وعرفتم الكثير من القصص والمعارك، لكنكم اليوم أمام معركة ستكون حاسمة والفيصل بين ما كنا عليه وما سنكون عليه.. بناتي العزيزات الأمهات لقد حانت اللحظة بان نساهم في ولادة تاريخ مشرف لنا نحن، فالرجال وحدهم وأنا منهم سنعجز عن تحدي هذه اللحظة من دونكن، أما أبنائي الشباب والرجال فلا داعي بأن أقول إن هذه المعركة هي معركتكم الكبرى، فمتى ما عرفتم عدوكم جيدا ستعرفون كيف تهزمونه شر هزيمة، لا شك إنكم تتساءلون أين ذلك السلاح وأين تلك المعركة، بما أن العدو قد عرفناه، لكنكم في الحقيقة لا تعرفون من هو العدو الحقيقي الذي تواجهونه؟، لا تغركم الذئاب والوحوش الممسوخة فهذه الخيالات صنعناها بأنفسنا، واعتقدنا بأنها حقيقية نعم لا أنكر بأن الدماء حقيقية لكن والخراب الذي حل بنا حقيقي وواقع، إلا أن العدو الحقيقي هو الخوف من المواجهة، الخوف من إعلاء كلمة الحق، عدوكم تذكروه جيدا كيف خلق بينكم الضغينة والحقد حتى فقدتم الأمن ما عدتم كما كنتم صف واحد، تفرقتم وراء همومكم الخاصة ومصالحكم.. ألا تذكرون كيف نسيتم حقوقكم وواجباتكم وحين تذكرتم ذلك كنت قد بعتم أغلى ما تملكون..إنه الوطن نعم لقد باع الخونة منا هذا الغالي، وبقينا نحن لا نفرق بين الخطأ والصواب حتى ضاع الوطن، وحينما جاءت الذئاب تطالب بباقي الوطن وهو أنتم صرتم ضعفاء، فلم يبق منكم سوى قلة متمسكة ببعضها البعض، تصون حقوقها وحقوق غيرها، كنت وغيري نبشركم بالنصر على هذا الظلام، فسخر البعض منا ومن مبالغتنا بذلك الظلام.. اليوم يا فقط سنتوقف عن الكلام ونبدأ نترجم ما قرأتموه من تاريخ وعبر، ونمسك بما ضحى من أجله الأجداد والآباء، لهذا دعونا نتحرك لنهاجمهم هذه فرصتنا وأبقوا جنبا إلى جنب لا فرق بين صغير أو كبير غني أو فقير حان وقت التلاحم، هيا أين الشباب كونوا في طليعتنا أنتم ثروتنا الحقيقية انطلقوا.

وبعد هذه الخطبة الحماسية التفت الجميع إلى بعضه البعض، كان الجميع يبكي الكبار قبل الصغار، حتى عاود الشيخ قائلا..

- لا اعتقد الدموع ستفي بعودة الوطن، دعوا الدموع تنهال فرحا بانتصارنا.

تقدم احد الرجال وقال..

أنا سأتحرك اتبعوني يا شباب أستطيع أن أدلكم على مكان تجمع الوحوش نستطيع مهاجمتهم..

لم يترك هذا الرد التفكير لأحد سوى الشيخ الذي أراد أن يقسم الناس إلى مجموعات كبيرة تتوزع على أطراف المدينة، بل يقوم بعض الرجال بمهمة حماية النساء والأطفال والشيوخ بينما يخرج البقية مقاتلا، وعاود ذلك الرجل بتأكيد نجاح خطته في مهاجمة كل الحاضرين للوحوش حيث يتجمعون، دار خلاف بسيط بين هذا الرجل المدعو أبو خالد وبين الشيخ الحكيم أبو سليمان، لم يحاول الأخير التمادي أكثر في الخلاف حتى لا يتشتت الناس وتهبط عزائمهم، وفضل الصمت، اتجهت الغالبية لوجهة أبو خالد فهو معروف مكانته الاجتماعية وكثيرا ما كان يقود العديد من المشاريع وله نفوذه في اتخاذ القرار، هذه الأسباب وغيرها دغدغت مشاعر بعض الناس، فراح يهتف باسم أبوخالد "يحيا أبوخالد ونعم الرجال" هكذا تحركت الجموع خلف أبوخالد، بينما ظلت البقية تقف بانتظار ما سيفعل الحكيم أبو سليمان.


أما أنا فكنت حائرا لا أعلم مع من سأكون، ولكني في الحقيقة أستطيع مشاهدة الفريقان، لهذا فكرت في البحث عما سيفعله أبو سليمان ورجاله، قام أبو سليمان بتسليمهم السلاح الذي كان مخزنا بكميات كبيرة لديه، وقال لهم إنه يطمح بأن تكون هذه المعركة المرتقبة هي الفاصلة لهذه المدينة وشبابها، تحرك الجميع مجددا بقيادة أبو سليمان الذي أشار إلى طريق مختصر يوصلهم للوحوش، في الحقيقة كنت خائفا من ملاحقتهم بهذه السرعة التي رأيتها، ولكن في ذات الوقت أعتقد بأن الحماس سيكفي للقضاء على هذه المحنة.


في طريقهم إلى الوحوش كان الجميع يهتف باسم أبو سليمان، لا اعلم كيف سحرهم ومع هذا كان الطريق المختصر مكشوفا، ولا اعلم إن كانت الوحوش سترانا ومع هذا حل الليل، لحظة أي ليل سيحل وأنا أعيش الليل منذ بداية الحلم، ومع تقدمهم أشار أحد الشباب لضرورة اخذ الراحة، خصوصا وأن أبي سليمان أكد لهم إن الراحة لازمة وضرورية للتفكير بخطة الهجوم، وفعلا أمتثل الجميع لهذه النصيحة، راح الجميع يبحث عن مكان للراحة أما أبو سليمان فظل ينتظر أن يرتاح الجميع ليحدثهم..

-يا شباب الحقيقة إنكم مفخرة لهذه المدينة التعيسة، انظروا ما حل بنا أتعلمون لو كنتم معي لأصطلح حال المدينة، انظروا كيف خطب فيكم أبو سليمان واعتبركم أنتم وراء هذا الوضع البائس، إنه لا يجهد نفسه في العمل سوى التنظير والنقد، أما انتم فلستم بحاجة للنقد عليكم ترجمة الأقوال إلى أفعال وأنا واثق من نجاحكم لا محالة، لهذا علينا الاستعداد وأخذ قصد من الراحة، سأسعى لتوفير الطعام والشراب لكم قبل المواجهة استريحوا الآن.

تأثر الشباب بما قاله أبو خالد حتى أنا اعتبرته يوكل مهمة الدفاع عن المدينة علينا أو قصدي على الشباب، لم يعد زمن الأجيال السابقة نعم بالفعل هذا ما أتلمسه من همسات الشباب الذي بدأ يستعد، لا اعلم أين اختفى أبو سليمان لكن اعتقد بأن رائحة الطعام قادمة، كم هي شهية أطعمة مختلف ألوانها ومذاقها، الجميع راح يأكل ما يشتهي فلا داعي لمعرفة من سيدفع فاتورة هذه الوليمة السلطانية.

