انطلقت اليوم في الكويت انتخابات مجلس الأمة 2008، وهذه الانتخابات تعتبر مختلفة كليا عما كانت عليه الانتخابات في المرات الماضية، فلأول مرة ومنذ إقرار مجلس الأمة (المنحل) للتوزيع الجغرافي للدوائر الانتخابية وتقليصها من الخمسة وعشرين إلى الخمس دوائر، تطبق هذه الانتخابات على هذا التوزيع الجديد مما يعني تغير أكيد في وجوع أعضاء مجلس الأمة وليس بالضرورة تبدل المزاج البرلماني، الذي كان وراء حل مجلس الامة بسبب التأزيم بين السلطتين، وبما أن حقوق المرأة السياسية استعادتها المرأة وسبق لها أن شاركت في الانتخابات الماضية، ولكونها صوت ثقيل الوزن نسبيا مقارنة بنسبة الرجال وتحمسها الواضح في التفاعل مع هذه التجربة الجديدة عليها كممارسة.
ربما لا أعول كثيرا على وعي المرأة في اختيارها لمرشحين ومرشحات يستحقون الوصول والجلوس على الكراسي الأخضر تحت قبة قاعة عبد الله السالم، لكني متفائل جدا بنسبة المشاركة التي تمثل سمة من سمات العملية الانتخابية خاصة في الكويت على مستوى الانتخابات في العالم العربي والعالم حتى، وعلى الرغم من عدم نضج برامج وأطروحات بعض المرشحين الذين يمثلون أغلبية المرشحين في كافة الدوائر، وبحثهم عن تحالفات وتنسيق مع مرشحبن على أساس طائفي أو قبلي أو فئوي أو مصلحي، وقلة منهم من استند على القالب الحزبي.
وخلال جولتي في ساعات الصباح الأولى من بدء عملية الاقتراع، هناك العديد من الملاحظات العامة على مجرى هذه الانتخابات أهمها حسبما أعتقد فقدان هذا اليوم لحالة الصمت الانتخابي المطلوب والذي يعتبر أحد المعايير الدولية للانتخابات، بالإضافة إلى الاستعداد الأمني المكثف الذي طوق مراكز الاقتراع بشكل واضح مما جعل الطريق إلى كافة مراكز الاقتراع (المدارس) صعبا بسبب الازدحام المروري وخروج مؤيدي المرشحين إلى الشارع ومضايقتهم لأصحاب المركبات (من دون قصد طبعا)، ومع هذا كانت تجربة رائعة أن أدخل مركز الاقتراع (المدرسة) التي كنت يوما من الأيام طالبا فيها وأدخلها وأنا ناخبا لأدلي بصوتي ولأول مرة بعد مقاطعتي للانتخابات الماضية والتي سبقتها لكونها غير دستورية!!
في هذه الانتخابات الخاسر الاكبر هو من لم يشارك في صنع القرار الشعبي في اختيار ممثلي الأمة، الخاسر الأكبر من أراد تشويه الإرادة الشعبية ومع هذا خرج الشعب بكل حرية نحو صناديق الاقتراع، واعتقد الخاسر الأكبر هو الوطن إذا ما اختار الشعب من باع الوطن واشترى الأصوات والذمم ليصل للكراسي الخضراء، وحتما خاسر تماما من تسلق على ظهر الفرعيات واستند بظهره على الطائفة أو العائلة من أجل الفوز.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق