02 نوفمبر 2008
ممنوع في الكويت؟!
تقرير منع في الكويت
حرية التعبير في الكويت 2008
إعداد – بدر بن غيث:
تسعى مدونة منع في الكويت من خلال إصدار هذا التقرير توثيق بعض الممارسات التي تقيد حرية التعبير في الكويت، خصوصا وأن حرية التعبير هي من أهم حقوق الإنسان الأساسية التي لا يمكن العيش من دونها في مجتمع يتمتع بدستور يكفل هذه الحريات وغيرها التي تدعم نظام الحكم الديموقراطي.
فجاء بالمادة (36) من دستور دولة الكويت "حرية التعبير والبحث العلمي مكفولة، ولكل إنسان حق التعبير عن رأيه ونشره بالقول أو الكتابة أو غيرهما، وذلك وفقا للشروط والأوضاع التي يبينها القانون" ، ومن منطلق هذا النص الدستوري الصريح الذي يبيح حرية التعبير يمارس المواطن العديد من أوجه حرية التعبير مثل المناقشات العامة وتنظيم الملتقيات والندوات الشعبية، إضافة إلى توفر مساحة من حرية التعبير في المطبوعات الصحفية سواء اليومية منها أو غيرها، كما يتفاعل المجتمع مع العديد من العروض المسرحية التي تتناول قضايا متنوعة سواء الاجتماعية منها أو السياسية وغيرها، مما يسهم في تكريس ممارسة هذا الحق، إلا أن بعض الاجتهادات الخاطئة من قبل بعض مؤسسات الدولة تنتهك هذا الحق سواء بقصد أو من غير قصد من خلال إصدار بعض القرارات الارتجالية أو تصريحات بعض المسؤولين عن إمكانية فرض الرقابة على بعض أوجه حرية التعبير، مما يتسبب في انتهاك هذا الحق الذي يكفله الدستور بوضوح.
وفي هذا التقرير سعينا في توثيق بعض أبرز الانتهاكات التي أصابت الحق في حرية التعبير خلال السنة الحالية، وللأسف ورغم قلة حالات الانتهاكات التي تم رصدها إلا أنها تم انتهاكات صارخة تسبب بأي حال من الأحوال في تراجع حالة حرية التعبير في الكويت، والتي ترصدها المنظمات الدولية والإقليمية، خاصة وأن الكويت وفي آخر تقرير إقليمي صدر من عمان العاصمة الأردنية احتلت مركزا متقدما جدا في مجال حرية التعبير.
فيلم عندما تكلم الشعب – الجزء الثالث
للمرة الثالثة لا تسمح الرقابة بوزارة الإعلام بعرض فيلم عندما تكلم الشعب للمخرج عامر زهير، والفيلم هو من النوع التسجيلي الذي وثق فيه المخرج بعض القضايا التي أخذت مساحة من الجدل والنقاش في المجتمع مثلما هو الحال في أزمة الدوائر الخمس وحقوق المرأة، وسبق للمخرج الكويتي أن استلم جائزة المركز الأول عن فيلمه بأحد المهرجانات السينمائية في الخليج.
فيلم بين سطور الدستور
منعت الرقابة فيلما آخر تسجيليا للمخرج فيصل الدويسان، وهم من الأفلام القصيرة التي قام المخرج بإخراجها في الفترة الماضية، وقدم الفيلم قضية حرية التعبير في الكويت من خلال الاعتصامات التي شهدتها الكويت وما تعرض له د.عمران القراشي وما يجري في جلسات مجلس الأمة من نقاشات حادة، ولم يتمكن المخرج من عرض فيلمه إلا من خلال نادي السينما.
مقال د.نرمين الحوطي
أحال المعهد العالي للفنون المسرحية أستاذة النقد المسرحي د.نرمين الحوطي، على خلفية ما ذكرته د.نرمين في عامودها بجريدة الأنباء والتي انتقدت فيه حال المعهد، والغريب في الموضوع حسبما ذكرت د.نرمين في لقاء مع لجنة الدفاع عن الحريات في جمعية الخريجين إن تاريخ إحالتها للتحقيق سبق تاريخ كتابتها للمقال، والغريب أن موضوع التحقيق يتعلق في المقال وحسب ما ذكرته د.نرمين أنها تعرضت للفت نظر من قبل المعهد بقرار صادر من وزارة التربية، مع العلم أن المعهد العالي للفنون المسرحية يتبع وزارة الإعلام، مستند المعهد إلى قرار وزاري من "التربية" ينص على منع إبداء أي نوع من التصريحات الصحفية لكافة موظفين الوزارة فيما عدا المخول لهم بذلك، وهو قرار يتناقض مع ما ورد في الدستور.
بيان الشيخ خالد الأحمد الصباح
منعت بعض الصحف المحلية نشر البيان الذي نسب إلى الشيخ خالد الأحمد الصباح الذي انتقد فيه الأوضاع داخل الكويت واتهم فيه بعض أفراد الأسرة الحاكمة بعدم تحمل المسؤولية إضافة إلى انتقاده بعض الممارسات التي تشوه التجربة الديموقراطية في الكويت.
مقال للكاتب صلاح الهاشم
منعت جريدة الرؤية نشر بعض المقالات للكاتب الصحفي صلاح الهاشم، حيث انتقد فيها الهاشم التيار السلفي السياسي وهو ما فسره البعض تناقضا مع سياسة الجريدة التي يملكها أحد رموز التيار الإسلامي.
هذا وتم نشر المقال في موقع جريدة الآن الالكترونية.
مقال للكاتب أحمد الصراف
منعت جريدة القبس نشر مقال للكاتب الصحفي أحمد الصراف، حيث انتقد الصراف في مقاله الممنوع من النشر شراء الشهادات العليا وأشار في مقاله إلى ثبوت شراء أحد الوزراء الإيرانيين لشهادة علمية عليا، بالإضافة إلى انتقاده حصول بعض أعضاء مجلس الأمة لشهادات عليا.
هذا وتم نشر المقال في موقع جريدة الآن الالكترونية.
الرقابة تحذف مشاهد من فيلم كيوت
أقدمت الرقابة في وزارة الإعلام على قطع العديد من المشاهد من الفيلم السينمائي "كيوت"، الذي عرض على شاشات السينما في الكويت، وقال بعض العاملون في الفيلم أن ما قامت به الرقابة شوه العمل السينمائي.
"المواصلات" تراقب المدونات
ذكرت جريدة الوطن على صفحتها الأولى أن وزارة المواصلات ستراقب المدونات، كما أن الوزارة تنوي حجب موقع "يوتوب" من متصفحي الانترنت في الكويت على خلفية بعض ما يعرض في ذلك الموقع العالمي.
الإعلام تمنع كتاب لوزير سابق
منعت وزارة الإعلام نشر كتاب "اخوي تعال نتفاهم" للكاتب الصحفي والوزير السابق عبدالهادي الصالح، والكتاب الذي يتناول حوارا عقلانيا بين أبناء الطائفة الشيعية والسنية، وقرار المنع جاء من نصيب الطبعة الثالثة من الكتاب.
الصحف الالكترونية محرومة من ممارسة دورها
وصل عدد الصحف الالكترونية إلى ما يقارب الخمسة صحف الكترونية، وما يزال العاملون في تلك الصحف يعانون من صعوبات في العمل وتأدية واجبهم، وذلك لعدم وجود غطاء قانوني لعملهم كونهم صحف الكترونية لا ينطبق عليها قانون المطبوعات ولا يعامل الصحافيون فيها معاملة الصحافيين العاملين في الصحف المطبوعة، وسبق لبعض الصحف الالكترونية أن انزعجت من نقل أخبارها للصحف المطبوعة من غير إذنها أو نسب الخبر للمصدر.
مسرحية ممنوعة من العرض
منعت لجنة الرقابة المسرحية من عرض العمل المسرحي "من هو من؟" للمخرج أحمد الشطي، المسرحية سبق لها أن عرضت في مهرجان الكويت المسرحي الثامن عام 2005 وأحرزت ثلاثة جوائز فردية، وقامت فرقة المسرح العربي الذي ينتسب لها المخرج بعرض المسرحية مسجلة على قرص مدمج في قاعة جمعية الخريجين.