خرجت من هذه الوليمة دونما أأكل شيئا، وتوجهت للبحث عن أبي سليمان الذي جلس تحت حائط يقص على الأطفال ما يملكه في ذاكرت من قصص رائعة، بينما كان الرجال والنساء يلتفون حوله، كان يحذر ألا نعتمد على الغرب في شيء علينا الاعتماد على النفس والاعتزاز بذلك ومهما صغر أو كبر حجم العمل فالمهم قيمته، كانت هذه الكلمات كافية بالتبشير بأجيال استوعبت أخطاء من جاء قبلها، كنت أجلس واستمع إلى حكايات الشيخ على الرغم من عدم وصول كل ما يقوله لأذني بل أكد أشعر بالبرد وأنام احلم بهذا الحلم، وحينما التفت للوراء أرى هؤلاء الشباب الذين اقتنعوا بما قاله لهم أبوخالد.


كنت جالسا مع الشباب أسمعهم يحلمون بمعركة قوية انتصروا بها على الوحوش دون خسارة واحد منهم أو سيلان قطرة دم واحدة، وبينما هم وأنا نجلس هجمت علينا الوحوش من كل صوب وحدب، راحت تنهش أجسادهم حتى أن عظام أجسادهم أسمع كيف تطحنها أنياب الوحوش، لم يتبق أحد فإما اختارهم الموت أو أصبحوا وحوشا أشرس من الوحوش نفسها، على تلك التلة وقف الوحش القائد يضحك لكني لا أستطيع أن أراه، وحينما اتضحت ملامحه ظهر أبو خالد!!

كنت أحاول الجري بين أحراش تلك الغابة الخيالية أريد إبلاغ أبو سليمان ومن معه، وحينما وصلت لمكان تجمعهم لم أجد أحدا كان المكان مهجورا تماما وأعتقد بأنهم اختبئوا بعيدا حتى يكبر الأولاد ويخرج منهم شباب يستطيع مواجهة الوحوش يوما ما ويكشفون عن أبوخالد الذي اختبأ معهم هو الآخر!!

استيقظت من النوم أردت العودة للحلم والعيش فيه لأعرف ما جرى بعد ذلك، لكن جرس المنبه رفض ذلك وشن حربا مدمرة وقضى على أي فرصة لاسترجاع هذا الحلم!!

16 فبراير 2009

بورمية مطرب شعبي!!



خرج من جديد النائب د.ضيف الله بورميه وفي ظل الأوضاع الاقتصادية الموجعة للشركات والدول ليطالب مجددا ويطربنا بأسطوانته المشروخة ألا وهي اسقاط القروض، وللأسف أن هناك من يصدق بأن بورمية قادر على ذلك أو حتى فاهم ماذا يعني بإسقاط القروض!!

إن دغدغة مشاعر المواطنين الذين حتما يعيش بعضهم على "التسلف" والديون والقروض وربما "السرقة والإختلاس" تجعلهم يناشدون بورمية ومن يؤيد طرحه بأن يغني لهم أغنية اسقاط القروض، فهي على ما يبدو وكما يعلم د.بورمية تخدير موضعي أقرب للأفيون، خاصة وأن مسألة إسقاط القروض لن تتم حتى لو وصل سعر برميل النفط إلى 100 دولار، وهو يعلم هذه الحقيقة.

إنني مثل غيري لدي قرض وأقوم بتسديده إضافة إلى أني أدفع قيمة إيجار شقة، ولكن هذا لا يعني إني أريد من بلد يعاني من أزمة إقتصادية أن ينهي مشكلتي ليخلق للجيل القادم جيل بنتي ومن بعدها مشكلة أكبر، فالقضية ليست في إنهاء الديون المتراكمة، بل المشكلة في العادة السيئة التي يمارسها البعض خصوصا وأن شعبنا شعب "الرزة والفخفخة" فالقروض معظمها استهلاكية وراحت على الرحلات السياحية والسيارات الفاخرة وإعادة تأثيث البيت من أغلى الأنواع بينما المسكين المواطن العفيف بانتظار دينار في جيبه "يترس فيه بانزين" سيارته!!

المشكلة التي يجب أن تعالج هي ارتفاع الأسعار والغلاء الفاحش وليس اسقاط القروض، بل ويتم إعادة النظر في الرواتب وأسعار الخدمات والكوادر، ومن ثم ستكون قضية اسقاط القروض منتهية.

ع الطاير..

خبر محزن إحالة ناشر جريدة الآن الالكترونية زايد الزيد للنيابة العامة على مخالفته قانون المطبوعات بعد انتقاده لدور مؤسسات المجتمع المدني في الاهتمام بالقضايا العامة في الساحة.

خبر محزن آخر وهو ما نقلته جريدة الجريدة عن تدخل نيابي لعدم كشف تحقيق حول مكافآت وزارة الإعلام للعاملين في انتخابات 2008!!

اتمنى الكشف عن أسماء هالنواب اللي باعوا ضميرهم عشان جم دينار!!












ترقبوا


قصة المدينة..حلم حقيقي حلمت فيه قبل سنة مخيف جدا ويحتاج تفسير وليس تسفير!!

13 فبراير 2009

كويتي في فيلم هندي!!



تخرج ميري من منزلها مخدوميها بعدما تأكدت أن الجميع غطت في النوم، تبحث عن راجو "حبيب القلب" وعلى جانب الطريق كان كومار يتربص بهما فهو يعشق ميري "حب من طرف واحد" وما أن وصلت ميري حتى أمسكت بيد راجو ووضعت بيده رسالة غرام أخرى مثل غيرها من الرسائل التي سلمتها له، وفي ذلك اللقاء الحار في راس العاير تقطع أحد سيارات الفريج المارة بالشارع ذلك اللقاء الرومانسي ليتفرق كل منهما في طريقه حتى لا تنفضح تلك القصة وتصير "علكة في حلوق الناس"!!

وبعد أن يسود الهدوء الشارع يقتنص كومار الفرصة ليخطف الرسالة التي سقطت سهوا من "وزار" كومار ليأخذها ويسهر معها محاولا بشتى الطرق أن يعتبرها تذكارا من حبيبته التي "ما عطته ويه" وفي صباح اليوم التالي وأثناء غسيل ميري لسيارة المعزب وولده وبنته وزوجته بعدما جهزت الريوق للجميع ونظفت الحوش والصالة والديوانية التي تركها روادها وكأنهم استضافوا مصارعة الثيران فيها من كثرة الفوضى، وتأكدت بأن دفتر الكوت بوستة عاد لمكانه حتى لا يصرخ عليها المعزب كعادته حينما يفقد هذا الدفتر الغالي على قلبه خصوصا وأنها كثيرا ما كانت تنضم لفريق المعزب اللي ناقص واحد وتحمل الجلاليب على أذونها!!، وبعد كل هذا تقف تغسل السيارة وتعتصر الكودري الذي يسيل منه الماء الذي يهدر بدون هوادة فمال عمك ما يهمك وبعدين يقولون فاتورة الماي وايد هالشهر وتعالي يالحكومة طيحي الديون او قسطيها!!

تبحث عن راجو الذي عودها بأن يخرج من بيت معزه الأقشر "الأقشر أي الغضبان" ليجمع له الصحف رغم أن لا أحد يقرأ الصحف وتستخدم إلا لجلب الخبز الإيراني أو افتراشها للغداء، مع هذا كله تبقى نظرة ميري وراجو في كل صباح هي الاتصال غير المرئي الذي يغذي كل منهم قلبه.

ولأن كومار لابد أن يلعب دور العاشق الشرير فعليه أن "يقحص" ليقطع حوار العيون وهو ينطلق مع عيال معزبه اللي عمره ما مر البيت لأنه من ربع تايلند، عموما كومار هو السائق المميز الذي يعتبر تاكسي شلة السواق بالفريج، حتى أن المرقاب يتم تلقيبه بجون ترافولتا المرقاب نظرا لقذلته المميزة المدهونة وبجاكيته الجلد الذي كسبه من لعبة قمار قام بتدبيرها بعد صلاة الجمعة!!

مضت الأيام حتى راح راجو يفتقد طلة غزال الفريج "ميري" فهي طريحة الفراش بسبب عين حارة من المعزبة التي رأتها تكرف في البيت بدون كلل أو ملل ليندثر البيت وتفوح ريحته ويموت العيال من الجوع، مما دفع المعزبة لأول مرة بأن تدخل البيت خصوصا بعدما طلبت من ميري وهي في سريرها أن ترشدها لمكان المطبخ!! وبطبيعة الحال لم تفلح محاولتها لإعداد حتى لو بيض عيون أو توست مع جبن وخيار لأنها خافت أن تتلف البديكير والمنكير الذي كلفها مبلغا استعدادا لعرس بنت خالة ريل حماة أخوها!!

ولأن كومار "الشرير" واصل استطاع أن يتوصل لرقم هاتف نقال ميري، "لحظة ميري من وين لها تلفون نقال" ليس هذا المهم لأنه على ما يبدو تقليعة الألفية الجديدة، ما يهم أن كومار شلع جم وردة من حديقة بيت بوشيخة المتقاعد وقدمها مع شريط أغاني هندية حفظه عن ظهر قلب ولد معزبه الجعدة وهو في طريقه من وإلى الحضانة!! إلا أن ميري لم ترضخ لكل هذا الود من كومار ونهرته لأنها جاءت للكويت من أجل العمل وليس للخرابيط اللي في بال كومار!!

ومن تلك اللحظة راح كومار يدفن كل بذرة حب وود لميري ويثبت بقلبه عقارب سامة، "الحين بدا الفليم" ما علينا راح كومار يربط عصاعص "شخباري الحين احنا بزمن الانترنت لازم اقول يزلغ وايرات"!! كلم معزته أثناء توجهها للمطار كعادتها فهي مشغولة وماعندها وقت تريد تجهيز بنت خالة صديقة عمتها اللي ما تحبها، وقال لها أن السواق في الفريج مو عاجبهم سوالف راجو اللي ما خلا خدامة "مع اني ما احب اقول خدامة" المهم زعم كومار ان راجوا فالنتيو الفريج وعيونه زايغة حتى أنه يقال بأنه مروج لأفلام هندية ومجلات وغيرها من اللي يخطر في بالكم..وين راح بالكم حده كريمات شعر ومكاتيب وأشرطة هندية!!

لم تعر المعزبة من كلامه شيء سوى قصة أن ميري ابتسمت مرة لزوجها الدايخ لتطلب من كومار العودة للمنزل وإخبار العم بضرورة الرجوع للبيت لأنه غايب اسبوعين ولايث في الشاليه، اما ميري فقد استعادت عافيتها وأعادت البيت إلى رونقه وجماله، خصوصا وأن هذا الاسبوع يصادف عيد ميلاد حمودي "الدعله" الذي لطالما يتسلم 100 دينار من أمه ومثلهم مرتين من والده بحجة أنه يريد التسجيل في نادي صحي وعمره 10 سنوات!!

في تلك المناسبة السعيدة تمكنت ميري من رؤية حبيب القلب راجو الذي كان يحمل على ظهره أغراض البيت من بعد مشوار الجمعية، المهم من هذا كله لم تنسى معزبة راجوا ان ترسل هدية كبيرة مع ولدها يحملها راجو لبيت معزب ميري ولأن راجو "ذرب زيادة عن اللزوم" دخل بيت ميري مرتبكا وأدخل الهدية وأثناء خروجه اصطدم بالنخلة مما تسبب له بألم شديد اضطرت ميري لإدخال راجو للديوانية لمعالجته "ياعيني على الحب" وفي هذه اللحظة البريئة كبس عليهم ولد المعزب اللي كان يشوف فيلم "..." في الديوانية لتصبح الفضيحة "اأم جلاجل" وليطمر كومار للمعزب ويقول انه شاهد ميري "تقبل" راجو في ديوانية بيت ميري وهو لابس الوزار، لتتتفشى الدعاية المغرضة وتكبر كرة الثلج ويتقبل الفريج هذه الكذبة كحقيقة لا تغطيها الشمس!!

اكيد بتقولون شن صار بعدين أكيد ميري سفروها وراجو قطوه بسجن الابعاد!!
















لأن الكثيرات من ربات البيوت يرفعون شعار "مانستغني" ولأن يهالنا مؤمنين عن ظهر قلب شعار "ميري بصراحة وجودج راحة" ولأن فكرة تسفير الخدم يعني خراب بيوت بات كل شيء في مكانه وطلب معزب راجو ايد ميري خاتون ليتم الزفاف والمهر ستيريو وتلفون نقال غير اللي عندها وسهرة حلوة في مطعم هندي كهدية من معزبة ميري، والمفاجأة ان كومار من الحرة انحاش من الفريج وتم القبض عليه في شبكة دعارة لكنه هرب من الكبسة ومحاولا اللحاق بزقة العروسين وهما في طريقهما للمطعم ليستغل سيارة شاب كويتي "دايخ" ترك سيارته مفتوحة وقام بسرقتها وانطلق خلف المسيرة ليشرع في دهس عتوي في طريقه، إلى أن وصل لهدفه وقبل ان يصطدم براجو تذكر أن ميري هي التي "باعته برخيص" فقرر التوجه لميري التي كانت "زقرت" فصدمها وطارت 50 متر في الجو وسقطت في حضن راجو الذي طار في الهواء وهو يغني ويبكي في نفس الوقت لتسط في حضنه وقبل ان تطلق كلماتها الأخيرة قالت له بأنها ليست بحزينة على موتها وفراقها راجو لأنها سترحل وتترك في قلبه حقيقة واحدة بأنها احبته منذ أول يوم رأته وهو قادم من المطار "بقراطيسه" لا يعرف الفرق بين المجبوس والكتكات فهي تحبه حتما ولاتريد منه سوى ان يظل يحبها حتى يموت ويدفن بجانبها، في ظل هذه الأجواء الحزينة تمطر السماء ويخرج للشارع من يسكن فيه من العزوبية وبيوت الناس ليرقصوا ذات الرقصة مرتدين ذات الملابس كما هي الأفلام الهندية التي رغم علمنا "بالكلك اللي فيها " إلا أنها تغذي مشاعرنا دائما لأن مشاعر الحب لا افتراء فيها.

انتهى الفيلم اللي صورته لكم واهديه لكل من يعشق امرأة ويعتقد بأن عيد الحب هي المناسبة المهمة ليهديها شيئا، صحيح انا ما اعترف فيه لكن هذا مايعني اني في هاليوم لازم اكره الناس واكره شيء اسمه حب وعشق، ونصيحة احتفلوا بعيد حبكم الخاص سواء عيد زواجكم او عيد لقاءكم الأول او حتى عيد اول يوم قلت لها او قلتي له كلمة حب صادقة.


المحب والعاشق لزوجته

بدر بن غيث

12 فبراير 2009

ابتلشنا بالعقد!!


سيد هادي علوي
يوسف خضير علي
عامر فرج العنزي
جاسم محمد علي
مبارك علي صفر
ابراهيم علي صفر
عبدالله عبدالنبي مندني
خليل خيرالله البلوشي
خالد احمد الكندري
حسين علي رضا
محمد عثمان الشايع
بدر ناصر العيدان






















هل تذكرك هذه الأسماء بأمر ما؟!

































ما عليه..انسى الموضوع واقرأ معي هذا المقال عن العقد!!






























"هذيل شيعة يكرهونا وهذيل سنة يكفرونا وهذيل بدو دمرونا وهذيل حضر ما يبونا.."وغيرها من الأقاويل التي يرددها الناس سرا وعلانية، حتى لم يعد أحد يثق بأحد وتمزق الشعب بعدما كانت الفرصة التاريخية سانحة لتماسكه خصوصا خلال الغزو العراقي الغاشم، إلا أننا كعادتنا تفوتنا الفرص ونتحسر عليها بعد أن تسقط "الفاس بالراس" ولا عجب أن يسقط الفاس ونحن مقتنعين بنظرية المؤامرة على وحدة هذا الشعب المختار!!، وعندما نناقش الأمر بحيادية وجدية نجد المتحاورين يتراجعون قليلا ويبدأوا في الهروب لمواضيع أخرى غير مترابطة فقط لأن حالة الفوضى بالنسبة هي أفضل مناخ ليقتاتوا منه ويتعايشوا!!

إبحث عن أي شخصين في الكويت مختلفين المذهب أو الانتماء العائلي أو السياسي، ودعهم يتحاورون في قضية ما ولتكن عن استجواب سمو رئيس مجلس الوزراء "على سبيل المثال" ستجد ان الموضوع سينتقل حتما وينحدر او يتصاعد بعيدا عن القضية الأساسية وربما يصل الأمر لتبادل الإتهامات وبعدها إما يتحول ذلك الحوار إلى معركة أو قضية بحد ذاتها يعيش على غبارها الغير، وهكذا يزداد تباعدنا أكثر ولا شيء يجمعنا سوى أن الجميع يحمل جواز سفر أزرق ومفروض عليه أن يعيش مع الآخر في هذا البلد الصغير حجما وسكانا لكنه مليء بالعقد الاجتماعية والسياسية والتاريخية التي تحتاج لمساحة روسيا لفرشها وترقيعها بالخيط والإبرة!!

برأيي الشخصي أننا أخطأنا بحق تشبيه حياتنا كمجتمع بالغابة، ففي الغابة على الأقل ورغم أن القانون الوحيد هو القوي يأكل الضعيف إلا أنهم يحترمون اختلافاتهم فالحمير مثلا لا يضطهدون القرود لأنهم قرود والعصافير لا تستنكر بأنها تتشارك مع الزرافة الأشجار، أما نحن فنظن بأننا الأفضل إذا ما خرج أحد وقال بأن مجتعمنا لم يعد محافظا على تقاليده وأعرافه وغيرها من الجمل "المليقة" التي لا أصل لها بل هي مزيفة وإدعاء باطل، فالبدو لديهم ما يميزهم والحضر كذلك وللشيعة ممارساتهم الخاصة كما للسنة، أي أن الجميع لديه ما يميزه وليس ما يتمايز فيه عن الآخر، وهذا القوس قزح هو أساس تكوين الكويت التي هي عبارة عن بلد مهجر لأكثر من بلد وموقع جغرافي مجاور، لكننا دائما ما ننسى ذلك مع الأسف!!

حتى في القضايا الموضوعية مثل الاستجوابات والانتخابات نخضع آرائنا شئنا أم أبينا للعاطفة لا العقل، فالشيعي يخشى أن يضيع حقه في زيادة عدد الحسينيات مما يدفعه للتصويت للشيعي، بينما ذلك السني يخشى أن يزداد عدد مقاعد الشيعة فيصوت ويلزم من يستطيع التأثير فيهم بنظريته السخيفة، اما البدوي فقد احترم قرار قبيلته لأنها وطنه الذي يحميه كما يعتقد خاصة وأن الحضر لا يعتبرونه مواطنا بل دخيلا عليهم مما يجعلهم لا يسمحوا بمرشح بدوي معهم في قوائمهم الانتخابية.

ومن عقدنا الماصخة هي عدم اقتناع "الريال" بأن النساء بنات الوطن لديهن القدرة على القيادة والعمل والمشاركة، فتراه قبل منح المرأة حقوقها السياسية كان ضدها لكن بعد إقرارها راح يملي عليها لمن تصوت، هذا التناقض المضحك يجعلني دائما ما أرجع لإحصائية السكان في الكويت التي تشير للتفوق العددي للنساء على الرجال، وهذا بطبيعة الحال يفسر وصول النساء للعديد من الوظائف، حتى حفل تخرج الجامعات والمعاهد تشير إلى أن النساء يتفوقن بالعدد وهذا دليل بسيط على أن من حقهن الوصول إلى ما يريدون الوصول إليه، والعقد كثيرة منها خشية "أقطاب الأسرة" على مصيرهم في حال نجاح فكرة إقرار الأحزاب.

إن الأصل في حل كل مشكلة أن نقبل ونعترف بوجودها، فالأغاني الوطنية والصور الذهنية عن الماضي لا تكفي لإعادة نسج المجتمع، والتباهي بأننا أفضل حالا من غيرنا لا يعني أننا منزهين وبأننا دولة أفلاطون الفاضلة، في الحقيقة مشكلتنا من وجهة نظري تتعلق في خلل واضح بتطبيق مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص، هذه هي مشكلتنا التي خلقتها الواسطة والمحسوبية.




هل تعرف هذا البيت؟

الأسماء التي قرأتها في أول الموضوع رغم اخلتافهم المذهبي والعائلي عاشوا في ذلك البيت ولم يخرجوا إلا شهداء ضحوا بدمهم من أجل الكويت..إضافة إلى غيرهم من أبطال مجموعة المسيلة..أو ما يعرف بمعركة بيت القرين..

11 فبراير 2009

عندكم ندوة؟ اتصل على 777!!




منذ أن تراجعت الحكومة في العام الماضي عن فكرة إعادة طرح قانون التجمعات سيء الذكر، والذي اعتبر واحدا من أسوء القوانين التي طبقت خلال فترة حل مجلس الأمة 1986، وحتى يومنا هذا كنت أتساءل هل الحكومة فعلا لن تمارس أي نوع من الضغط على تجمع ما مهما يكن لتمنعهم من التجمع والتعبير عن رأيهم؟

في الحقيقة كنت أعتقد بأن وزارة الداخلية ستحترم رغبة المواطنين في التعبير عن رأيهم أينما كانو فيما عدا طبعا من يخل بالآداب العام، ولكن ما حصل في ندوة "الاستجواب" التي نظمها الاتحاد العام لطلبة الهيئة العام للتعليم التطبيقي والتدريب، وحسبما ورد في خبر جريدة الآن الالكترونية بأن عناصر الأمن اقتحمت الحرم التطبيقي وباشرت في مراقبة الندوة وقامت بتسجيل من حضر الندوة، يشكل خرقا لواحدة من المحرمات التي يعرفها الجاهل قبل المتعلم، فالحرم الأكاديمي لا يسمح بدخول عناصر الأمن من الشرة وغيرهم إلا إذا استدعى الأمر ذلك وبموافقة من رئيس هذا الحرم، لكن ما حصل في تلك الندونة دل على أن هناك مسؤولين يعتقدون بأنهم يعيشون فترة أيام ديوانيات الأثنين وبأن أوامرهم ستكفي بتخويف الناس وتعيد هيبة البلد!!

أتمنى أن تستنكر وزارة الداخلية ما جرى وتحقق في الواقعة، وتعتذر فما أعرفه أن وزير الداخلية ورجال الداخلية هم الأكثر حرصا على النظام والأمن، ويدركون بأن حرية التعبير لدى المواطن الكويتي تعد أمرا بالغ الأهمية مثله مثل الهواء والماء والطعام لا يمكن التخلي عنه، وبغض النظر عما قيل في الندوة ومتحدثوها فأن ما جرى بتصوري إذا تم السكوت عليه فسيكون بداية لسلسلة من الانتهاكات التي ستنال واحدة من أهم حقوق الإنسان وهي حرية التعبير عن الرأي مما يعني وجع يضاف للأوجاع التي يعانيها الإنسان في الكويت!!

معلومة: إن من أهم أسباب اندلاع الثورة الأمريكية عام 1776م هي تعدي جيش الاستعمار البريطاني على حق سكان المستعمرات في التعبير عن رأيهم في استصدار صحفهم آنذاك!!

سبق وأن تطرقت لحملة "ربع تعاونو ما ذلوا" التي أطلقتها الجمعية الكويتية للدفاع عن المال العام، والتي تفاعل معها عدد من المدونين الذين أقدم لهم بإسمي وبإسم الجمعية كل شكر وتقدير في مساهمتهم حتى عن استفساراتهم حول الجمعية وأهدافها وما تريد أن تقوم به على الساحة، لهذا هي فرصة أعلنها لكافة قراء المدونة والمدونين خاصة أنه تمت دعوة رئيس مجلس إدارة الجمعية الكويتية للدفاع عن المال العام للقاء مع المدونين يتم فيه طرح كافة تساؤلاتهم من دون حرج.

بالمناسبة قامت الجمعية الكويتية للدفاع عن المال العام بتقديم بلاغ للنائب العام حول تجاوزات مالية في مؤسسة البترول الكويتية، وهي من التحركات الجادة في إطار الدفاع عن المال العام.

10 فبراير 2009

حواجب بوخرشد ولا خدود حليمة!!




منذ أن ظهر على شاشة التلفزيون وانا انتظر انطلاقة برنامجه الذي يحمل اسم تقليدي جدا في قناة يعتبرهاالعديد من الناس بأنها قناة فاشلة!!، رغم ذلك فضلت ألا أحكم على الشكل او ما يقال عن هذا البرنامج وانتظر أن اعرف طرح هذا المذيع وكيف سيواجه الجمهور الذي مل من كثرة برامج التحلطم التي لم تغير من الواقع بل زادته مأساوية وتاجرت بهموم الناس ولا داعي لذكر الأمثلة فالقارئ يعرفها أكثر مني.

صحيح هو ظهوره الأول امام التلفزيون، صحيح لم يدرس الإعلام مثلما تعلمت حليمة بلوند على يد أستاذة الإعلام، وتدرجت من تلفزيون الكويت إلى أن وصلت للعالم العربي في روتانا، صحيح ما يطرحه ليس بجديد من مواضيع، لكنه عرف كيف يكسب المشاهدين بأسلوبه الساخر دون تكلف نعم انه ممثل ناجح يعرف كيف يوظف صوته وتعابير وجهه الضخم ليثير الغبار الذي خيم على شاشة القناة التي يظهر من خلالها.

انه بوخرشد الذي سرق انتباهي بأسلوبه واعتبره بأنه المذيع رقم 1 في الكويت بعد محمد السنعوسي، ربما إمكانيات فلاش ليست بالممتازة لكنها فعلا كسب مذيع ووجه إعلامي جعلتني أتمتع بقدرة المذيع "الوجه الجديد" بوخرشد الذي يختار مواضيع عالقة جامدة حولها لوجبات تهضم، ربما الاتصالات في معظمها تأخذ الموضوع من باب الضحك والفكاهة لكن في تصوري هذا على الأقل جعل المتلقي يحاول التفكير في تساؤلاته بوخرشد.

أتمنى ان يطور بوخرشد نفسه وأن يعي أن الوقوف امام الجمهور دون تكلف أمر ليس بالهين، وبضرورة الاستمرارية والتجديد للمشاهد وبنفس القوة من دون أن "يضيف أسنانا مبيضة" أو يتفخ له خد لأنه متفوخ وخالص، ما يجب أن نعرفه أن العالم سأم من التقليد الأعمى ولابد من البحث عن أسلوب جديد نعيد فيه البسة والامل للناس ونواجههم بقضاياهم العالقة، مثلما انا وغيري اخترنا الكاريكاتير لنقدم القضايا بأسلوب ناقد وساخر هذا ان كنت ساخر اصلا، ولكن من حق بوخرشد ان يتحرك فهو امتلك الشجاعة والقدرة ما افتقدناها في العديد من الوجوه الإعلامية التي "لوعت جبدي" من كثرة الترزز بالمجلات وهي اي تلك المذيعة او ذاك المذيع ظهر في برنامج عادي جدا فقط لأن شكله يصلح لدعاية معجون أسنان!!

بوخرشد تحية مني وهذه الرسمة الكاريكاتيرية ليست "تطنز" ولكنها أقل هدية لأنك رسمت ابتسامة عريضة على أسرتي الصغيرة، أدين لك بالضحك لدقائق كان قبلها ساعات وأيام نسيت فيها الضحكة.

08 فبراير 2009

كويتي عاش سنة 467 ميلادي!!




شرعت في قراءة كتاب "وقائع ووثائق دواوين الاثنين " للكاتب يوسف المباركي الذي استطاع أن يوثق هذه الفترة الحرجة من تاريخ الكويت السياسي، ورغم عدم انتهائي من قراءة الكتاب حتى لحظة كتابة هذا الموضوع إلا أنني فعلا أشعر برغبتي في الانغماس بين حروف الكتاب والتسلل عبر الصفحات لأجلس لو من بعيد لمشاهدة ما جرى في تلك الأيام الخالدة في الذاكرة.

لن أمتدح الكتاب فعنوانه وموضوعه دليل على حاجة كل كويتي لقراءته خصوصا من لم يعش تلك الأيام، لأنها باختصار أي تلك الأيام "ربما" حسبما يتكرر على لسان من أعرفهم بأنها ربما تعود وبطريقة أكثر بشاعة من حل غير دستوري بل ربما تصل لمرحلة تغيير شامل للنظام وندخل في النفق المظلم دون أي فرصة للعودة من جديد لما كنا عليه!!

لست متشائما بطبعي وإن كان هناك فعلا من يدفع البلد للحل غير الدستوري، فهذا لا يعني ان واقع وقدرة النظام هذه الأيام بنفس قدرة وكفاءة وظروف تلك الأيام، فاليوم نملك من التجربة والوعي لمواجهة أي حل غير دستوري والتاريخ أثبت بأن الحياة من غير دستور يعني اننا نعيش بلا وطن، وللأسف أن البعض لا يدرك أبعاد الحل غير الدستوري وماذا يعني ذلك.

ومع هذا فإنني أقف وبشدة مع كل من يريد فعلا إصلاح الأوضاع المقلوبة التي تعيشها الكويت، والأمر لا يقتصر فقط على استجواب سمو رئيس مجلس الوزراء فهذا حق دستوري لا نناقش في دستورية من عدمه ولا حتى نناقش توقيته فالدستور لم يحدد متى على النائب تقديم الاستجواب، وإن كانت الاستجوابات المقدمة او التي ستقدم على أساس احراز النقاط، إلا أن الدعوة للوقوف ضد هذه الاستجوابات فقط لأنها جاءت من أطراف نكرههم هي دعوة قاصرة.

