انا وين والشيخ ناصر المحمد وين..؟!

قبل عامين انفجرت في منطقة جليب الشيوخ ثورة "البنغال" فتحولت إلى حالة شغب لم تعهدها البلد، الاضرابات والاعتصامات السلمية تحولت لمواجهة أقرب لحرب الشوارع تواجه فيها رجال الامن مع العمال المسلوبة حقوقهم، فأعيد فتح ملف حقوق العمالة الوافدة وأسلوب تعامل الجهات المسؤولة مع هذا الملف الثقيل والذي يمثل جزء هاما من ملف انتهاكات الكويت في مجال حقوق الانسان.

ويبقى السؤال ألا تكفي أحداث خيطان 1999 واحداث جليب الشيوخ 2008، لإنهاء هذا الملف؟ ألا يملك أي مسؤول كان الجرأة ليعلن ان هذه الانتهاكات لا يمكن إيقافها حتى لو أجمع متخذي القرار على ذلك؟

إن قضية حقوق العمالة الوافدة وتحسين اوضاع معيشتهم، ليست مجرد طلبات خاصة بل هي ضمان أمني واجتماعي لمجتمع صغير تصل نسبة العمالة الوافدة فيه لأكثر من 60% من نسبة سكان الكويت.

لن ينفعنا مركز الايواء ولا حتى أسلحة قوات الأمن الخاص ولا حتى قرار الابعاد الاداري واللي يعتبر خرق لمبدأ فصل السلطات أصلا، عن خطر عودة أحداث الشغب من جديد وفي أي وقت؟!


كتبت ما كتبته وانا أعلم ان هناك حالة غليان ربما تعيد الوضع على ما هو عليه وأسوء حتى من احداث جليب الشيوخ، فالعمال بدؤوا بتنفيذ اعتصامات واحتجاجات هنا وهناك، وفي ظل الفشل الذريع لحل المشكلة من جذروها وعدم قناعة أعضاء مجلس الأمة والإسلاميين منهم تحديدا أن مساءلة وزير الشؤون وحثه في الكشف عمن يتجاهل حقوق الناس المهمشة حقوقهم، سيتراكم الأمر ويزداد سوء، فلقد كتبت في مدونتي وعلقت على مقال للمحامي محمد مساهد الصالح الذي كتب مقال قبل عامين في جريدة القبس الذي اعتبر ان "التسفير" هو الحل لإنهاء مشاكل العمالة، ولا استغرب من تراجع العديد ممن أثق بهم وبموقفهم من حقوق الإنسان حينما يتعلق الأمر بمجموعة من "البنغالية" الذي نعتبرهم فقط مجرمين وأصحاب سوابق ونتناسى ان سكوتنا وصمتنا يشجع من نعتبر عيال ديرتنا على "مص" دماء الضعفاء وتحويلهم لوحوش ضارية لا تهتك سوى القانون ومن يلجأ إليه!!


الوزير بعيد عن المساءلة لأكثر من سبب أولهم إن "عيال عمه" يحمونه، وثانيا أن اللي يفكر يسأله مو فاضي يتكلم عن حقوق العمال لأنه لاهي يتكلم فقط عن الرياضة، وثالثا منو فاضي من النواب أصلا يسأل وزير الشؤون وهو اللي أعطى الضوء الاخضر للإسلاميين بجمع التبرعات في رمضان "جزاه الله خير"، بعدين رابعا الحكومة مو فاضية حق البنغالية وبقية العمال المهم عندها تفتح سفارة في المكسيك وعندها تلتزم بخطة التنمية مثل ما نعرف عنها دوما الالتزام، خامسا موضوع العمالة الوافدة بسيط مقابل مشكلة الكهرباء ومشكلة الحدود مع العراق وهذا غير المشاكل اللي تطلع للحكومة من كل صوب "يعني يابدر انت وين والحكومة ومشاكلها وين"..؟!