طارق العلي..حسافة عليك؟!

اتحمل مشهد غرق مبدع في وحل "الغرور" أو حتى ضياعه في "غابة" فقدان الثقة بالنفس، لكن ما راح أتحمل إن فنان بحجم طارق العلي يستمر بالطريج اللي يمشي فيه، صحيح ماني خريج المعهد العالي للفنون المسرحية ولا اعتبر نفسي حتى متابع للمسرح، لكن على الاقل مشاهد تابع معظم مشوار الفنان طارق العلي.

طارق العلي اللي انطلق من مسرح الشباب ومن المعهد العالي للفنون المسرحية وأجاد لعب عدة ادوار في اعمال تلفزيونية ومسرحية، ووقف أمام عملاقة المسرح والفن بالكويت استمثر موهبته كفنان يجيد التمثيل والغناء وراح يحفر اسمه كفنان كوميدي، وتحول لنجم للشباك بعد ما كان "كومبارس" بارز في مسرحية سيف العرب، مثل ما كان فنان موهوب في مسرحية "هالو بانكوك".

طارق العلي اليوم ما هو طارق العلي اللي عرفناه في عدة اعمال مميزة اجاد فيها دور الشاب المراهق المتهور وأجاد فيها تقليد العديد من الشخصيات وبطريقة تخليك ما تفرق بين الأصل و"التقليد"..كان ممثل يفرض نفسه بالعمل بفنه مو فقط لأنه طارق العلي..

اليوم ما عاد طارق العلي هو طارق العلي اللي يعرفه جمهوره وما اتصور في ناقد مسرحي ومتتبع لمشوار طارق العلي يقبل لو مجرد التفكير والتخيل ان هذا المستوى اللي يقدمه طارق العلي على خشبة المسرح تحديدا يسمى بفن عهدناه من طارق العلي.

اقدر ألخص لكم اللي قاعد يسويه طارق العلي في مسرحياته بالتالي..

طارق "عصر" كل المشاهد اللي أداها في برنامج مسرحيات 2000 وراح يكبرها و"يمغطها" علشان تتحول إلى مسرحيات يكون فيها النجم، وللاسف ما كان يسمع طارق الناس اللي تحب فنه لما كانوا ينصحونه يوفق من خروجه الزايد عن اللزوم من نصوص الأعمال اللي يقدمها، ويفتك من عقدة الكومبارس اللي صار بطل ولازم يطلع حرته ببقية الممثلين وفي جمهور أول سطرة!!

طارق حتى لو كنت تعتقد إن اللي تقدمه مسرح مو تجاري، فإسمح لي أقولك تراك غلطان، لأن الجمهور اللي يحبك ما قام يشوف لك اعمال يديدة ويفضل يشتري من البسطة جم مسرحية من المسرحيات اللي كنت وفيها ويشوف طارق العلي وفنه، اليوم يا طارق ما عندك غير إنك تمثل دور شايب من غير ضروس او حتى رب أسرة بنفس "الكركتر" حتى بنفس الملابس..البالطو الازرق!! او تلبس ملابس "الشخصية العراقية" وتفصل على الجمهور بشوية اغاني مستفيد من صوتك الحلو، وتضيع تقريبا 5 دقايق ويمكن اكثر من عمر المسرحية بوصلة غنائية ما تخدم النص..؟!

طارق اسال الناس اللي تحبك وتحب فنك، ليش وخروا عنك الممثلين حسن البلام وعبدالناصر درويش، واسماعيل سرور وشعبولا وغيرهم، وراح يوخرون منك الشباب اللي تعتقد إنك قاعد تمنحهم الفرصة إنهم يطلعون معك، على فكرة يا طارق ترا جزء كبير من جمهور هالأيام "زهقان نفسه" وفقط يبي يدفع لو 100 دينار بس علشان يدخل بالزحمه ويقدر يضحك من غير محد يقوله ليش تضحك وعلى شنو؟

طارق مو انا اللي يعلمك الصح من الغلط ولا أفكر يوم ألعب دور المرشد ولا حتى الناقد المسرحي، طارق اللي اعرفه إن العمل المسرحي يحتاج ديكور يتناسب مع العمل تقدر تقولي شنو الفايده من استعراض ديكور صالة البيت "بودورين" وكانك تسوق حق مهندس ديكور مو لاقي أحد يعطيه ويه؟! طارق ارجع لآخر 5 مسرحيات قدمتها وشوف شكثر انت خذيت وقت علشان تنفرد بجمهور الصالة علشان تتحول من ممثل مسرح إلى مقدم عرض كوميدي "غصب يبي يضحك الجمهور" صرت تنسى نفسك وتتكلم عن تفاصيل هامشية وتستخدم فيها اوصاف ومفردات ما تليق بفنان اكاديمي يعرف ان المسرح أبوالفنون مو رصيف خمارة!!

على فكرة طارق العلي وحسن البلام ومعاكم داوود حسين وحتى عبدالناصر درويش صرتو تايهين بعد ما كان الجميع يتوقع منكم متجمعين أو متفرقين تكونون صف يديد يسد الفراغ اللي تركوه عمالقة المسرح الراقي، اللي منح المجتمع فرصة للتفكير في مشاكله المختلفة، طارق استهلكت وايد حوار"الجهراوي" واستهلك اكثر الطنازة على زملائك وأعطيك مثال شفته وياليتني ما شفته "تركض بالمسرح وتطيح هيا شعيبي بالمسرح" وفوق هذا تمسك فرحان العلي وانت عارف يا طارقإن لا فرحان ولا أي احد على خشبة المسرح يقدر يرد عليك الحوار او الحركة لأنك باختصار مو نجم في المسرح؟ لأنك باختصار صاحب المسرحية وفلوسهم عندك!!

اعتبر كلامي "حرة فيني" على اللي اشوفه منك يا طارق، لأن فنان مثلك المفروض يكون الحين "أثقل" وأكثر "دقة" في اختياره لكل حركة وتصرف على خشبة المسرح، وللاسف ان حتى اعمالك التلفزيونية صارت من غير طعم، وما ودي إنك "تخورها" ويكفي الصورة الحلوة عن الفنان طارق العلي اللي نعرفه.