المشكلة ان موضوع الاستجواب نعتبره ام الكوارث بينما هي مساءلة سياسية، صحيح انها الارقى حسب الدستور لكن لما لا يصعد سمو رئيس مجلس الوزراء ويكشفهم، ما اعرفه ان النواب كانوا متناقضين حينما لوح أحمد المليفي باستجواب رئيس الحكومة واليوم راحوا يتخبطون في مواقفهم، باتت المصالح حاضرة ومكشوفة تدفعني على إعلاني وبصراحة ان مجلس 2008 جاء من شعب دايخ، شعب اغوته أغنية اسقاط القروض وزيادة الرواتب ووقف إزالة الديوانيات وإصلاح الرياضة وغيرها من القضايا التي دلدغت مشاعر النسبة الكبرى من الناخبين والناخبات مع كل أسف!!

لماذا سقطت روما ولماذا سقطت أثينا، فكلا العاصمتين اعتبرتا عواصم سياسية مستقرة على مر التاريخ لكن حينما استشرى الفساد سقطت روما امام القبائل الجرمانية التي عاثت فسادا وهدمت الامبراطورية الرومانية.

اما اثينا فسطقت هي الاخرى لكنها سقطت من الداخل لأن قوى الفساد عرفت كيف تخترق النظام السياسي وتهدم أهم مافيه مما دفع بعض نواب المجلس في اثينا يعتبرون المقعد النيابي سلعة تباع وأن اياديهم بالإمكان أن ترفع للتصويت على قضايا من أجل المال وليس للصالح العام، هذا بالضبط ما تكشفه الصحف والأحاديث الاعلامية عن مجلس أمتنا!!

لسنا بروما لنتعرض لغزو خارجي ولكننا للأسف أثينا وبات الوضع لازما ان تخرج فئة وتجاهر بتكفيرها للديموقراطية وبأنها هي من أساءت لكل كويتي مع ان الديموقراطية بريئة كما كان الذئب بريء من دم يوسف عليه السلام.

لست من هواة كتابة المقالات السياسية ولن اكتب اي مقال بهذا الاسلوب، لأنني أعرف بأن الحديث العقلاني لمكان له والبعض راح يفضل الصراخ، لهذا سأقدم خلال الفترة المقبلة عددا من الرسومات الكاريكاتيرية التي أقدمها لمتابعي المدونة لعلي أنجح في التعبير عن رأيي بدلا من تسطير مقالات بالطبع قرأتم مثلها الكثير.




معلومة : سقطت روما عاصمة الامبراطورية الرومانية عام 467 ميلادي واعتبر سقوطها بداية فترة العصور الوسطى في تاريخ أوروبا!!

06 فبراير 2009

أهلا بكم في نادي الحمير!!



من أيام طفولتنا البريئة أيام جرانديزر وحتى أيام شبابنا اللي ضاع هدر، هناك العديد من الأمور اللي استوقفتني وخلتني افكر فيها مرات وايدة ومن هذه الأمور الظلم اللي واقع على الحمار!

نعم الحمار أعزكم الله ذلك الحيوان اللي حولنا اسمه إلى رمز للغباء وتعتبر كلمة حمار اسهل كلمة نقولها حق أي شخص مع الأسف، مع ان التشبيه بحد ذاته منافي لأبسط أنواع احترام الكرامة الإنسانية، والأدهى ان أهلنا واٌقصد بالأهل هنا المجتمع، تلاقيه يتغافل عن منع أبناءه في وقف استخدام كلمة حمار كتشبيه مكروه ولكن ظل الحمار كلقب موروث ثقافي مرتبط بالشخصية الساخرة جحا.

تذكرون قصة جحا مع وولده ومعاهم الحمار!!



بالأول ابي واحد فاهم يقولي الحمار عنده عقل يفكر فيه!!، واذا كان ما عنده هذا انا اللي اتصوره شلون تبونه يفكر عشان ينجح في أي مهمة موكلة له، وامر آخر لما تقول حق أي شخص "انت حمار؟!" هل انت واعي ومدرك ان اللي تطلق عليه هالكلمة عنده عصعص ويناهق ويمشي على أربع؟! أو حددت أي نوع من الحمير لأن الحمير أنواع!!



نلاحظ ان الحمار المسكين طايح حظه عندنا مع اني للحين ما شفت حمار واحد يمشي بالشارع بالكويت!!، الا في حديقة الحيوان اللي مازرتها من بعد الغزو والسبب ان ابوي كان يقول ليش نروح وندفع تذكرة عشان نشوف الحمير والشواذي وهذيل موجودين ببلاش بالديرة!!

ما ادري الوالد كان قصده فعلا يسب او اعتبر كلام تشبيه مجازي يقصد فيه انا كنا نعيش في غابة، وناسة غابة لما كنت صغير كنت ابي اعيش في الغابة والعب مع السلحفاة لعبة شرطي حرامي!! عموما الوالد كان ابخص وقتها فهو رئيس السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية في البيت يعني مانقدر نخالف الدستور!!


ما علينا نروح لصفات الحمار المميزة:

يتحمل الصعاب - كتوم ما يتكلم - صوته مو حلو - لونه وكالة - حوافره قوية - في منه مخطط (زيبرا) وصاير موضة عند الحريم!! ما علينا إضافة إلى كل هذا أطلق عليه جحا إنه البطل الصامت كونه يعمل بدون كلام ،وفي الارجنتين كون هالبلد جغرافيا فيها مرتفعات عالية فيفضلون استخدام البغول وهي حسب معلومة مو متأكدة منها عيال عم الحمير، حتى أن جماهير المنتخب الارجنتيني أطلقوا لقب "الحمار الصغير" على اللاعب اورتيغا نجم منتخب بلادهم لكرة القدم ونجم فريق ريفر بلات أحد قطبي الكرة الارجنتينة والأهم من كل هذا اللعب نفسه قبل باللقب ومستانس فيه!!



لكن تعال لو تمسك لك طفل بالشارع وتقوله انت حمار، أقل ما فيها يبط راسك ويعلمك منو اللي يستحق يكون حمار، فما بالك لو رحت للاعب او مسؤول معروف وتقوله تصدق انا اشهد انك حمار ممتاز!! يعني اذا كان محترم يرفع عليك قضية يغرمك فقط 5001 دينار، واذا كان مو محترم وهذا المتوقع اقل مافيها يسبك ويردلك الكلمة بعشرة او يحطك وينسيك لون الشمس!!

طبعا في قصص الأطفال الحمار دايما حسب ما اعرف مسكين وطيب ومرات يكون مرح، واقرب مثال فيلم "شريك" اللي ظهرت فيه شخصية الحمار واللي لعب هالدور ادي ميرفي واجاد دور الحمار بشكل مميز!! ماشفته زعل وطلب من المنتج ياخذ دور الأميرة او دور آخر!! بالعكس حسب ديوانية عروقها بالماي أصر على دور الحمار لأنه مميز وحلو!!

وفي واقعنا المعاصر المعايش نعيش في غابة شبه منظمة فيها ملك وفيها ضباع فيها أرانب وفيها كل الحيوانات اللي تخطر في بالك وكذلك فيها الحمير، اذا كنت فاهم نظام هالغابة اختار حيوانك المفضل وعيش واذا ماكنت فاهم فانصحك تنضم لنادي الحمير!!


للمزيد من المعلومات المثيرة والممتعة اضغط على هذا الرابط حمار

04 فبراير 2009

شنو يصير لو فصخنا؟!



