16 مايو 2010

معرض نواف المعتوق وفيصل البغلي




معرض نواف المعتوق وفيصل البغلي

بقلم – بدر بن غيث*

عالم لا ينتمي لزمان ولا مكان بعينه، يترك الإنسان مرة يرتدي لباس الضحية ومرة أخرى لباس الجاني وفي كلا الحالتين يعيش في عالم يتصراع فيه اللونان الأسود والأبيض، نواف المعتوق بشخوصه المشوهه وفيصل البغلي بشخصية الكائن البشري الذي يعيش صراعات مختلفة.

ليس من السهل أن يتفق فنانان تشكيليان على رؤى واحدة، وإذا اتفقا فيظل أسلوب وخط كل فنان هما نقطتا الخلاف والتباعد إذا ما التقيا في معرض واحد، إلا أن تجربة نواف المعتوق الممتدة من عام 2001 وحتى هذا المعرض إلتقت مع رؤية فيصل البغلي.

كائنات فضائية

يقدم نواف المعتوق في مشاركته لوحات يطغى عليها انفراد عنصر واحد على اللوحة، ويستمدها من عالم الخيال العلمي تلك الشخوص المتوحشة أو الممسوخة في أحيان كثيرة، لكنه يترك فيها آثار بشرية تجر المتلقي على تفسير تلك الكائنات على أنها بشر من عالم خاص، المعتوق فضل ان يقدم للمتلقي تجاربه الممتدة منذ عام 2001 لتتلمس التطور الملحوظ في شخوص اللوحات لا الأسلوب، فمجموعة البورتريهات كانت "كسرا" للرؤية الشاملة للمعرض رغم حرص المعتوق على صنع علاقة فنية بين البورتريهات الأربع وبين بقية أعماله، كما أن لوحة الطبيعة الصامتة التي كانت أولى الأعمال المعروضة لم تكن موفقة كونها لا تخرج عن "لوحة تدريب" لا تتناسب مع ما وصل إليه المعتوق من مستوى وهو الفائز مرتين بجوائز المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب – معرض القرين 2001 و2004.

يتعامل المعتوق مع خلفية الأعمال باستسلام لوني، حيث يترك عناصر العمل تصارع الخلفيات البيضاء لكافة الأعمال، دون أن يستفيد منها ويدفعها باللوحة كنعصر مكمل لها.

قصص خاصة

أما عن تجربة فيصل البغلي في الأكثر واقعية من زميله المعتوق، نظرا لاختياره الرسم الشبيه بعالم الكرتون والكايكاتير، لكن بلغة صامتة تسمح للمتلقي بالتعرف قصة كل لوحة على حدا، ويحسب للبغلي انتظام ترتيب لوحاته وبساطة خطوطه التي لا "تتعملق" على حساب العمل ومعانيه، فالتشريح ودقة الرسم يستغني عنها البغلي أحيانا ويقدمها باستغلال تقارب الخطوط وتداخل العناصر، البغلي يضع لوحاته كوصف خاص لفترات زمنية خاصة عاشها الفنان بنفسه، لكن يعيب على عرض البغلي التهاون في تقديم ركن خاص أشبه بركن قصص أطفال غير مكتمل يكشف عن اهتمام الفنان بعالم رسوم الكارتون اليابانية المميزة بشخوصها، البغلي لديه قدرة على اختزال الواقع وتجسيد شبه كاريكاتيري لمعاناة الإنسان مع الإنسان، البغلي ملتزم بألا يقدم الإنسان بطلا أسطوريا خارقا ولا حتى كائنا مظلوما لا حول له ولا قوة.


*رسام كاريكاتير






ليست هناك تعليقات: