يشهد العالم العربي في شهر يوليو من كل عام ذكرى اغتيال رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي، الذي يتباكي عليه الجميع الكتاب والصحف العربية والشعوب العربية بطبيعة الحال وفلسطين تحديدا.
وفي كل حفل تأبين يتم سرد حياة هذا الرسام واستعراض بعض أعماله الخالدة في الذاكرة العربية، والتي تصلح بأن تكون رزنامة لحال العرب في كل يوم وبين فترة وأخرى تخرج بعض المؤلفات التي تهتم إما بحياته الخاصة وإما بفنه وما خلفه من إنتاج وصل إلى أربعون ألف رسمة كاريكاتيرية، إضافة إلى بعض كلمات المعدة مسبقا للحدث وأبيات الشعر التي ترثي الشهيد، والبعض يستغل المناسبة ليجلد الحال وما وصلت له الأمة العربية من هوان.
وينصرف الجمع كل في طريقه وتغلق القاعات وتزال الصور والكراسي والسجاد والميكروفونات، وتطفأ الأنوار وتحبس الكلمات في تلك القاعات ولا تخرج إلا من آذان من سمعها بينما تظل الجدران حافظة وبدقة لكل ما قيل، ولا يلتفت أحد لماذا لم يخرج لنا رسام كاريكاتير يحمل راية ناجي العلي، ويكون الوصي الشرعي على حنظله وإخوته الذين ينتظرون من يأخذ بثأر والدهم والعودة لكامل التراب الفلسطيني.
إن فنان الكاريكاتير دون سواه من الفنانين يحتاج لمساحة بيضاء شاسعة ولا تحدها الحدود ولا تثبتها قواعد الفنون والرسم على الأرض والورق، فهو أي فنان الكاريكاتير لازما يملك ريشة شجاعة صريحة تستهدف المشهد الحاضر، وإذا كان ناجي العلي عاش في الزمن الجميل من الحرية الصحفية التي تتمتع بها الكويت وضاق انخفاض سقف الحرية الصحفية في الكويت في ذات الوقت، إلا أنها كان صريحا هاجم الجميع حتى بعد "تسفيره" للخارج.
ناجي العلي كان يحمل قضية واضحة لا تحتاج لبهرجة الألوان ومعارض للنخبة، كانت رموزه رغم بساطتها إلا أنها تحمل معاني عميقة تحولت لأبجدية كاريكاتيرية يحاول كل رسام وناقد فك رموزها واستيعاب فلسفتها، كانت رسوماته تحكي المستقبل وتخاطب الجماهير من المحيط للخليج بلغة الخطوط وتضاد الأسود والأبيض، لم تكن ريشة العلي خفيفة الظل بل كانت ترسم تراجيدية مأساوية، تجعل الناظر إليها تختلط عليه ملامح الحزن والفرح.
وخلال محاولتي الفاشلة للبحث في المكتبات العامة لوزارة التربية المنتشرة في مناطق الكويت، لم أجد أي كتاب عن ناجي العلي الذي عاش بالكويت واعتبرها خط الدفاع الثاني الذي يلجأ له، بل كان إبداعه نتيجة الانفتاح السياسي والأجواء الثقافية المميزة بالكويت بلاد العرب، للأسف اختفت كل نسخ كتاب "كاريكاتور ناجي العلي" من هذه المكتبات فجأة بعد الغزو العراقي الغاشم، وتصورت أن للغزاة دور في هذا كما كان لهم من تدمير وسرقة العديد من آثر وكتب من متاحف الكويت.
اليوم أتساءل لماذا لم يخرج رسام كاريكاتير مثل ناجي العلي من الصحافة الكويتية، رغم كل هذا الانفتاح وبلوغ عدد الصحف الكويتية أكثر من 15 صحيفة بعدما كانت خمس فقط، الإجابة سعيت وراءها واكتشفتها لكني لن أبوح بها لأن من أكمل قراءة مقالي هذا توصل للإجابة منذ أول سطر من المقال!!
هناك تعليق واحد:
ناجي العلي ..
منو ما يعرفه؟؟ وكل ما أحد كلمني عن الكركتير قال لي خليه قدوتج ...
الله يرحمه ويرحم أموت المسلمين وشهداءهم .. كل يوم يمر علي بالانترنت أعمال اسرائيل القاسية على المسلمين احس بالذل... صج ذلونا وايد ... يارب ايي اليوم الي ينذل فيه الاسرائيلي على يد الفلسطيني المسلم .. علشان يقدرون عظمة الاسلام والمسلمين ..
مشكور أخوي بن غيث لأنك خصصت صفحة من مدونتك لهذا الفنان العظيم ..
ألف شكر لك
إرسال تعليق