تخيل لو كنت في عام 1820 شمعنه هالسنة ما ادري المهم تخيل انك في هالسنة ومريت على قهوة من قهاوي الكويت وقعدت فيها مع شايب وقلت له انك تقدر تكلم واحد في اخر الدنيا بتلفون هذا اذا كان يعرف شنو يعني تلفون؟!

اما انه يهدك ويمشي ويقول الله يشفيه ودوه الملا يقرا عليه او يضحك عليك ويعتبرك واحد مو صاحي خبل!!

انزين هم تخيل معاي انك في عام 1940 وتروح البحر تقعد على السيف وتكلم واحد من شيابنا وتقوله انك تقدر تشوف شنو قاعد يصير بكل العالم عن طريق اللاب توب!!

وحده من الثنتين اما انه راح يقطك بالبحر او انه يعتبرك مو صاحي وتحتاج جواي!!

ميخالف عزيزي القارئ ممكن تتخيل معاي انك في عام 1988 وتروح القهوة الشعبية وتمسك لك شايب متقاعد قاعد يلعب دامه، (مو تروح للي قاعد يشرب جاي انا حذرتك) المهم تقوله حجي هذا المجكنم (البيجر) اقدر اعرف منو يتصل فيني ؟!

طبيعي بيكفخك بهوز القدو اللي في ايده او انه ياخذ البيجر ويصكه بالطوفه لا ويدفعك قيمة استكانة الجاي!!

لحظة احنا على السيف وين الطوفه!! ادري طافت عليكم!!!!

شي طبيعي ان كل اختراع في الدنيا ما كان الانسان يتوقع الوصول له لأنه يعتقد ان العلم عاجز عن مواصلة خدمة الانسان، ومع هذا الانسان يوم عن يوم يتقدم خطوة من أجل تحقيق الراحة له ولبني جنسه، واحنا في الكويت واللي على ما يبدو تصنفت من دول العالم المتخلفة!! نقدر نطلع الأوائل وهذه عوايدنا في استخدام المخترعات العلمية اسوء استخدام، الأمثلة كثيرة مافي شك لكن اخر شي متخيله هالسالفه اللي للحين ما ودي تخطر في بالي!!

قريبا الكويتيين مفاصيخ بالشوارع!! شلون عن طريق نظارة يديدة اخترعتها شركة بريطانية من اجل حماية المنشآت الحساسة من الارهاب وغيره تكشف عما خلف الملابس وتستطيع ببساطة تصوير جسد الاشخاص عارة من خلال ارتداء هالنظارة العجيبة!!

يعني هذه لو تطيح في ايد شبابنا شنو تتوقعون يصير؟!

يمكن يصير حظر تجول او يطلع قرار يمنع منعا باتا ارتداء نظارة شمسية واللي يصيدونه لابس نظرة شمسية احتمال يا يتم اخلاء المكان اللي فيه صاحب النظارة او يتم تطويق المكان بالقوات الخاصة وتتم مكافحة هالآفة الخطيرة!!

واترككم مع خيالكم الواسع واسم النظارة او الاختراع
T5000 CAMERA


وعلى ما توصل النظارة السحرية ويتم منع استخدامها راح ننسى بطبيعة الحال المورد لهذه النظارة، بعدين هل تسمح الداخلية بارتداء العاملين في المطار للتفتيش؟!

----------------------------------------------------------------------------

اليوم هي الذكرى الرابعة من حصولي على شهادة الليسانس من جامعة الكويت

5 فبراير 2005 كان تاريخي!!

كيف تعرف أنك كويتي؟!



عندي كذا شؤال تنشيط الذاكرة لا أكثر..

جم عدد المستشفيات الحكومية؟

جم عدد الأندية الرياضية؟

جم عدد المحافظات في الكويت؟

جم تشكيلية وزارية عدت على الكويت من بعد التحرير؟!

كم هي المساحة المستغلة من اجمال مساحة الكويت؟

جم مرة صرح النائب ضيف الله بورميه انه راح يسقط القروض؟

جم مرة صرح مسؤول بجامعة الكويت عن بدءمشروع جامعة الكويت الجديدة بموق الشدادية؟

جم مرة لم تعقد جلسات مجلس الأمة الحالي بسبب فقدان النصاب؟

جم مرة طلعت صورة مدير إدارة مكافحة المخدرات وهو يكرم الضباط وغيرهم من الإدارة؟!

جم مستشفى خاص بالكويت؟

جم سنة ظلت ثانوية صالح شهاب من غير ترميم؟

جم متحف تاريخي بالكويت؟

جم سنة يبيلنا عشان نشهد عودة حقيقية للبلد في طريقها للتنمية والإصلاح؟

جم مرة تقرؤون بالصحف عن القبض على تجار الخمور والمخدرات؟

جم مرة شفتو مواقف اخوانا المعاقين واقف فيها شخص صاحي الجسد متخلف الضمير؟!

جم عدد مواد الدستور؟

جم مرة اخذت إجازة مرضية وانت ما تستحقها؟

جم مرة تابعت نشرة الاخبار الاقتصادية؟

جم مرة تفرش اسنانك بالمعجون؟

جم مرة لم تحيي من تواجهه بالطريق فقط لأنه غير كويتي أو شكله اقل منك؟

جم مرة دخلت السينما وشريت نفيش وبيبسي وانت اصلا مو يوعان؟

جم مرة حذفت من دريشة سيارتك قرطاس او اي شي بالشارع؟


















اسئلة كثيرة ماني قايلها بس على الاقل اجاباتكم حتى لو ما رديتو علي تكفي بأن اقولكم ان الاصلاح والتنمية في هذا البلد ماتحتاج قرار سياسي فقط بل تحتاج منك انت تصحي ضميرك وتساهم معاي ومع كل واحد عشان تصير الكويت احلى.

ولا شرايكم

02 فبراير 2009

كويتيين في مستشفى الميانين!!




أقرأ مثل غيري العديد من الأخبار الأمنية عن حالات انتحار واغتصاب وسرقات وغيرها التي تعتبرها الصحف هي المفضلة لدى القراء، مما يدفع المتابع للصحف الكويتية بأن المجتمع غير آمن ويحتاج لإعادة النظر في مشاكله الاجتماعية والنفسية!

حتى أن بعض الحوادث الشهيرة يكتشف لاحقا أن الجاني أو المتهم في بعض تلك الحوادث يحمل "كرت أحمر" من مستشفى الطب النفسي وبما أن ما على المجنون حرج فتنتهي القضية بإيداعه بالطب النفسي وتنتهي القضية، وهكذا أصبح لقب "مينون" المفضل لدى المجرمين للهروب من المحاسبة أمام القضاء الكويتي.

واليوم اقرأ في جريدة عالم اليوم لقاءا هاما مع أحد أطباء مستشفى الميانين "الطب النفسي" صرح فيه بأن نسبة 65% من نزلاء المستشفى هم من الكويتيين!!

يعني انا ابي اعرف يقولون ان المجتمع الكويتي مجتمع محافظ ومجتمع شرقي يرفض فكرة زيارة فرد من أفراده لعيادات العلاج النفسي وها هم تبتلش فيهم بمستشفى الطب النفسي اللي سبق أن احتجز فيه الناشط السياسي د.عمران القراشي واللي اتصل فيني من هناك يبلغني عن إرغامه لتناول أدوية أعصاب وماشابه ضرت بصحته!!

عشان جذيه دربالكم مو تكلموني لأني مينون وعندي كرت أحمر ماخذه من واحد من الربع اللي دايما ما يورط نفسه واللي معاه بمعارك خزني واخزك بإشارات المرور والمجمعات وغالبا ما تنتهي هذه اللعبة المينونة إلى الوقوف على اليمين وتبادل الكلمات والنظرات العدائية وبالنهاية يطلع الخاز والمخزوز عيال عم!!

