يتحمل الناخبون في تصوري نتيجة الانتخابات، التي بقي أمامنا ما يقارب الأسبوع للتعرف على أصحاب الكراسي الخضراء في برلمان 2008، فاختيار الناخبين سيكون خاضع لمزاج الناخبين أنفسهم فإما يكونوا مبرمجين حسب أفكار المرشحين الذين يسعون لتشكيل شبكة من الضمانات للحصول على أكبر قدر من الأصوات الكفيلة لوضع هذا المرشح أو ذاك على خط المنافسة، وليس من السهولة في هذه الانتخابات بالذات الوصول إلى الكرسي الأخضر مثلما كان الطريق سالكا في السنوات الماضية.
في هذه الانتخابات ستتبلور التحالفات بشكل واضح كما أن القوائم الانتخابية التي شكلها المرشحون، سواء الحزبية منها مثل "حدس" و"التحالف" والتجمع الإسلامي السلفي، أو التكتلات الدينية (الشيعية)، هذه القوائم سواء الدينية أو الحزبية ستخوض انتخابات صعبة على أثرها إما خسارة فادحة أو انتصار ينقل هذا التجمع أو ذاك لمرحلة زاهية من تاريخه، بل ربما فوز رموز بعض تلك التجمعات من خلال قوائمها سيجعل البرلمان القادم مجلس تصورات واضحة على عكس المجلس القادم، الذي افتقد للرؤية الواضحة رغم تضامن أغلبية الأعضاء حول إقرار الدوائر الخمس.
اما التكتلات القبلية كالعجمان والمطران وغيرهم من القبائل، ففرص فوزها أكبر خاصة في الدائرتين الرابعة والخامسة ولكن هذا لا يعني بالضرورة نجاح تلك التحالفات في تحقيق برامجهم غير الناضجة، او في بعض منها لا ترتق بأن يكون برنامج عمل لاعتماده على الجمل الفضافضة وطرح القضايا التي تسيل اللعاب مثل حل مشكلة البدون وغيرها من القضايا التي تحتاج لبرلمان أكثر تجانس وأكثر اقتناع بمثل هذه القضايا، من خلال توافق كافة الكتل البرلمانية بهذه القضية.
في تصوري أن المجلس القادم مجلس تجربة للدوائر الخمسة، وما ستفرزه ولن يكون المجلس القادم قويا مهما كانت النتائج على اعتبار توزيع التجمعات السياسية وتراجعها في نظر البعض داخل الدوائر، ويبدو ان الصورة الأكثر حضورا لدى الناخبين أشكال مرشحين ملتزمين بالوقوف مع الناخب وخدمته أكثر من ايقاف الفساد ومحاربته.
مجلس الأمة 2008 هو مشروع أزمة كبيرة إلا إذا كانت الحكومة القادمة أقوى وتستطيع احتواء المجلس، وتحويله لندوات او قاعة للنوم في العسل!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق