شلون تمشي الحمسة!!

لم تعد حقوق الإنسان وقضاياه تخص مجتمع محلي بذاته أو حتى قارة بأكملها، بل تحولت هذه الحقوق إلى "مسطرة" يقاس بها التقدم الحضاري لدول العالم، فمنظمة الأمم المتحدة مثلا تأسست بعدما فشل المجتمع الدولي في إيقاف نزيف البشرية خلال اندلاع الحربين العالميتين، وحتى بعد إنشاء هذه المنظمة العالمية "مسك" العالم نفسه عن تشغيل آلة الحرب بواقع 45 يوما فقط، ومن ثم عاود المجتمع الدولي مجددا للصراعات حول العالم!!

أما في عالمنا اليوم فأصبح للمنظمات غير الحكومية الدور الأكبر في رفع الظلم والكشف عن التعديات الصارخة على الإنسان وحقوقه، بل صارت الدول تحترم وتهاب هذه المنظمات أكثر من الأمم المتحدة ذاتها، نظرا للأسلوب الذي تتبعه تلك المنظمات التي لا تهتم باختلاف الجنسيات والأديان والانتماءات، بقدر ما تهتم في إشاعة السلام الذي لا يتحقق إلا في الحفاظ على حقوق الإنسان.

ومع تطور التكنولوجيا المستخدمة في وسائل الإعلام كالانترنت مثلا، استطاعت هذه المنظمات غير الحكومية في الكشف عن "بلاوي" العالم الثالث والأول حتى، عبر مواقعها وحملاتها التي تخترق العديد من حدود الدول الاستبدادية والأخرى التي تعتقد بأن وصول أعضاء هذه المنظمات ورسائلها داخل أراضيها تعدي على سيادتها وشرفها!!

كل هذا الحديث والمقدمة التي لا بد منها للوقوف عند تصريح وزير التجارة والصناعة وممثل التيار السلفي في حكومتنا الموقرة معالي الوزير أحمد باقر، الذي "نسى" نفسه وراح يتصدى لتقارير منظمة العفو الدولية ويعتبرها تدخلت فيما لا يعنيها وتريد فرض أفكارها على مجتمع مسلم محافظ على الكويت.

بداية من يجب أن يتصدى لمثل هذه التقارير يا وزيرنا المحترم هل وزير "السباغتي وحليب النيدو" أم وزير الخارجية؟!، وإذا اعتبرنا أن وزير الخارجية "يمون عليك" وقمت بالتصريح بدلا عنه، هل تنكر يا وزيرنا المحترم أن الكويت خالية ونظيفة من أي تعدي على حقوق المرأة والعمالة المنزلية؟!

والغريب في التصريح "السباغتي" أن الوزير نفسه يعترف بأن الحكومة لم تتطلع التقارير، فكيف قام بالنفي والتصريح قبل القراءة أم أن هذه من ضمن التقليعات الجديدة التي نضيفها على أداء حكومتنا التي فشلت في تقليد "مشية البطه" ونسيت "شلون تمشي الحمسة"؟!

عزيزي وزيرنا المحترم إن انتماءك السياسي أحترمه ولكن لا تنسى نفسك، لأنك أمام المجتمع الدولي وأمامنا وزير وبالتالي عليك أن تنتبه لكل كلمة تصرح بها، وبدلا من أن تخرج لنا بهذا التصريح "شوف لنا دبرة" للأزمة الاقتصادية وتابع مع د.وليد الطبطبائي التحقيق في انتهاكات حقوق عمال النظافة وملاحقة الشركات التي امتصت حقوق هؤلاء الذين حولتهم الظروف لمجرمين مرة يغتصبون تلاميذ زميلتك أبله نورية ومرة يقاومون رجال زميلك وزير الداخلية!!



معلومة: الحمسة يقصد بها السلحفاة

ترقبوا...

سلاحف النينجا في منهج التاريخ بوزارة التربية!!