03 يوليو 2010

أراكم غدا




أشاطرهم الجدران والأقلام والأوراق..أشاطرهم نصف نهارهم..نتحمل معا حرارة الشمس وبرودة الطقس..نتلاحم أحيانا ونختلف على تفاصيل يومهم كلابسهم المخالف للنظام، أو سلوك بدر من أحدهم في أحد الأروقة أو داخل الجدران الأربع، وحتى هذه اللحظة لم يفهم البعض منهم سبب حرصي الشديد في قتل أي محاولة للغش خلال أداء الاختبارات الفصلية.

منذ لحظة دخولي البوابة الرئيسية ومواجهتي لبعضهم وتبادلنا تحية الصباح حتى مغادرتنا الفصل، طالبا من آخر من يغادره إغلاق مصابيح الغرفة والباب، هم لا يدرون كم افتقدهم مرارا أثناء عطلة نهاية الأسبوع، هم لا يعلمون كم سرحت بوجوههم وتخيل كل منهم أين سيكون؟

لا اعتبرهم أبنائي وهم يعلمون ذلك لصغر سني، بل هم إخوتي الصغار احتفظ بالحد الادني من نمط العلاقة بين معلم وتمليذه، لكني في مرات عدة أريد إزاحة هذا العائق، أرغب بصداقتهم أريد أن أحشر نفسي في عقولهم وقلوبهم، كل أريده أن كنت أريده بقاءهم دون تلويث ينقوله دون عمد عبر الموببايلات والانترنت وكل وسيلة لا تعكس لهم إلا واقع مشوه.

طلابي الأعزاء سانتظركم غدا لأراكم في مراكز العمل وبمستويات تحملون فيها أمانة العلم والوطن والعمل، لا أحتاج ان ألقنكم الدرس الأخير، فأنتم اليوم أكثر حصانة مما كنتم عليه قبل 12 عاما، ربما ودعتم طابور الصباح والحقيبة وملابس المدرسة البنطال الرمادي ولاقميص الأبيض، ربما تعتقدون أن الواجبات انتهت لكن بصراحة صار عليكم عدة واجبات أثقل مما كنا نلزمكم بها.

ختاما مبروك تخرجكم ومبروك تحقق جزء من أحلامكم الكبرى، سأراكم غدا..سأراكم تهدون الوطن مالديكم من عطاء وحب وفداء.

أرجو أن تسامحوني كان بإمكاني تقديم الكثير لكم، وكم كنت أتمنى بقاءكم معنا لكن هذه سنة الحياة ستكون مقاعدكم لمن يأتي بعدكم وساحدثهم عنكم كما سأتحدث عم سيأتي بعدهم.

تحياتي لكل أم وأب وولي أمر عاش حياته ليرى ابنه يحمل بيده شهادة الثانوية، اليوم ستفرح وغدا ستفرح برجل يحمل بقلبه وطن كنت أنت من زرعه فيه حبا وخلقا وعملا.

تحية خاصة

إلى الزميل الأخ المعلم محمد يوسف المطوع الذي عودنا في كل عام على تحمله مشقة تنظيم حفل التخرج لإخوانه الطلبة..شكرا بوجاسم


أخوكم/المعلم بدر بن غيث

ليست هناك تعليقات: