نورية قلبها أبيض!!

كنت من الصبح على رأس عملي وواقف مع الطلبة بطابور الصباح اللي يكشف عن تراجع الروح الوطنية لدى المعلمين قبل الطلبة، الطالب نفسه ماله خلق علم الكويت علم بلده اما بعض المدرسين فاهتمامه منصب على متابعة عقارب ساعته عشان يدخل الصف هروبا من الشمس وبيني وبينكم بعض المدرسين يتمنى ويدعي بسرّه "يارب يطولون الطابور عشان تروح الحصة الأولى وما ادرس الطلبة"!! للأسف نحتاج إعادة نظر لشكل لقاء الصباح والموضوع مو فقط "يسار راحه.."

المهم بعد الحصة الأولى اللي اشوه ما بلعني فيها واحد من طلبتي من كثر ما فتح حلجه لدرجة إني شفت قلبه!! "قوية" طبعا بعض الطلبة يخدعون أنفسهم بانهم صايمين وللأسف ما ينامون بس يسهرون "فكرت باقتراح توظيف الساهرين كحراس أسواق" ما علينا بالقسم تناقشنا حول القرار الوزاري بشأن تعطيل الدراسة يومي الأحد والاثنين، وبعد محاولات حثيثة للتأكد من شمول القرار للمعلمين وصلنا الخبر من "كونا" اللي أخيرا حسيت انها تقدر تنقل خبر حقيقي وتنفرد فيه قبل الكل!!

هذا الخبر "البشارة" طبيعي أفرح الطلبة اللي ما يصدقون يسمعون عطلة إلا وعطلو قبلها بأسبوع!!، فما بالك بالموظفين اللي يحسبونها صح اللي يسافر واللي يكبر المخدة، واللي يحبس روحه بالبيت يوفر جم دينار لغاية المعاش الياي "انا منهم"، واللي مخلص النية تلاقيه يتابع عباداته في هذا الشهر الفضيل، بصراحه هذا القرار برأيي الشخصي مسمار من المسامير اللي تثبتها الوزيرة في نعش وزارة التربية!!

فالوزيرة التي يرى البعض منا سواء المعلمين "انا مو منهم" وبعض أولياء الأمور والطلبة والنواب حتى بأنها "الشريرة فايقه..النسرة" حاولت أن تبدل الأدوار بل أرادت التفوق على سعاد عبدالله في دورها المميز فضة، ففضة الطيبة التي تعمل الخير دون مقابل كانت المثال الأفضل لنورية في اتخاذ هذا القرار الرمضاني، أرادت أن "تكحلها" لأننا نحن كمعلمين متأخرين في المنهج بفضل تأخر استلامنا للكتب وسنتأخر بفعل عطلة العيد، لتأت بهذا القرار لتعميها تماما ولتفرض واقعا ومنطقا جديدا عند الجميع بضرورة منح العطلة كلما "تقلقصت" بين عطلتين..وهكذا يصبح تعطيل الدوام "عرف" بقوة القانون والنتيجة طبعا قلة الانتاج الوظيفي في الدولة خصوصا في وزارة مثل وزارة التربية يمثل موظفيها نسبة كبيرة من شريحة موظفين الدولة.

فقرار مثل هذا هو محاولة فاشلة لتصحيح الخطأ الذي وقعت فيه الوزيرة بتصريحها حول حادثة الاعتداء الأخيرة في أحد مدارس منطقة السالمية، فبدلا من أن تعلمنا نورية كيف ننتج وتعلم أبناءنا أن العمل عبادة وبضرورة التحصيل العلمي، تعلمهم أي الطلبة وبقية المستفيدين من القرار إن "الربادة زينه.." وللأسف ليت القرار ساري المفعول وسيطبق ففقط يومي الأحد والاثنين، فالقرار بدأ الطلبة بتطبيقه منذ اعلانه فعدد الطلبة المتغيبين يزداد، وسيكون يومي الغد الأربعاء والخميس عطلة بقوة الطلبة، وهو يعني كارثة تضاف للكوارث التي تعيشها الوزارة!!

نورية أعلم أنك إنسانة تتعرضين للعديد من الضغوط، وأعلم أن مسؤولياتك كثيرة وأعلم انك تريدين تحقيق المعجزات لكن مع كل هذا أرجوك لا تفكري بأن تكوني "فضة"، وتذكري دائما بأنك أول وزيرة صمدت بتاريخ البرلمان بوجه طرح الثقة لأنك نورية وليس لأنك فضة.

ملاحظة :اي بدلية في الموضوع لتسلية من يتصيد البدليات!!