08 فبراير 2009
كويتي عاش سنة 467 ميلادي!!
شرعت في قراءة كتاب "وقائع ووثائق دواوين الاثنين " للكاتب يوسف المباركي الذي استطاع أن يوثق هذه الفترة الحرجة من تاريخ الكويت السياسي، ورغم عدم انتهائي من قراءة الكتاب حتى لحظة كتابة هذا الموضوع إلا أنني فعلا أشعر برغبتي في الانغماس بين حروف الكتاب والتسلل عبر الصفحات لأجلس لو من بعيد لمشاهدة ما جرى في تلك الأيام الخالدة في الذاكرة.
لن أمتدح الكتاب فعنوانه وموضوعه دليل على حاجة كل كويتي لقراءته خصوصا من لم يعش تلك الأيام، لأنها باختصار أي تلك الأيام "ربما" حسبما يتكرر على لسان من أعرفهم بأنها ربما تعود وبطريقة أكثر بشاعة من حل غير دستوري بل ربما تصل لمرحلة تغيير شامل للنظام وندخل في النفق المظلم دون أي فرصة للعودة من جديد لما كنا عليه!!
لست متشائما بطبعي وإن كان هناك فعلا من يدفع البلد للحل غير الدستوري، فهذا لا يعني ان واقع وقدرة النظام هذه الأيام بنفس قدرة وكفاءة وظروف تلك الأيام، فاليوم نملك من التجربة والوعي لمواجهة أي حل غير دستوري والتاريخ أثبت بأن الحياة من غير دستور يعني اننا نعيش بلا وطن، وللأسف أن البعض لا يدرك أبعاد الحل غير الدستوري وماذا يعني ذلك.
ومع هذا فإنني أقف وبشدة مع كل من يريد فعلا إصلاح الأوضاع المقلوبة التي تعيشها الكويت، والأمر لا يقتصر فقط على استجواب سمو رئيس مجلس الوزراء فهذا حق دستوري لا نناقش في دستورية من عدمه ولا حتى نناقش توقيته فالدستور لم يحدد متى على النائب تقديم الاستجواب، وإن كانت الاستجوابات المقدمة او التي ستقدم على أساس احراز النقاط، إلا أن الدعوة للوقوف ضد هذه الاستجوابات فقط لأنها جاءت من أطراف نكرههم هي دعوة قاصرة.
المشكلة ان موضوع الاستجواب نعتبره ام الكوارث بينما هي مساءلة سياسية، صحيح انها الارقى حسب الدستور لكن لما لا يصعد سمو رئيس مجلس الوزراء ويكشفهم، ما اعرفه ان النواب كانوا متناقضين حينما لوح أحمد المليفي باستجواب رئيس الحكومة واليوم راحوا يتخبطون في مواقفهم، باتت المصالح حاضرة ومكشوفة تدفعني على إعلاني وبصراحة ان مجلس 2008 جاء من شعب دايخ، شعب اغوته أغنية اسقاط القروض وزيادة الرواتب ووقف إزالة الديوانيات وإصلاح الرياضة وغيرها من القضايا التي دلدغت مشاعر النسبة الكبرى من الناخبين والناخبات مع كل أسف!!
لماذا سقطت روما ولماذا سقطت أثينا، فكلا العاصمتين اعتبرتا عواصم سياسية مستقرة على مر التاريخ لكن حينما استشرى الفساد سقطت روما امام القبائل الجرمانية التي عاثت فسادا وهدمت الامبراطورية الرومانية.
اما اثينا فسطقت هي الاخرى لكنها سقطت من الداخل لأن قوى الفساد عرفت كيف تخترق النظام السياسي وتهدم أهم مافيه مما دفع بعض نواب المجلس في اثينا يعتبرون المقعد النيابي سلعة تباع وأن اياديهم بالإمكان أن ترفع للتصويت على قضايا من أجل المال وليس للصالح العام، هذا بالضبط ما تكشفه الصحف والأحاديث الاعلامية عن مجلس أمتنا!!
لسنا بروما لنتعرض لغزو خارجي ولكننا للأسف أثينا وبات الوضع لازما ان تخرج فئة وتجاهر بتكفيرها للديموقراطية وبأنها هي من أساءت لكل كويتي مع ان الديموقراطية بريئة كما كان الذئب بريء من دم يوسف عليه السلام.
لست من هواة كتابة المقالات السياسية ولن اكتب اي مقال بهذا الاسلوب، لأنني أعرف بأن الحديث العقلاني لمكان له والبعض راح يفضل الصراخ، لهذا سأقدم خلال الفترة المقبلة عددا من الرسومات الكاريكاتيرية التي أقدمها لمتابعي المدونة لعلي أنجح في التعبير عن رأيي بدلا من تسطير مقالات بالطبع قرأتم مثلها الكثير.
معلومة : سقطت روما عاصمة الامبراطورية الرومانية عام 467 ميلادي واعتبر سقوطها بداية فترة العصور الوسطى في تاريخ أوروبا!!
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك 4 تعليقات:
ما مدى تاثير الاستاذ على الطلبة ؟
ماكو الا الخير انشاءالله
مرحبا
بالنسبة للاخ علي والموضوع اللي اثرته عن المسرح المدرسي
عملت في المسرح المدرسي لسنتين قدمت فيها عرضين ومثل ما توقعت كسب رجال موهوبين لكن للاسف ان فريق العمل يتغير لأنهم يتخرجون حاليا افكر اذا صرت مرة اخرى في مدرسة نظامية متكاملة الامكانيات راح ازودك بخطوات اتصور راح تفرحك..
الاخ مطقوق
ان شاء الله مافي الا الخير..
ممتاز
تقصد بفريق العمل الطلبة أم المدرسين؟
إذا كان التغيير من جانب الطلبة أعتقد أن شيء ايجابي لانك راح تفيد أجيال متعاقبة.. أما المعلمين أتمنى أن يقف الى جانبك من هم مثلك وان شاء الله راح يكون لك زملاء من الطلبة الي درستهم ويمشون معاك على نفس الدرب
ومن الله التوفيق
إرسال تعليق