07 نوفمبر 2009
عقيدة رقص..رقص بلا إيقاع؟!
في معرض الكتاب الـ 33 اقتنيت رواية للكاتبة الزميلة العزيزة ميس خالد العثمان تحمل عنوانا جاذبا فضلته على باقي ما كان على طاولة مبيعات "رابطة الأدباء" في المعرض، وحصلت بعده على إهداء خاص من ميس ليضيف للكتاب "الرواية" قيمة أعلى في مكتبتي الصغيرة.
عقيدة رقص رواية انتهت ميس من اسقاط آخر حرف فيها بتاريخ 27 فبراير 2008، وطبعت في المؤسسة العربية للدراسات والنشر، التي يزداد يقيني بما تصدره من مؤلفات وكتب مميزة بعضها لم يصلنا للكويت!!
الرواية تقع في 145 صفحة قدمت فيها ميس، مشاهد مليئة بالحوار مع الذات واستراجع "نرد" بطلة الرواية والتي اعتبرها "ضحيتها" الكثير من ذكرياتها المؤلمة، وضعتها ميس في أحداث واقعية لا تحمل دلالات تاريخية، ميس من جديد تقدم المرأة/الأنثى ضحية تسبح في بحر الحياة، اختارت ميس لبطلة روايتها العناء/الوحدة ودفعت بها في يوميات شبه جامدة لا جديد فيها سوى علاقات "نرد" برفيقتها بالشقة ولمن تعمل معهن في صالون التجميل، وفي "أبو العز" وبحبيبها الذي يزورها كالحلم الجميل.
لست بناقد ولا أدعي النقد لكن لدي ملاحظات على رواية "عقيدة رقص":
• من الصعب على القارئ أن يعرف ظروف نرد قبل هروبها من العراق، وإن قدمت الكاتبة ما أمكنها من شرح لواقع صندوق/سجن الظلام، وحتى ساعات هروبها لم تحمل شيئا من التشويق، والإثارة التي كان يمكن أن تزيد من إيقاع الرواية.
• بطلة الرواية ويومياتها الجامدة لا تتناسب مع عقيدة الرقص، فكل ما يحيطها يتحرك ببطء مثل رحيل "أبو العز" وابتعاد "شوق" و"ياسر"، مما يفسد من استيعاب فلسفة عنوان الرواية.
• أبو العز في رأيي كان المحطة الأكثر تأثيرا في يوميات "نرد"، لكن ميس بخلت علينا في جعله حاضرا أكثر، وفي المقابل ظلت نرد على ما يبدو تائهة غائبة في مشهد يومياتها غير متأقلمة، أما عن رسالتها لشخصية "سيد هادي" فلم نقرأها، رغم أنها عنصر هام زرعته ميس بقوة في النص.
• بدت أحداث الرواية تتحدث باستحياء عن وضع العراق في زمن صدام حسين، ومن دون تتابع زمني، مما يدفع القارئ لتخمين زمن الرواية ويضعه بعد عام 2003، في حين أن الرواية تدور أحداثها حتى فجر يوم الخميس 2 أغسطس 1990.
• كانت الحوارات "المقتبسة" والتي استرجعتها نرد وباللهجة العراقية، رائعة جدا تمنح القارئ الفرصة لتخيل/العيش في الرواية.
• اهتمت الكاتبة كثيرا في توفير البدائل من المفردات، لاستيعاب لحظات المعاناة والتأمل لدى البطلة.
• وضعت ميس العثمان عبارات/تساؤلات بين الفقرات، تفيق القارئ من البحث في تفاصيل مملة.
بدر بن غيث
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك 8 تعليقات:
سمعت بأن لميس العثمان قلم جميل
سأحاول إقتناء الرواية بس اخاف تكون الرمزية عالية فيها و ما فيها سرد وايد
بن غيث !!! كنت بييب الرواية إلا .. ومساع لمن شفت الغلاف تحسفت ما يبتها
بس عرفت الغمنده منك .. بارك الله فيك وفرت علي عناء البحث والحسرة :) كسلانه ادري
لكن النوان للأمان مشو
شكرا على النبذه .. والنقد الراقي :)
حلم جميل بوطن أجمل من غير "جمال"
:) ميس العثمان ليس فقط قلم جميل بل مبدع
نصيحة اقرأ لها "غرفة السماء" :)
الوتين
ما فهمت شنو يعني "نوان" لا يكون بدلية؟!
هي أقل ما يمكن ان يقال عنها نبذة عن كتاب ولا اعتبر اللي سويته انتقاد، ماني ناقد ولا اعرف بالنقد شي :)
مجرد قارئ عنده ملاحظات واحتمال كبير تكون مو في محلها :)
بن غيث *_* للأسف بدلية
(عنوان + مشوِّق ) = بدليتين مو بس وحده
ثانياً .. في كل إنسان منا ناقد .. وبالنقد يرتقي الكاتب وإلا لما أصبح مبدعاً .. وإن كنت تكره لفظة "النقد" .. فاعتبرها ملاحظات بناءة :) .. وكانت مفيد بالنسبة لي .. أرى من خلاله وجوه أخرى للرواية
دمت بود :>
مرحبا من جديد الوتين
بالنسبة للنقد بالعكس انا من مؤيدي وجود حركة نقدية مصاحبة لكل حركة إبداعية، ومن غيرها لن يمضي المبدع خطوة جديدة نحو التجديد والمزيد من الحرفية والإتقان.
بالنسبة لي في مجال الروايات اعتبر نفسي مجرد قارئ، له ميوله الخاصة في القارئة قد لا تنسجم مع كل صاحب رواية بالطبع له اتجاه آخر من الأفكار أو ربما نعيش على القاسم المشترك الأوسع.
في مجال الرسم الكاريكاتيري للأسف ينقصنا الناقد وينقصنا ظهور أسماء جديدة وتبني المؤسسات للموهوبين.
لا أبشرك بالمدرسة عندي حصلت طالبتين عندهم هوايات الرسم الانيميشن (تخيل بهالعمر) والأخرى رسومات كاريكاتيرية مو طبيعية لطالبات يعتبرن أطفالاً .. لكن للأسف مو بس الأسماء الجديدة لا تظهر .. لكن بعض الآباء يرفضون هذا الاتجاه لأبنائهم .. وهالشي كسر فيني بصراحه .. ودي اراويك رسوماتهم علشان تحكم.. بدزهم مع منال لي زارتكم الرابطة وتشوفونها .. والله قهر
بانتظار أشوف المواهب المدفونة وما تدرين يمكن يكون هناك فرصة لتفجير مواهبهن قريبا ويكون هناك فرصة لتعريف عائلاتهن بقيمة مواهبهن..
هن هن هن ...!!!
ولا يضيق خلقج
هههههههههههههههه
ان شالله :>
إرسال تعليق