30 يونيو 2010

حيال بوطير..انحاش بيروت؟!



المسرح أبو الفنون كما يطلق عليه وفي الكويت مثل المسرح مصنع حقيقي لثقافة المجتمع والرقي بأخلاق أفراده، وللأسف لم يعد هناك عمل مسرحي "يملي العين" مثلما كان الحال عندما كانت مسرحية "حامي الديار" تقدم متعة فريدة من نوعها تمزج فيها النقد البناء والسخرية المدروسة في النص وعلى خشبة المسرح من دون ان ترمش عينك او "تتثاوب" او حتى "تغصب روحك" على الضحك فقط حتى لا تتأسف على مبلغ التذكرة.

الأعمال المسرحية الناجحة في تاريخ المسسرح الكويتي عديدة والفضل يعود طبعا لثلاثة مرتكزات كملت بعضها البعض، ممثل واعي ومؤمن بدوره-جمهور واعي لما يقدم على الخشبة-متابعة ونقد بناء...

فرغم قلة الدارسين للمسرح وفنونه إلا أن جيل الرواد ومن تبعهم تتلمذوا على خشبة المسرح، فلا تسمع عن صراع على الخشبة ينتهي بانسحاب فنان من العمل، أو خروج من النص حتى ينفرد هذا او ذاك بـ"ضغط" فنان كومبارس او حتى يضاهيه بالمستوى، او حتى التسلية او الاستعراض على حساب وقت الجمهور والعمل.

كل ما قلته اعتبروه مقدمة لا بد منها حتى يكون مبررا للتسويق للعمل المسرحي الكويتي، الذي هرب طاقمه لبيروت لعرض عملهم "المشروع" هناك، بدلا من أن يكون الوطن هو الحاضن لتلك النخبة من الفنانين يتقدمهم أحد عملاقة المسرح الفنان سعد الفرج الذي يعود بعد سنوات طويلة للمسرح، فمسرحية "حيال بوطير" طارت لبيروت وهناك اتوقع لها تفاعل كبير من المصطافين من ابناء بلدي، الذين احتلوا شوارع بوحمدون ولم يتبقى لهم سوى نيل حقهم في التصويت لانتخابات البرلمان اللبناني واعلان بوحمدون المحافظة "السابعة"..

لماذا يبدأ سليمان البسام وطاقم العمل برفع الستار عن عملهم الضخم من بيروت، بالتأكيد هذا السؤال القصير يحتاج لاعداة كتابة كل ما قاله الفنانين والنقاد والمهتمين في ندوات ومحاضرات ولقاءات حول إشكالية المسرح الجاد بالكويت ومصيره؟!

اتمنى التوفيق للحيال بوطير وربما يسرق الانتباه لنجومية ابطال العمل جميعهم، وشكر خاص للزميل باقر دشتي الذي يعمل في التسويق لهذا العمل وحث كافة من يراهم قادرين على دعم مشروع "حيال بوطير"..

هناك تعليق واحد:

جاكليته يقول...

للاسف .. امور كثيره تضيق الصدر حين نقرأ عنها .. او نشاهدها .. لكن مهما يكون الامر سواء في ما يتعلف بالمسرح واعماله .. او بالمرافق الحكومية .. او التجاره في الكويت او غيرها .. ان لم يكن هناك من يحرص على وطنه ويثبت للكل حبة لوطنة ..مع وجود ضمير حي .. والا فعلى الوطن السلام ..
ومرة اخرى .. اكرر كلمة ... للاسف