اعتقال أعضاء نقابة عمال النفط
أقدمت عناصر مباحث المنشآت على اعتقال 12 عضوا في نقابة عمال شركة البترول التابعة لوزارة النفط، بعد أن حاولوا الدخول للمنشأة وتبليغ عمال الشركة عن نية النقابة في تنظيم إضرابا عاما، وحسب ما جاء في الصحف أن هذا الخبر تم نفيه من قبل الجهات الرسمية بينما نددت النقابة بهذا الفعل واعتبرته اختراقا لأبسط حقوق العمال حسب ما جاء في الاتفاقيات الدولية.
أفعال تناقض أقوال
ومن خلال هذا الرصد يتضح أن الانتهاكات متنوعة، فبعضها يتعرض لحرية الفرد في التعبير عن رأيه كما هو الحال بالنسبة للكتاب الصحافيين، وبعض الانتهاكات حرمت مؤسسات المجتمع المدني من ممارسة دورها كما هو الحال بالنسبة لنقابة عمال شركة البترول وفرقة المسرح العربي، إضافة إلى تمادي فرض الوصاية والرقابة على شبكة الانترنت من خلال محاولة حجب مواقع عالمية عن متصحفي الشبكة داخل الكويت، وهي انتهاكات تتناقض مع ما صدر من الحكومة كمؤسسات أو مسؤولين من حرصهم على احترام الحريات العامة.
مواقف مشرفة
وعلى الرغم من قلة حالات الانتهاكات والتي تكاد تكون على مستوى فردي، إلا أن هناك بعض مؤسسات المجتمع المدني تبنت مسألة الدفاع عن بعض تلك القضايا، فلجنة الدفاع عن الحريات في جمعية الخريجين والجمعية الكويتية لحقوق الإنسان إضافة إلى رابطة الأدباء وجمعية المحامين الكويتية وجمعية الصحافيين الكويتية، ونقابة عمال شركة البترول كان لهم مواقفهم الواضحة تجاه بعض القضايا التي تمس أعضاء مؤسساتهم بشكل خاص، وبعض المواقف المؤيدة لقضايا حرية التعبير بشكل عام، كما أن لبعض الصحف موقفها الحاسم في الدفاع عن حرية التعبير.
مصادر التقرير:
جريدة الجريدة – موقع جريدة الآن الالكترونية – جريدة الوطن – جريدة الدار – لقاء خاص مع رئيس تحرير موقع جريدة الأمس الالكترونية – أمسية ثقافية في نادي السينما – أمسية ثقافية في جمعية الخريجين لعرض مسرحية من هو من وفيلم عندما تكلم الشعب.
مدونة منع في الكويت
www.q8icaertoons.blogspot.com
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك 4 تعليقات:
وللي يسلمك قول شي يريح القلب شوي :(
لي وين بيوصلون يعني؟؟
يعني جذي راح يحدون الفساد ؟؟
راح نصير مثل الجيران الي محرومين من كل شي وشبابهم تارس الديار الي برا يمارس الرذائل والمحرمات .. لأنهم مو شايفين خير .. هذول الي بيخلون العالم ترد الزمن الجاهلي ..
لا حول ولا قوة الا بالله
الحمد لله على السلامة
الحمدلله على السلامة ،
قضية الحريات في الكويت .. أمر غريب جداً في حين إننا بلد الحريات و الحريات تقيد بشكل أو بآخر !
مرحبا
للأسف لست متفائلا إلا بغيرة شباب الكويت الذين سيتحركون ويتحركون كلما دعتهم أمهم الكويت لحماية مكتسبات الشعب والحريات العامة الواردة في دستور دولة الكويت 1962 وليس سواه.
اختي سارة وبقية المدونين والمتابعين لنكتب ونقرأ لنعبر عن حبنا للحرية فالكويت بلد الحريات قبل ان تكون بلد براميل النفط.
الاخ صلاح
يسلمك واسمح لي اختفيت فجأة لظروف تعرفها ويعرفها الجميع
الاخ حسين
شكرا على زيارتك المدونة الكويت بلد الحريات بحكم الدستور الذي لا يبدو ان بعض النواب سمعوا به اي يعترفون فيه!!
إرسال تعليق