موضوعي الثاني عن فنانة تشكيلية كويتية شابة تملك ريشة واعدة ذكرتني بأسلوب واحد من أشهر الفنانين التشكيليين الراحلين "الفنان خليفه القطان"

الفنانة الواعدة لم تفلح محاولاتها في عرض لوحتها المميزة التي قدرتها بـ 600 دينار وقامت بعرضها في مدونتها الخاصة، هذه فرصة أرحب فيها في عالم التدوين وفرصة بأن أقول لها شدي حيلج ريشتج ما تحتاجسوى مزيد من التدريب والبحث عن لوحات أخرى مميزة مثل اللي تعودنا عليها.

انها الفنانة التشكيلية التي اختارت لمدونتها اسمها بتاح آلهة الفنون..


وخلصنا ملصنا...

انا مسامحك يا مشعل!!



احتفلت انا والأسرة الكريمة بعيد ميلادي الـ 28 قبل يومين، وسط أجواء فاجئتني نظرا للسرية والكتمان اللتان صاحبتا تجهيز الاحتفال على الرغم من تواجدي الدائم بين منظمي الحفل وهم (زوجتي العزيزة - عديلي العزيز أبو احمد - عمي الغالي بوزيد)

لم أتوقع أن يقام أي احتفال بهذه المناسبة وكل ماتوقعته ان تقدم زوجتي هدية رائعة كعادتها وأجدها على السرير كل حل عيد ميلادي، لكن هذه المرة كانت الصدمة كبرى جعلتني اتجمد في مكاني وانا ارى كل الاهل في الشاليه يحتفلون بي، في منظر لم يتكرر منذ ما وصلت لحاجز الـ 22 من العمر حسبما أذكر!!

لا اعرف لماذا تذكرت بدر (انا) الصغير وكم عيد ميلاد احتفل به الأهل وماهي الهدايا، هذا كله اجتزته بسرعة وتذكرت شخصا واحدا، وتمنيت لو املك رقم هاتفه لأتصل به واقول له انا مسامحك!!

بدأت القصة في الصف الأولى ابتدائي في مدرسة سعد بن عباده حينما اردت الخروج من الفصل اثناء الفرصة فوجدت "المهاوشجي" مشعل امامي وراح يدفعني على الأرض طالبا مني اعاءه قلمي الجميل، لم امتثل لطلبه فراح يضربني بقوة ولكوني لا أملك بنية جسمانية تعادل جسمه الكبير حاولت ضربه حتى تمكنت من اعطاءه "طراق" كان كفيلا بتحويل هذه المشادة لمعركة بين اميز طلبة الصف وبين اكثر طلبة الصف شغبا وغباءا حسبما قالت مشرفة الجناح وهي تحاول ايقاف بكائي خصوصا وان قميصي الجميل تمزق على يد هذا الطالب!!

انا اليوم اسامحك يا مشعل ما ادري انت الحين وينك لكن اللي اعرفه اني للحين افضل تصفية المنازعات بالطرق السلمية وما احب العنف، واذا للحين خاطرك بالقلم ترا مستعد اعطيك قلم بس تأكد ان القلم اللي كنت تبي تاخذه وماقدرت اهو اللي وصلني للي انا فيه وللي انا واثق منه ان سلوك يومها انعكس عليك للحين وجايز ولدك تعرض للضرب عشان صمونة حلوم او زعتر، من طالب اقوى منه، ساعتها تهقا اقدر ان كما تدين تدان؟!

اتمنى كل شخص في عيد ميلاده يبحث عن حادثة في حياته ويحللها ويراجع فيها حساباته، وايضا هذه فرصة ان اعتبر عيد ميلادي هو عيد ميلاد لوالدتي العزيزة اللي طبعا تعتبر لحظة ولادتي لحظة عصيبة في حياتها وجميلة في نفس الوقت.

امي العزيز ام بدر اشكرج على تربيتي هذه التربية وراح اظل طول عمري ادين لج بكل شي من ولادتي إلى حتى اهتمامج فيني وفي بيتي واسرتي الصغيرة، ومن الحين اقولج ان "فله" اول حفيدة لج ما راح تتربى الا مثل ما تربى ابوها.

اما زوجتي الغالية فلكل كل الشكر والتقدير والحب والامتنان على الهدية الحلوة والحفلة اللي فاجئتيني فيها والهدية "البلاي ستيشن2" راح العب فيها واشاركج فيها بس بعد ما العب لعبتي المفضلة.

01 فبراير 2009

ايها المواطن هل عندك ضمير؟!


هل يعقل أن تسرق الدولة نفسها؟! سؤال يبدو ساذجا نظرا لبديهية الإجابة عليه كما يعتقد الجميع، لكن ماذا لو كانت الإجابة ..نعم الدولة تسرق نفسها!!

بإمكان أي قارئ أن يقرأ مئات الإعلانات المتعلقة بتأجير معدات "البر" في الصحف الإعلانية، كما يستطيع أن يقرأ إعلانات تأجير المخيمات، وهي بالطبع أمور اعتاد عليها المجتمع دون التدقيق فيها كونها تمثل سلعة ترفيهية يحتاجها المواطن الميسور الحال، بعدما كانت البيوت تضم الخيم "أمر عامودين" لكن لم يعد أحد يريد أن يخزن تلك الخيام ويفضل البعض الرفاهية الجاهزة، حيث المخيم المتكامل من المسمار إلى النوافير وأحواض سمك الزينة!!

لا تستغرب عزيزي القارئ نعم إن المخيمات باتت نسخة طبق الأصل من البيوت إن لم تكن أفضل منها، عموما مقالي لن أخصصه عن المخيمات فلست خبيرا بذلك ولكن هل سبق أن استأجرت مخيم ملكي أو حتى مخيم "بوربع"؟!

هل تعلم أنك ساهمت بسرقة أملاك الدولة بكل بساطة، هل فكرت أن من قام بتأجير المخيم استغل أرضا لا يملكها وقام بتأجيرها عليك من دون وجه حق؟! ربما عن جهل قمت وقام هو بتأجير المخيم عليك او على غيرك، ولكن ماذا عن المخيمات التي تنشأها الوزارات والهيئات الحكومية والشركات، هل هي الأخرى جاهلة بما تفعله من تأجيرها لخيمة وتقبض ثمن الأرض التي لا تملكها هي الأخرى؟!

هل احتل الجهل ببساطة عقول المسؤولين ولم يعد أحدا منهم أن يفكر بهذا التعدي الصارخ على أملاك الدولة؟! أين دور أعضاء السلطة التشريعية في رفع سؤال واحد على الأقل عن هذا الموضوع؟ أين هم أعضاء المجلس البلدي من هذا الموضوع؟ أين هو وزير البلدية وبقية من يرى نفسه مسؤولا عن أملاك الدولة؟!

ربما عزيزي القارئ ستلفظ هذه الجملة "ياعمي يت على هذه بس!!" ولكن إلى متى سنسكت و"نطوف" ونغض البصر عن كل ما هو خاطئ، لماذا لا نبدأ بحل أبسط المشكلات صعودا لأكبرها دون "تحلطم" ودون أي العودة لمشكلة أخرى فقط من أجل تأخير الإصلاح، لا أتصور بأنك عزيزي القارئ "مستانس على الوضع" وإلا لضاعت البلد وخسرت مواطنا يملك ضمير "صاحي".