05 ديسمبر 2008

عندما تنتصر" الأفكار العارية"..!!



لم يكن مقررا أن أكون على جدول برنامح حفل رابطة الأدباء بمناسبة تسيلم جائزة الأديبة ليلى العثمان للقصة والرواية لهذا العام، كنت مستعدا للجلوس والاستمتاع بهذا الحفل البسيط بتجهيزه الرائع الغني بحضور شخصيات فاعلة على الساحة الأدبية والإعلامية، اتصل بي الفنان سامي محمد وطلب مني أن أجهز كلمة بخصوص المناسبة، لم أتردد في قبول طلبه، ورحت أجلس لساعة تقريبا محاولا البحث عن كلمة تناسب الحدث، فهذه المرة المناسبة في مقر أصحاب الكلمات المؤثرة في عقر دار من يعرف فن الانصات.

مهمة صعبة جعلتني أعدل عن كتابة أي شيء، ولم يتبق سوى ساعة تقريبا من موعد الحفل، اتصل بي الفنان سامي محمد ليطمئن على تجهيزي للكلمة، قلت له بأني لم أحضر شيئا وسأرتجل أحسست بأنه "متضايق" لكنه عبر عن ثقته بي وبقدرتي على الارتجال بالشكل المطلوب، منذ ان أنهيت المكالمة عرفت من أين أبدأ في كتابة كلمة لابد منها.

وصلت رابطة الأدباء قبل موعد الحفل بنصف ساعة جلست بالديوانية بصحبة الزملاء الاعزاء الكاتب عقيل عيدان والأديبة الواعدة ميس العثمان، والروائي الواعد الصحفي محمد هشام المغربي إضافة إلى أمين عام الرابطة الأستاذ حمد الحمد، جلسنا نتبادل تعليقاتنا حول اهتمام الأديبة ليلى العثمان بتشجيع الشباب، وتناولنا على عجالة الاعتصام الذي نظموه في معرض الكتاب الـ33.

بحثت عن الأستاذ سامي محمد وجدته يقرأ بتأني لوحة الإعلانات، فاجأته بالترحيب به وقال "وينك اتصل فيك ما ترد..؟!" واعتذرت له بأني معتاد على وضع التلفون على وضع الصامت، متى ما كنت في مناسبة كهذه، أخرجت من جيبي الكلمة التي سألقيها محاولا أن أؤكد لأبوسامه بأني جاهز، انطلق بي يبحث عن الأديبة ليلى العثمان، تبادلنا معها التحية وشكرها على دعمها للشباب، وراح أبو أسامه يقدمني لها فلم تتردد في طلب منسق الحفل "ميس العثمان" أضافت اسمي على برنامج الحفل، وطلبت مني الكلمة حتى تنسخها.

عدت للديوانية وهذه المرة حواري كان مع أمين عام الرابطة الأستاذ حمد الحمد، تحدثت معه عن مكانة رابطة الأدباء في نفوس الشباب واعتبارها من أنشط جمعيات النفع العام، كان فخورا بقدرة الشباب وراح يسرد لي دعم الرابطة الواضح للشباب، فقال سبق للرابطة ان أسست منتدى خاص للشباب وها هي الرابطة تجني الثمار فيوسف خليفه وميس العثمان واستبرق أحمد وغيرهم من الشباب نالوا الشهرة والمكانة وتقلد بعضهم مناصب في مجلس إدارة الرابطة في السنوات الماضية.

غادرنا الديوانية باتجاه قاعة الاحتفال، جلست بالقرب من سامي محمد محاولا أن أهيء نفسي لما سأقرأه، أعلم أن صعودي لخشبة المسرح سيكون صعبا وغير متوقعا على الجميع، عل التوالي تحدثت الأديبة ليلى العثمان فنالت تصفيقا حارا ومن ثم د.أسامه طالب النقد وأحد أعضاء لجنة التحكيم فنال تصفيقا نظير كلماته المشجعة للفائز، وجاء دوري ووصلت للمنصبة.

"تسمرت" في مكاني فعدسات المصورين صوبت باتجاهي حتى كدت أفقد القدرة على التركيز بما سأقرأه، بدأت بقراءة الكلمة بسرعة فائقة أكاد لا أفهم ما أقرأه، لكن ما هي إلا لحظات حتى رفعت رأسي باتجاه الجمهور الغفير مرتجلا كل ما أتذكره بأني اقتبست بشكل غير مباشر ما كنت سأقرأه عليهم.

بعد تصفيق الجمهور عدت لمقعدي القرب من سامي محمد، قالها بارتياح "كلمة رائعة جدا..قواك الله" ارتحت كثيرا واستمتعت ببقية برنامج الحفل، صعد الفنان سامي محمد للمنصة مع الاديبة ليلى العثمان ليسلما الجائزة للزميل المبدع القاص يوسف خليفه جائزته، نعم كم أنت محظوظ يا يوسف نلت جائزة ليلى العثمان ونلت منحوتة رائعة من سامي محمد ونلت اعجاب الجمهور وتصفيقهم.

يوسف خليفه ذياب نال الجائزة عن مجموعته القصصية المميزة "أفكار عارية"، قرأت منها بعض القصص بالفعل يستحق الجائزة لأنه مبدع، والآن عرفت لماذا منعت مجموعته القصصية من النشر في معرض الكتاب الأخير، لأنها مجموعة رائعة فيها من الإبداع الكثير، وعلى ما يبدو أن الرقيب يرفض مثل هذا النوع من الإبداع في القصة القصيرة جدا ويفضل أن تكون قصص الأشباح وتحضير الأرواح وقراءة البخت "المايل" والأبراج هي النوعية الوحيدة من الكتب الذي يجب أن نشتريه ونقرأه في كل عام!!

كم نحن بحاجة إلى 1000 من ليلى العثمان و1000 من سامي محمد ليستمر الشباب المبدع في إبداعهم، اما مؤسسات الدولة فقد "شاخت" وكبرت ولم تعد قادرة على انجاب الإبداع وصقله نعم هم يجتهدون لكن هذا الجهد يحتاج"فزعة" حقيقية تعيد للشباب حقهم من الاهتمام بابداعاتهم في شتى المجالات.

هناك 5 تعليقات:

Mohammad Al-Yousifi يقول...

يعطيكم العافية و عيدكم مبارك

منال العنزي يقول...

وكم نحن بحاجة إلى 1000 بدر بن غيث لأنه شعلة نشاط تبارك الله ، وما شاء الله ...

يعطيك العافية

كاريكاتير يقول...

مرحبا

الاخ مطقوق

عيدكم مبارك وأيامك سعيدة..

الاخت منال العنزي

لو كان في مني 1000...؟!

خوش سالفه تستحق التفكير جديا بها..

شكرا هذا اقل من واجب في حق تاريخ الكويت والحركة التشكيلية بالأشخاص اللي اعزهم..

تحياتي

Salah يقول...

برافو!

القاء كلمة امام الجمهور بحد ذاته له رهبة كبيرة، فكيف ان كان الالقاء ارتجالي.

يعطيك العافية

كاريكاتير يقول...

مرحبا

الاخ صلاح


كانت تجربة صعبة وحلوة..

سعدت بمرورك